د. عز الدين الكومي يكتب: أكاذيب "مفتي الدم" شوقي علام
الأحد - 22 مايو 2022
لم تكن زيارة مفتي الإعدامات مؤخراً لبريطانيا هي الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ، فمن المعلوم للكافة أن مفتي الإعدامات هذا من أكبر الداعمين للنظام الانقلابي في مصر ، وهو يفعل ذلك في مقابل التجديد له كلما انتهت مدته القانونية ، فهناك مقايضة بين النظام الانقلابي ومفتي الإعدامات ، وبمقتضى هذه المقايضة فعليه أن يصدِّق على كل أحكام الإعدامات الصادرة زوراً وبهتاناً من قضاء العسكر الظالمين المسيسين في مقابل أن يستمر مفتياً لأطول فترة ممكنة .
وقد قام المدعو شوقي علام مؤخرًا بجولة أروبية بزعم عرض الإسلام الصحيح !! وكأن استباحة القتل والإعدامات والقتل خارج إطار القانون والتعذيب الممنهج في السجون والمعتقلات وأماكن الاحتجاز هو الإسلام الصحيح ! .
وكان قد حاول أن يقوم بزيارة مماثلة لجنوب إفريقيا ، لكن جنوب إفريقيا كانت أكثر ديمقراطية من دول الغرب الأوربي فرفضت الزيارة ، فتلك الدول الأوروبية تقدم مصالحها الاقتصادية على قيم الديمقراطية والحرية ، ولازالت تدعم النظام الانقلابي في مصر ، وتستقبل رموزه وتفرش لهم البساط الأحمر ! من أجل صفقات السلاح المشبوهة ، ومحاربة الإرهاب “المزعوم”! .
وقد رفض مجلس القضاء الإسلامي زيارة شوقي علام مفتي مصر إلى ديربان لحضور إحدى المؤتمرات هناك .
وأبلغ “مجلس القضاء الإسلامي” السفارة المصرية – بشكل رسمي – رفضه زيارة المفتي ، مخليًا مسؤوليته عن العواقب التي من الممكن أن تحدث إذا تمت الزيارة بالفعل ، بحسب بيان نشره على صفحته .
وكشف البيان أن سبب رفضه الزيارة هو تصديق “المفتي” على أحكام بإعدام عدد كبير من المصريين من ضمنهم الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي ، الذي وصفه البيان بـ “الرئيس المنتخب” .
كما كشف الموقع الرسمي لـ”محطة إذاعة كيب تاون” عن قيام العديد من المحامين بجنوب إفريقيا بإصدار مذكرة توقيف بحق مفتي مصر .
واليوم يأتي مفتي الإعدامات إلى بريطانيا في زيارة مشبوهة لمجلس العموم البريطاني ، فقد قال متحدث باسم البرلمان البريطاني لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني أنهم ليس لديهم معلومات عن زيارة شوقي علام لمجلس العموم .
وقالت مديرة العلاقات الإعلامية في مجلس العموم “هانا أوليسون” : “إن البرلمان ليس لديه مزيد من المعلومات حول زيارة علام إلى المملكة المتحدة” .
ولكن موقع “ميدل إيست آي” قال نقلا عن مصدر مصري : إن “علامًا” تلقى دعوة من المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب بشأن مصر ، وهي مجموعة غير رسمية ومتعددة الأحزاب شكّلها نواب وأعضاء مجلس اللوردات المهتمين بمصر ، وليس لها وضع رسمي داخل البرلمان” .
وكان من المتوقع أن يكون لبريطانيا موقف من هذه الزيارة المشبوهة. خاصة وأن بريطانيا أعدت تقريراً سابقا عن نشاط جماعة الإخوان في بريطانيا ، وخلص هذا التقرير إلى أن جماعة الإخوان لا ينبغي أن تصنف على أنها منظمة إرهابية ، ولا ينبغي حظرها ، وأنه لم يتوصل إلى أدلة على أن أعضاء الجماعة ضالعون في أعمال إرهابية ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فإن بريطانيا أصدرت قرارا بعد صدور قرار لجنة اللورد “جون جنكيز” يتيح لأعضاء بـ”جماعة الإخوان المسلمين” طلب اللجوء إليها ، وهو ما اعتبره كثير من المراقبين”اعترافا ضمنيا بسلمية الجماعة ، وأن ملف مراجعة نشاط الإخوان في المملكة المتحدة لم يعد له مايبرره!! .
وفى الوقت الذى اعتبر فيه الصحفي البريطاني “سايمون تيسدال” المحرر في صحيفة الغارديان البريطانية في حوار مع DW عربية أن ماقام به مكتب رئيس الوزراء البريطاني آنذاك “ديفيد كاميرون” معيب ومنتقد ، لأنه لم يتطرق إلى “العنف الموجه ضد الإخوان المسلمين من قبل الطغمة العسكرية الحاكمة في مصر التي انقلبت على الرئيس المنتخب ، وأعادت حظر التنظيم ، واعتقلت الآلاف من مناصريه ، وقتلت المئات ، وأصدرت أحكاماً بالإعدام بحق المئات دون محاكمة شرعية أو تمثيل قضائي سليم .
بعد كل هذا نجد مفتي الإعدامات مصرَّاً على النيل من جماعة الإخوان ، زاعما زوراً وبهتاناً أنها أعادت إحياء فكر الخوارج القديم ! . ويأتي حديثه هذا ضمن مسلسل شيطنة الإخوان المسلمين والذي يكمن وراءه قوى دولية وإقليمية ومحلية معروفة بوقوفها ضد حرية الشعوب !! .
وقديماً فقد طلب جمال عبدالناصر من شيخ الأزهر الأسبق الشيخ “محمد الخضر حسين” أن يكفِّر جماعة الإخوان المسلمين من على منبر الجامع الأزهر ، لكن الشيخ رحمه الله لم يستجب لهذه الدعوة وقال قولته الخالدة : “لقد عشت خادماً لديني لا مستخدِماً له ، ويكفي العبد الفقير كسرة خبز وشربة ماء ، وما أكثر الفضاء في ملكوت الله ، وإني أشهد الله أن الإخوان دعوة ربانية عرفَتْهم ميادين البذل والعطاء والجهاد والتضحية ، لم يخونوا ولم يَغدُروا بما علمت عنهم ، وها أنا ذا اليوم أعلن استقالتي من كل منصب يحول بيني وبين إرضاء ربي” .
وعندما زار وفدٌ من جماعة الإخوان المسلمين برئاسة مرشد عام الجماعة الدكتور “محمد بديع” والمرشد السابق الأستاذ “محمد مهدي عاكف”- رحمه الله – والدكتور “عبد الرحمن البر” أستاذ الحديث بجامعة الأزهر – فك الله أسره – .. عندما زاروا الشيخ “أحمد الطيب” شيخ الأزهر بتاريخ 3 مايو 2011 بمقر المشيخة .. قال الشيخ أحمد الطيب : “إن الجماعة لم تكن غائبة عن الأزهر ؛ فهي متواجدة داخل مؤسسة الأزهر بقوة ، كما أن نصف أعضاء الجماعة أزهريون ، وليس هناك أي حرب بين الأزهر والإخوان ، وإنما الجو العام أتاح للناس أن يلتقوا ، وواجب على العلماء أن يلتقوا ويتفقوا ، وهناك كثيرون من المتعاطفين معها من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والمعاهد الأزهرية المنتشرة في ربوع البلاد” .
أما مفتي الإعدامات “شوقي علام” الذي دأب على نشر مقالات مسروقة من كتب ومؤلفات الإخوان خاصة كتاب “في ظلال القرآن” للشهيد سيد قطب رحمه الله ، على الرغم من أن مفتي الدم قد أفتى مسبقاً بحرمة السرقة العلمية والاقتباسات من نصوص الغير دون إسناده إلى قائله !..
ونحن لم نسمع رأي مفتي الدم فيما يقوم به النظام العسكري في سيناء من تهجير لأهلها وقتلهم وهدم منازلهم وإتلاف مزارعهم ! ، وما يقوم به جلاوزة الشرطة من تصفيات جسدية للشباب في الشوارع وفي البيوت بزعم أنهم مطلوبون أمنياً ، أو أنهم قتلوا أثناء تبادل إطلاق النار مع الشرطة .
وقبل هذا وذاك .. ما رأي المفتي في المجازر التي اقترفها العسكر في كلٍّ من رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة ورمسيس وجامع الفتح وجامع القائد إبراهيم؟؟!!
كل ذلك لم يبد فيه المفتي رأياً لأنه ممن أيَّد المؤامرة الانقلابية منذ بدايتها ، فهو لم يتحدث قط عن أهمية احترام الإرادة الشعبية ، أوالتداول السلمي للسلطة ، أو حق الشعوب في الحكم الديمقراطي وحق تقرير مصيرها .. فيا للعجب !! . وقد صدق سحنون عندما قال: “أشقى الناس من باع آخرته بدنياه ، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره”!!
ولله في خلقه شؤون .