70 عاما على حكم العسكر.. كيف جنت أحداث 23 يوليو و 30 يونيو على مصر؟

السبت - 23 يوليو 2022

جاء انقلاب 23 يوليو 1952 بمبادئ منها: القضاء على الاقطاع، القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة راس المال على الحكم، بناء حياة ديمقراطية سليمة، و بناء جيش وطني، لكن الواقع تبدل الى عكس هذه المبادئ تماما، فقد استبدل العسكر القضاء على الاقطاع بإقطاع جديد يعظم مكاسبهم على حساب الشعب، وأصبح  (بيزنس الجيش) يسرق البلد ويسيطر على كل شيء، وقاموا بدور وكيل المستعمر وباتوا حذاء في قدمه.  

أما عن الديمقراطية فحدث ولا حرج، إذ انقلب الحال من تعددية حزبية ونظام برلماني إلى سلطوية عسكرية واستبداد مطلق، ولم يسلم المصريون من القمع وغياب الحريات، باستثناء عامي ثورة يناير وحكم الرئيس محمد مرسي.

وغاص الجيش، الذي يفترض أنه "وطني" في التعاون مع العدو الصهيوني والتحالف مع قوى الاحتلال وأعمل القتل الشعب المصري حين ثار على الانقلاب عام 2013 وحتى الآن.

باتت ذكرى 23 يوليو و 30 يونيو هي ذكرى سرقة مصر واغراقها في الفشل والديون والفقر والبطالة والتوريث والمحسوبية والكوسة والواسطة والأمية، وإعلام الكذب والتضليل وفساد الداخلية من تعذيب وقتل للمصريين، وذكري ثوريث القضاء، وتحالف الضباط واولادهم واحفادهم مع أهل الفن ورجال الاعمال.

من جانبه، طرح الكاتب أنور الهواري علي صفحته علي فيس بوك سؤالا: ماذا يجمع وماذا يفرق بين دولة ما بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣م وثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م؟ وما هي مساحات الاتصال أو مساحات الانقطاع بينهما؟ وما أوجه الشبه والاختلاف بين الحكم الحالي وثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م؟

وجاءت الإجابات التالية من المتابعين:

  • المحامي نور فرحات: مسألتان محل نقاش تتقاطع فيهما الدولتان: السلطوية، ثم المشروع الاجتماعي.

دولة ٢٣يوليو مؤسسة للسلطوية كنظام متكامل بدأت بحسم أزمة مارس ٥٤ لصالح عسكرة الدولة، مرورا بالمحاكمات العسكرية ثم الاعتداء على مجلس الدولة ثم ما يعرف بمذبحة القضاء، واعتقالات الخصوم السياسيين وتأميم الصحافة وهيمنة التنظيم السياسي الواحد وتزييف الاستفتاءات، ولكن كان للسلطوية قيود ذاتية فرضتها طبائع الامور والقوي الحية في المجتمع.

سلطوية يوليو 1952 كانت موجهة لخدمة مشروع تنموي منحاز للفقراء ولاستقلال مصر الاقتصادي، اما سلطوية ما بعد ٣ يوليو فمنحازة لسياسات صندوق النقد الدولي وافقار الناس وانهاء وجود اية مؤسسات مدنية ممكن أن تؤثر في القرار.

  • سليم عزوز: دولة يوليو 1952 كان لديها مشروع.. دولة يوليو 2013 ما تفهمه من ثقافة المشروع.. هو سيارات "المشروع" امبابة - المنيب!.

دولة يوليو الأولى كان عندها "ظهير شعبي"، هم جيوش الفقراء، دولة يوليو الثانية (والأخيرة إن شاء الله) في حالة عداء مع الجميع فلا ظهير شعبي لها.. دعك من اللي كام لجنة، وكام صحفي، وكام اعلامي، وكام عبدو مشتاق، فهؤلاء يذكروني بمن كانوا طول أيام الثورة يقولون لنا حرام عليكم مبارك ده أبونا ويوم التنحي سبقونا وأسرهم الى ميدان التحرير للاحتفال.

  • ناشط: يتشابهان في الدكتاتورية وحكم الفرد وكبت الحريات وغياب حقوق الانسان وتوجيه الإعلام ومصادرته من اجل الفرد وغياب الحياة السياسية الحقيقية

وتختلف يوليو 52 في انحيازها للفقراء والطبقة المتوسطة وبناء قاعده صناعية واهتمام بالزراعة بالإضافة لاستقلالية القرار المصري وفاعلية الدور المصري عربيا وافريقيا واقليميا، كما كانت اسرائيل عدونا الاول. العكس تماما حدث بعد 30 يونيو: الانحياز للطبقة الغنية على حساب الطبقة المتوسطة التى تم سحقها بإصرار وترصد، ديون وتسول وقروض، انبطاح تام للخليج وغياب كامل لاى دور مصرى فاعل وحر عربيا وأفريقيا حتى فى الأمور التى تمس امننا القومى ووجودنا كشعب، كما ان اسرائيل لم تعد عدوا بل صارت صديقا حميما لنظام الانقلاب !

  • ناشط آخر: بعد ٢٣ يوليو حصل صراع داخلي بين أعضاء مجلس قيادة الثورة، وللأسف الصراع لم يكن سعيا وراء مصلحة الدولة، لكن سعيا وراء إرضاء عبد الناصر... بعد ٣٠ يونيو حصل صراع داخلي بين الأجهزة الأمنية، وللأسف الصراع ليس سعيا وراء مصلحة الدولة، لكن سعيا وراء النفوذ والسيطرة.