رغم الغضب الشعبي: السيسي يكتفي بالاستفسار عن محرقة إسرائيلية لـ80 جنديا مصريا

الاثنين - 11 يوليو 2022

بعد 48 ساعة من كشف صحف إسرائيل جريمة قتل واحراق 80 جنديا مصريا في حرب 67، وتحت ضغط وسائل التواصل، ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية "لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً"!!.و"المطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة".

أيضا أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن عبد الفتاح السيسي تلقى مساء الأحد اتصالًا هاتفيًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد و"تم التوافق على قيام السلطات الإسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية اتصالًا بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967 حول الجنود المصريين المدفونين في القدس".

وقال: "أكد لابيد أن الجانب الإسرائيلي سيتعامل مع هذا الأمر بكل إيجابية وشفافية وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول إلى الحقيقة".

ماذا جري؟

في اليومين الماضيين، كشف الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان، المختص في شؤون الأمن، وصحيفتا يديعوت أحرونوت وهآرتس العبريتان، عن "دفن جنود مصريين أحرقوا أحياء في حرب 1967، في مقابر جماعية لا تحمل أي علامات بالمخالفة لقوانين الحرب ودون إعلان قتلهم" وسط تقديرات تصل إلى عشرات.

وقالت صحيفة هآرتس في تقرير لها، إن هناك مقبرة جماعية تضم 80 جندياً مصرياً حُرق منهم 20 جندياً ولم يُعلن عن مقتلهم خلال حرب الأيام الستة عام 1967.

وذكر التقرير الذي أعدته الصحيفة أن عددًا من الجثث المدفونة يعود إلى جنود من الوحدة ماتوا حرقا: «بعد إشعال النار في الحقول، حيث كانوا محاصرين»، حيث جرى التقرير بناء على شهادات جمعتها الصحيفة عبر مقابلات امتدت لأسابيع.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجرافات دفنت الجثث في مكان قريب من مستوطنة نحشون وهو «الاسم الذي يطلق على المستوطنات الزراعية التعاونية التي أقامها المهاجرون اليهود قبل وبعد إقامة دولة إسرائيل»، ليتم بعدها زراعة بعض الأشجار في المنطقة لكي تغطي على رائحة الجثث.

فيما نقلت هآرتس عن المؤرخ الإسرائيلي زائيف بلوخ، الذي تزعم الصحيفة أنه كان حاضرا وقت دفن الجنود المصريين، قوله إنه تمكن من تحديد موقع تقريبي لمكان دفن الجنود، مستعينا بصور الأقمار الصناعية، حيث يفترض بحسب بلوخ أن يكون موقع المقبرة في الجانب الشرقي من منتزه «ميني إسرائيل» أو إسرائيل الصغيرة، الذي يعد موقعا سياحيا.

كما أضاف بلوخ للصحيفة إنه «غير متأكد تماما مما حصل للجثث في السنين التي تلت دفنها، إلا أنه يستبعد أن يكون قد تم نقلها إلى مكان آخر»، كما أضاف أن أحد سكان المستوطنة حاول الوصول إلى موقع الدفن الجماعي للجنود المصريين وكسر الصمت بشأن الواقعة في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن الرقيب العسكري الإسرائيلي، الذي يمتلك سلطة منع نشر مواد حساسة تتعلق بالشؤون الأمنية، لم يسمح بنشر المعلومات وقتها.

وبالإضافة إلى تقرير الصحيفة، نشر الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان عدة تغريدات باللغة العبرية عن الكتيبة المصرية التي ضمت حوالي 100 جندي اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في كيبوتس (تعاونية) نحشون الواقعة بالضفة الغربية المحتلة.

وطبقاً لميلمان، قتل 25 جندياً مصرياً حرقاً بنيران اشتعلت في حقول المنطقة إثر إلقاء القوات الإسرائيلية قذائف الفوسفور، بينما قتل جنود مصريون آخرون في تبادل لإطلاق النار ليرتفع إجمالي عدد القتلى منهم إلى 80.