يعمل كمخلب شرس ضد الإسلاميين: ماذا بعد انتخاب بن زايد رئيسا للإمارات؟

السبت - 14 مايو 2022

لم يكن مفاجئا أن ينتخب المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات محمد بن زايد رئيسا للدولة بعد إعلان وفاة الرئيس الشيخ خليفة بن زايد، أولا: لأن محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي منذ سنوات بعد تغييب أخيه عمدا بحجة مرضه، وثانيا لأن محمد هو من اغتصب ولاية العهد بعد إزاحة الشيخ سلطان الابن البكر للشيخ خليفة عن ولاية العهد بلعبة "غير أخلاقية" من محمد بن زايد نفسه.

مشكلة محمد بن زايد الأساسية أن مشروعه في الحكم يقوم على معاداة الإسلاميين والعمل كمخلب قط ضدهم في المنطقة، بضوء أخضر من رعاته الغربيين وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية.

بن زايد يصول ويجول في محيطه الإقليمي لمحاربة الإخوان المسلمين بشكل خاص، بعد أن أنهى حضورهم إماراتيا وأودعهم السجون، ويعتمد في حربه هذه على الاحتياطات المالية الضخمة للدولة، التي ينفق منها ببذخ على الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة للدول العربية، وخصوصا في مصر وتونس، ليستخدمهم في ضرب الإخوان بقوة.

كما يستخدم القوة الناعمة، من إعلام ودراما ودبلوماسية، لإبقاء هذه الحرب ضد الإسلاميين بشكل عام والإخوان بشكل خاص مستعرة طول الوقت.

وكالة رويترز للأنباء قالت، اليوم السبت، إن  الشيخ محمد بن زايد (61 عاما)، بدأ في توسيع نطاق سلطاته في فترة عانى فيها أخوه غير الشقيق، الشيخ خليفة بن زايد رئيس الإمارات الذي توفي أمس الجمعة، بعد أن ظل حبيسا لثماني سنوات، إثر إصابته بجلطة في 2014.

وقد دعم محمد بن زايد إطاحة (انقلاب) الجيش في 2013 بالرئيس المصري المنتخب وقتها محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وساند ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى تقلده المنصب في 2017 ووصفه بأنه رجل يمكن لواشنطن أن تتعامل معه والوحيد القادر على أن يحقق انفتاح المملكة.

وسعى الزعيمان الخليجيان، اللذان شجعهما وجود علاقات دافئة مع الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب، لحشد الدعم لحملة واشنطن لممارسة أقصى الضغط على إيران وفرضا مقاطعة على قطر المجاورة لدعمها جماعة الإخوان المسلمين وشنا حربا مكلفة في محاولة لكسر قبضة الحوثيين المتحالفين مع إيران على اليمن.

وتدخلت الإمارات في صراعات بأنحاء المنطقة من الصومال إلى ليبيا والسودان قبل أن تخرج على إجماع عربي قائم منذ عقود وتقيم علاقات مع إسرائيل في 2020 هي والبحرين بموجب اتفاقات بوساطة أميركية عرفت باسم اتفاقات إبراهيم مما أثار غضب الفلسطينيين.

وعندما تحلل الرئيس السوداني، عمر حسن البشير من وعد بالتخلي عن حلفائه الإسلاميين، نسقت أبو ظبي انقلاب عام 2019 الذي أطاح به.

وعلى الرغم من أنه يقول إنه انجذب إلى أيديولوجيتهم الإسلامية في صغره، إلا أن الشيخ محمد بن زايد صور جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها أحد أخطر التهديدات للاستقرار في الشرق الأوسط.

ومثل السعودية، "تتهم الإمارات الإخوان المسلمين بالخيانة بعد أن آوت أعضاء مضطهدين في مصر في الستينيات وذلك بأن سعوا من أجل التغيير في البلدان المضيفة لهم" بحسب مزاعم الدولتين الخليجيتين.

وذكر موقع ويكيليكس أن الشيخ محمد قال في اجتماع في عام 2007 مع مسؤولين أميركيين "أنا عربي ومسلم وأُصلي وفي السبعينيات وأوائل الثمانينيات كنت واحدا منهم. أعتقد أن هؤلاء الرجال لديهم أجندة".

وعلى الرغم من سنوات العداء، فقد اختار الشيخ محمد التحاور مع إيران وتركيا في الوقت الذي حوّلت فيه جائحة كوفيد-19 والمنافسة الاقتصادية المتزايدة مع السعودية التركيز إلى التنمية، مما دفع الإمارات نحو مزيد من التحرر الاقتصادي والقيمي مع مواصلة كبح المعارضة السياسية.

وقالت رويترز، 13 مايو 2022 في تقرير آخر: توقع دبلوماسيون ومحللون أن يصبح بن زايد رئيسًا جديدًا، مما يعزز قوة أبوظبي التي نمت بالفعل في عهد خليفة، الذي تولى السلطة في عام 2004.

وتأتي وفاة خليفة في وقت شهدت فيه علاقات أبوظبي مع واشنطن توتراً واضحاً بسبب ما يُتصور عن فك ارتباط الولايات المتحدة بالمخاوف الأمنية لحلفائها الخليجيين.

وقالت سينزيا بيانكو، الزميلة البحثية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، على تويتر: "لن يتغير الكثير في السياسات الخارجية والداخلية لدولة الإمارات العربية المتحدة، باستثناء أن محمد بن زايد سيكون لديه أسباب أقل للسعي إلى توافق في الآراء مع دبي والإمارات الأخرى".

المصدر: رويترز+ إنسان للإعلام