ولدت ميته .. «القاهرة الإخبارية» بلا رواتب ولا مهنية ولا مشاهدة .. ما قصتها؟

الخميس - 15 ديسمبر 2022

إنسان للإعلام- خاص:

على الرغم من مرور نحو شهر ونصف على انطلاق قناة «القاهرة الإخبارية» المملوكة للمخابرات المصرية، يوم 31 اكتوبر/تشرين أول 2022)، باعتبارها قناة إخبارية إقليمية تنافس الجزيرة والعربية، إلا أن المحطة الوليدة تعاني أزمة مالية.

صحيفة "الأخبار" اللبنانية، 13 ديسمبر 2022، أكدت نقلا عن مصادرها أن هناك عجزا في سداد الرواتب، أو بمعنى أدقّ عدم قدرة على دفع رواتب العاملين الجدد الذين لم يتقاضوا أجورهم ورواتبهم منذ شهرين، فيما تقول الإدارة بأنه سيُصرف قريباً.

أكدت عدم تلقي العاملين أي أجر وعدم صرف الرواتب في نهاية نوفمبر ثم منتصف ديسمبر بواقع راتب شهر ونصف شهر، لكن حتى الآن لا رواتب، رغم أن جميع العاملين في القنوات المملوكة لشركة المخابرات نفسها، تقاضوا رواتبهم وبمنحة قدرها 500 جنيه (20 دولاراً تقريباً) لمن يقل راتبه عن 15 ألف جنيه.

وألمحت إلى أن الإعلامي المحسوب على النظام، أحمد الطاهري، وفريق إدارته أخفقوا في إدارة القناة واستعانوا بشخصيات ضعيفة مهنيا للظهور على الشاشة من أجل التحليل، وغابت القناة عن تغطية الأحداث المهمة، مثل اتفاق المصالحة في السودان، وبالمقابل تحولت لمحطة دعائية للسعودية.

الإعلان عن تأسيس القناة ضمن أكبر قطاع أخبار تملكه المخابرات المصرية ودون أن يكون لها صدى أو تأثير في الشارع المصري، مقارنة بقناتين أو ثلاثة معارضة قوية بالخارج، اعتبره مراقبون دليلا على حالة الانفصال الشديدة عن الواقع والزمن وإهدارا مزيد من الأموال.

وأظهرت الأرقام المعلنة مع الإعلان عن القناة الجديدة تحقيق شركة المخابرات خسائر خلال أعوام 2017 و2018 و2019 و2020، ولم تحقق مكاسب سوي في موسم رمضان 2021.

وتبين أن حصيلة الخسائر للقنوات على مدار أربعة أعوام منذ سيطرة شركة المخابرات عليها هي 380.569.425 مليون، أي قرابة 400 مليون جنية، فكيف تنشئ ثلاثة قنوات جديدة يتوقع لها نفس المصير بسبب غياب حرية التعبير؟.(تويتر)

انحدار مهني

قبل موتها ماليا، ظهرت القناة بصورة فنية وحرفية سيئة للغاية خلال قمة المناخ، التي تم تدشينها خصيصا لتغطيتها وظهر مستوي متدن لكبار مراسليها ما أثار سخرية بعض النشطاء، حين وجهت سؤال بلغة انجليزية ركيكة وغير مفهوم لرئيس مجلس النواب السابق نانسي بيلوسي. (تويتر)

وتجاهل التعليق على أداء القناة غالبية المغردين، معتبرين أنها فاشلة منذ انطلاقها منتقدين صدروها دون دراسة جدوى لأهميتها، ما دعا عاملين بها وبقنوات المخابرات الأخير للتعليق معترفين بعزوف الناس عنها واستعطافهم لتقبلها باعتبارها قناة تمثل مصر. (تويتر)

وحاول رئيس القناة أحمد الطاهري، ورئيس تحرير مجلة روز اليوسف الحكومية السابق، والمقرب من المخابرات الدفاع عنها بادعاء أنه يكفي أن المذيعين يقولون (هنا القاهرة – مصدر الخبر) ورد عليه متابعون مؤكدين: "كنا نتمنى ان القاهرة تكون بالفعل عاصمة الخبر، ولكن لحد لوقتي دا محصلش!". (تويتر)

ورئيس القناة "الطاهري" أحد أعضاء ما عُرف بـ "مجموعة شباب الإعلاميين"، التي أعلن عنها عقب تولي الرئيس الحالي السلطة عام 2014، لذا تتمسك به إدارة القناة.

وانتقد صحفيون إهدار رئيس التحرير الأموال في سفريات لأمريكا وغيرها رغم الفشل المهني والتخلف عن دفع المرتبات. (تويتر)

مغامرة فاشلة

ويقول أحد العاملين في قطاع التلفزيون المصري «إن إطلاق قناة في هذه الفترة هو مغامرة فاشلة لأن المحطات العربية التي تأسست في الأعوام العشرة الأخيرة، أثبتت فشلها لأسباب عدة من بينها الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري في مصر، والتضييق على حرية الرأي والتعبير والحريات الإعلامية في ظل نظام السيسي».

ورغم الصعوبات الاقتصادية التي تشهدها مصر على إثر ارتفاع سعر الدولار الأميركي مقابل الجنيه المصري وغيرها من الأزمات السياسية والمعيشية، والكود الإعلامي والإعلاني تم إطلاق القناة الجديدة ما يطرح علامات استفهام عدة حول توقيت إطلاقها وهدفها والجهات التي تمولها.(تويتر)

وكان أحمد الطاهري رئيس قطاع الأخبار في «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» المملوكة بالكامل للمخابرات، قد استعان بـ 12 شخصاً من الصحفيين المحسوبين على الدولة، بلا كفاءة ليكونوا بمثابة هيئة استشارية للقناة.

وازدادت الانتقادات مع الاستعانة بعدد من العاملين في قناة «إكسترا نيوز» الذين يتقاضون نصف الأجور التي اتفق عليها العاملون في «القاهرة الإخبارية»، بهدف إنقاذ الموقف، خصوصاً مع تكرار الأخطاء على الشاشة.

ويتردد بقوة بين العاملين في القناة أنه لن يستمر وجودهم بهذه الطريقة، ليس فقط بسبب ارتفاع الأجور مقارنة بغيرهم في المحطات الأخرى المنخرطة في المجموعة نفسها، لكن لأسباب عديدة وفي مقدمتها احتمال اضطرار الطاهري للتنازل والتخلي عن بعض مساعديه الذين تقاضوا رواتب خيالية في الشهور الماضية، بالإضافة إلى إعادة النظر في شكل القناة وتقليل أعداد العاملين وتقييم الضيوف الذين ظهروا على شاشتها.

تمويل سعودي

واجهت القناة أزمة تمويل قبل انطلاقها وتأجل مشروعها من مايو 2021 إلى يوليو 2022 بسبب اختلاف بين نظام السيسي وتركي آل شيخ ممثل ولي العهد السعودي حول التمويل، ورغم توقع "وصول التمويل" كما أبلغت مصادر صحيفة "الاستقلال" حينئذ، عادت الأزمات المالية لتولد القناة "ميته".

بعد ساعات من زيارة ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان لمصر، 2 يوليو 2022، أعلنت شركة المخابرات (المتحدة للخدمات الإعلامية)، تدشين قناة إخبارية دولية تُسمي (القاهرة الإخبارية) كان قد تعرقل تنفيذها عدة مرات بسبب التمويل.

ترددت أنباء حينئذ نقلا عن مصادر في "المجلس الإعلي للإعلام" الحكومي أن "التمويل السعودي وصل بعد تأخره".

أوضحت، أنه سبق الاتفاق على ذلك منذ 2021، وكانت هناك نية لإطلاق هذه القناة أوائل 2022 لكن الأمر تعرقل وتأخر لأسباب مالية

"مصدر" آخر مطلع يعمل بالإدارة التنفيذية داخل «المتحدة» أكد لموقع «مدى مصر» الاستقصائي، 12 يوليو 2022، أن التحضير لهذا القنوات كان جاريًا لكن تعثر عدة مرات.

أوضح أن "انفراجه تمويلية سهلت إعادة العمل على إنشاء القنوات بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير، محمد ابن سلمان، للقاهرة".

قبل هذا زار تركي آل الشيخ مستشار ولي العهد السعودي، مصر يوم 24 مايو 2021، والتقى عبد الفتاح السيسي ومدير مخابراته عباس كامل وتم الإعلان عن توقيع اتفاقات تعاون إعلامي، وتعهد "الشيخ" بدفع تمويل مالي.

وفي 30 مايو 2021، وقعت الشركة المتحدة التابعة للمخابرات ومجموعة "إم بي سي" السعودية اتفاق تعاون قيل إنه "لإنتاج الأعمال الدرامية الكبرى التي تحتاج إلى شركات مختلفة نظرا لتكلفتها الكبيرة".

وهلل آل الشيخ لهذه الاتفاقيات على حسابه في فيسبوك حينئذ قائلا: "اتفاقية مهمة بين كيانات عملاقة ولن تكون الأخيرة إن شاء الله ... يد واحدة دائما".

تبع هذا إعلان "الشركة المتحدة"، نيتها طرح 30 بالمئة من أسهمها بحلول عام 2024، وتردد أن الهدف هو إشراك مستثمرين عرب، وتحديدا من السعودية لشراء الأسهم، كنوع من التمويل لإعلام المخابرات المصرية.

لكن "الشيخ" والسعودية لم يفوا بما تم الإعلان عنه والاتفاق عليه من دفع أموال، والذي كان جزءا منه مخصص لقناة مصرية اخبارية دولية، كحلم مصري قديم، لمنافسة قناة الجزيرة القطرية، وترددت أنباء عن فتور في العلاقات بعدها.

غضب نظام السيسي عندما لم تبادر السعودية بأي خطوة لشراء أسهم الشركة أو تقديم دعم مالي كما توقع لتشغيل قناة مصرية عالمية.

وتردد أن مصر نقلت رسالة غاضبة للسعودية بسبب تراجعها عن تمويل إعلام المخابرات بعد تعهدها بملء مكان الإمارات.

وقامت شركة المخابرات – كرسالة غاضبة للسعودية-بتوقيع اتفاق مع الممثل محمد صبحي بعد انتقاده الشديد لتركي آل الشيخ، كما انتشرت حملة على مواقع التواصل تحت اسم "شوال الرز" للسخرية من "الشيخ".

لاحقا، وبعد عام كامل، عادت السعودية لإرضاء مصر، خلال جولة ولي العهد الاخيرة، يونيو 2022 ، ضمن سعيها لتنسيق المواقف قبل زيارة الرئيس الامريكي بايدن للمنطقة، بحسب موقع "الاستقلال".

ثم زار الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية مصر وألتقي السيسي يوم ‏21 يونيو ‏2022، وذكر السفير بسام راضى، في بيان ختامي مطول للغاية أنه تم بحث "سبل تطوير وتنمية العلاقات في جميع المجالات".

وتم الإعلان عن "عزم السعودية قيادة استثمارات في مصر تبلغ قيمتها 30 مليار دولار أمريكي"، دون تحديد ما هي.

والحديث عن "صفقات واتفاقيات استثمارية وتجارية ضخمة بين القطاعين الخاصين في البلدين بحوالي 30 مليار ريال سعودي وبما يقارب 145 مليار جنيه مصري"، بدون تفاصيل أيضا.

كان من الواضح أن هناك علاقة بين الزيارة وأرقام الاستثمارات السعودية المطروحة وبين الإعلان المصري عن قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية الدولية" والتي تم إطلاقها مع مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في مدينة شرم الشيخ نوفمبر 2022.

ثم إعلان "المتحدة للخدمات الإعلامية"، المظلة الاستثمارية التابعة مباشرة للمخابرات المصرية، 6 يوليو 2022 عن تعيين الصحفي المقرب من أجهزة المخابرات أحمد الطاهري رئيساً للقنوات الإخبارية المملوكة للشركة.

شراكة لا أموال سائلة

تأخر السعودية في الرد على طلب مصر تمويل قنوات المخابرات عام 2021 عقب لقاءات تركي الشيخ مع السيسي وعباس كامل، كان بسبب "ترتيبات".

تردد أن السعوديين كانوا يرغبون في الدخول مباشرة في استثمار مشترك مع مصر في إدارة القنوات الجديدة عبر تعاون بينها وبين المنظومة الإعلامية السعودية ممثلة في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، ولا يدفعون أموالا سائلة.

وهذه المجموعة السعودية هي الذراع الإعلامي المالك لعدة منصات إخبارية إقليمية تملكها السعودية أبرزهم قناة بلومبرج الشرق وصحيفة إندبندنت عربية وشركات توزيع ونشر وإعلانات.

وقد نقل موقع "مدي مصر" 12 يوليو 2022 عن مصدر مطلع بالإدارة التنفيذية لشركة المخابرات تأكيده أن "الانفراجة التمويلية كان مضمونها اتفاقًا أن يشترك فريق من المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام مع «المتحدة» في إدارة القناة المصرية.

وبحسب المصدر، تشمل الشراكة أن تضع المجموعة السعودية خطة إنتاج القناة وتتكفل بنظام التشغيل وتكنولوجيا البث بتقنيات عالية الجودة وتدريب أطقم العمل في القنوات.

ويكون دور الشركة "المتحدة" هو الهيكلة المالية الجديدة للعمالة، ويُفعل الاتفاق في أغسطس 2022 بعد اكتمال الإنشاءات داخل «المبني 19» المخصص للقنوات الإخبارية داخل مدينة الإنتاج الإعلامي.(تويتر)

وكشف المصدر، عقد اجتماعات أخرى بين ممثلين لجهاز المخابرات العامة المالكة لشركة المتحدة وممثلين بارزين للإعلام السعودي كانوا ضمن الوفد المرافق لزيارة ولي العهد، لإعادة إحياء المشروع المتُعثر اقتصاديًا لقناة أخبار إقليمية مصرية.

وفي عام 2017 أكد عبد الفتاح السيسي أن "الاستعدادات جارية لإطلاق قناة إخبارية مصرية وفق المعايير الدولية"، وأضاف أن "القناة الإخبارية الإقليمية والعالمية رفيعة المستوى تتطلب تكلفة عالية".

وأكد البرلمان المصري حينها أن إعلان السيسي يستهدف مواجهة قناة “الجزيرة” القطرية التي تبث على مدار الساعة برامج وأخبارا تنتقد الحكومة المصرية.

وجرت عدة محاولات عربية سابقة لمنافسة الجزيرة بواسطة قنوات مثل العربية وسكاي نيوز، وإكسترا نيوز ودي.أم.سي المصريتين لكن دون جدوى، وظلت القاهرة تحلم بخطة إطلاق قناة إخبارية إقليمية تنافس الجزيرة.

لماذا فشلت؟

قبل انطلاقها أكد صحفيون ونشطاء أن القناة الدولية المصرية الجديدة وتابعتها "اكسترا الحدث"، و"اكسترا نيوز" ستفشل في تحقيق أي تغيير في الساحة الإعلامية وستظل أبواق للسلطة لا تتمتع بأي حرية إعلامية ما سيجعلها بلا قيمة وإهدار للأموال.

الصحفي قطب العربي، أمين المجلس الأعلى للصحافة في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، أكد أن هذه القنوات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ بثها لغياب حرية التعبير وتردديها مثل بقية قنوات السلطة ما يمليه عليها الرقيب العسكري.

أوضح أنه لا يمكن للنظام بتركيبته وعقليته الحالية، وعدائه الظاهر لحرية الإعلام أن يؤسس قناة إخبارية دولية ناجحة تنافس الجزيرة بنسختيها العربية أو الإنجليزية، أو ينافس أي قناة لديها رؤية إعلامية حرة.

أكد أنها "ستكون قناة فاشلة ومجرد سبوبة للبعض، وسينفق عليها المليارات دون أن تحقق أي نجاح لغياب الحرية التي تمنح القناة وغيرها الشفافية وحرية نقل المعلومات"

أشار لتجربة قنوات مصرية معارضة من الخارج بأقل التكاليف لكنها تول الحقيقة وبها حرية إعلام وإقبال المصريين عليها بما جعل النظام يتدخل لمنعه من تركيا بأي ثمن لأنها تبث من مكان حر وتحقق نجاحات ضخمة وتصل إلى جمهور كبير.

غياب الحرية

وبالتزامن مع إعلان هذا القطاع الجديد لقنوات مصرية بدم سعودي، أصدرت "مراسلون بلا حدود" تقريرا عن حالة القمع للصحافة في مصر وتحريك السيسي الصحفيين الموالين له كدمي لتشوية زملائهم منتقده غياب حرية الإعلام.

وفي تقرير من 27 صفحة بعنوان "دمى السيسي"، قالت المنظمة، 29 يونيو 2022: إن وسائل الإعلام الموالية للسيسي تتهم الصحفيين المعارضين له بالانتماء إلى الإخوان المسلمين، أو تقول عنهم إنهم "عملاء للخارج" و"عملاء الفوضى".

واتهمت "مراسلون بلا حدود" الإعلام الرسمي المصري ومقدمي البرامج التلفزيونية الموالين لعبد الفتاح السيسي بالانخراط في "حملة ضد الصحافة في مصر" حيث يقبع العديد من الصحفيين في السجون.

وقالت إن أجهزة الأمن المصرية لم تكتف بالرقابة على الصحف، بل اشترت مجموعات الصحف الرئيسية في البلاد، وأجهزة الاستخبارات المصرية تمتلك، من خلال شركة قابضة، "قرابة 17%" من وسائل الإعلام في البلاد.

ومن خلال تملكها وسائل الاعلام الرئيسية، تستطيع أجهزة الاستخبارات، وفقا للمنظمة، أن تنظم بشكل "منسق" حملات إعلامية ضد صحفيين معارضين لعبد الفتاح السيسي أو ينتقدون نظامه.

ويوضح تقرير "دمى السيسي" كيف يتم استخدام تلفزيونيين مؤيدين ووسائل إعلام تسيطر عليها في مصر لإطلاق حملات تشهير ضد القلائل الذين زالوا ينتقدون السيسي والحكومة.

وشددت المنظمة على أن مفهوم الصحافة ذاته "خاطئ في مصر؛ لأن الصحفيين مطالبون باستخدام الرواية الرسمية للسلطة لرواية الأحداث عند تغطية أي حدث".