واشنطن بوست: الخطر على ملك الأردن ليس من المؤامرات بل من حاشيته

الأربعاء - 7 أبريل 2021

وصف المعلق ديفيد إغناطيوس في صحيفة “واشنطن بوست” المشهد في الأردن، مستشهدا بعبارة من مسرحية شكسبير هنري الرابع: “الهم يسكن رأس من يلبس التاج” وفي هذه الحالة رأس من يلبس تاج الأردن.

وقال: “ربما كان هناك انقلاب حقيقي وسط الشائعات التي انتشرت حول ملك الأردن عبد الله الثاني وأخيه غير الشقيق الأمير حمزة بن الحسين. ولكن ما هو واضح أننا كنا نشاهد حلقة مثيرة ولكن أردنية من مسلسل التاج، والتي أصابت فيها السياسة الفوضوية المعروفة بين العائلات الحاكمة، العائلة الهاشمية”.

ويرى الكاتب أن الملمح المثير للقلق في كل هذا، هو أن الحادث الأردني يشير إلى أن الملك عبد الله الثاني قد “يصاب بهوس الأعداء المفترضين على منصات التواصل الاجتماعي، والذي زعزع استقرار الشرق الأوسط، من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى عبد الفتاح السيسي في مصر.

ففي يوم الثلاثاء، منع النائب العام الأردني نشر أي شيء يتعلق بأحداث قضية الأمير حمزة والخلاف داخل العائلة المالكة، وهذا مثال آخر عن فزع أصاب عائلة عربية مالكة. ولو استمر الحال على ما هو عليه، فإنه سيحول الأردن من ديكتاتورية ناعمة ولطيفة إلى “أمر شرير” بحسب تعبير الكاتب.

ويبدو أن الهاشميين توصلوا يوم الإثنين إلى تسوية خلافاتهم في “عناق عائلي”، وقام الأمير الحسن (74 عاما) الذي عزله شقيقه الملك حسين بشكل مؤلم  قبل أسابيع من وفاته عام 1999 مفضلا ابنه الأكبر عبد الله، بالتوسط في هدنة بين الملك الحالي والأمير حمزة، الذي كان وليا للعهد حتى 2004. وفي رسالة وقّعها حمزة يوم الإثنين، عبر فيها عن احترام وطاعة، قائلا إن “مصالح البلد يجب أن تكون فوق الجميع. وعلينا الوقوف جمعيا خلف جلالته وجهوده لحماية الأردن ومصالحه الوطنية”.

 ولكن أنصار الأمير واصلوا الثرثرة على منصات التواصل الاجتماعي، وتداولوا تسجيلا صوتيا له يوم السبت، يرفض فيه تعليمات المبعوث من القصر، مما دعا الملك إلى القلق.

 وقال إغناطيوس إن عمّان يمكنها المنافسة مع قلعة إلسينور في مسرحية “هاملت”، أو روما في “يوليوس قيصر” كمركز للدسيسة. فالقصر محاط بالحاشية المتواطئة والأمراء والأميرات الطامحين وشيوخ العشائر “كثيري الطلب” والجيران الذين لا يفتأون عن التدخل في شؤون البلد. ولم يكن لدى الملك المال الكافي لكل خزائن العائلة، ولهذا كان الفساد في المناصب العليا حقيقة واقعة.

ومع أن الملك عبد الله يحكم البلاد منذ 22 عاما، إلا أن القصور التي تعلّم تلال عمان لا تزال مسكونة بذكريات الملك الراحل حسين، والده الجذاب. وأعطى الملك حسين ذكرياته الخاصة عن عبارة شكسبير “الهم يسكن رأس من يلبس التاج”.