هيرست: انتصار طالبان يبعث رسالة مرعبة إلى حكام وجنرالات الشرق الأوسط

الأربعاء - 18 آغسطس 2021

هزيمة أمريكا في أفغانستان تؤذن بنهاية الإمبراطورية الغربية كنظام عسكري واقتصادي مهين

 

تناول الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست، انتصار حركة طالبان في أفغانستان، وأثره عالميا، لا سيما على النفوذ الغربي عالميا.

وتساءل في المقال الذي كتبه في موقع "ميدل إيست أي" البريطاني: "هل انتصار طالبان يدل على بداية النهاية للإمبراطورية الغربية".

وقال: إن عالم الخيال الذي مازالت الليبرالية الغربية تشتغل فيه في غرب آسيا والشرق الأوسط مازال مرشداً إذ يخبرنا الكثير عن نفسية الإمبراطورية التي أفل نجمها..إنها تعيش حالة من الإنكار، ليس على الأقل فيما يتعلق بدورها في هذه الكارثة.

أضاف:" لو كانت هزيمة السوفيات قبل 32 عاماً قد أذنت ببدء نهاية الإمبراطورية السوفياتية، وبالتأكيد نهاية جميع الحملات العسكرية الروسية حتى عام 2015 عندما أرسلوا قوات إلى سوريا، فإن هذه الهزيمة تؤذن ببدء نهاية الإمبراطورية الغربية، كنظام عالمي عسكري واقتصادي مهيمن".

وشدد هيرست، في المقال الذي ترجمه موقع "عربي 21"، على أن انتصار طالبان وهزيمة أمريكا يبعثان برسالة مرعبة إلى أولئك الأمراء والجنرالات في الشرق الأوسط الذين سيجدون صعوبة بالغة في البقاء لخمسة أسابيع فيما لو سحبت الولايات المتحدة قواتها أو مساندتها العسكرية لهم. لابد أن الدواوين الملكية في الرياض وأبوظبي وعمان والقصر الرئاسي في القاهرة يسألون أنفسهم كم أسبوع يمكنهم البقاء لو انفجرت ثورة إسلامية شعبية في وجوههم.

وتابع: "عندما يقاتل الإسلاميون الجنود الأمريكيين ينتهي المطاف بالولايات المتحدة وهي تتحدث معهم كما فعلوا مع الطالبان في اجتماعات الدوحة ثم تقر بالهزيمة كما تفعل الآن في كابول.

 

ولكن عندما تعلن حركة إسلامية، مثل حماس، أن حربها ليست مع الولايات المتحدة، ولم تقتل جندياً أمريكياً واحداً، فسوف تتجاهل واشنطن أن حماس عرضت الدخول في هدنة طويلة المدى وتصنفها على أنها منظمة إرهابية، وتحول دون أن يشارك أي فصيل فلسطيني آخر في تشكيل حكومة وحدة وطنية معها، وتبذل قصارى جهدها لفرض حصار على قطاع غزة.

 وستفعل الولايات المتحدة نفس الشيء مع أولئك الإسلاميين الذين تخلوا عن العنف واختاروا الانتخابات والديمقراطية والبرلمانات، ولسوف تحاول الولايات المتحدة فرض حظر على هؤلاء الناس.

 وقبل سنوات عندما نظم الجيش المصري أسوأ مذبحة ترتكب ضد مدنيين عزل منذ احتجاجات ميدان تيانانمين، وذلك أثناء فضه لاعتصام ميدان رابعة في القاهرة، عاد أوباما ليستأنف لعبته في رياضة الغولف، وعندما قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل شهر من ذلك بانقلاب عسكري، رفض أوباما وصفه بالانقلاب. 

 وأكد أنه "إذا أقدم أحد على تحطيم الديمقراطية فسوف تشيح الولايات المتحدة بوجهها وتغض الطرف، ولكن إذا ما حمل أحد السلاح وقاتل فإن الولايات المتحدة سوف تتحدث معه ثم تنسحب.

 ولكن حاول أن تكون مستقلاً عن الولايات المتحدة وتنفتح أبواب الجحيم في وجهك، حيث ستجفف الأسواق المالية ماء الحياة في عروق اقتصادك الوطني، وسوف يفرض الحصار على مصارفك وشركاتك، ويتم اغتيال علماء الطاقة النووية في بلادك.

 وقال: إن الاعتقاد بالتفوق الغربي الاجتماعي والعسكري والاقتصادي والفرضية الضمنية بأن الغرب لديه الحق الأخلاقي في الزعامة ليس مجرداً من كل مصداقية فحسب وإنما هو أيضاً كارثة استراتيجية. تفقد الولايات المتحدة النفوذ بسرعة في عهد بايدن كما فقدته في عهد ترامب، لأن شيئاً لم يتغير في نهاية المطاف.

وانتهى الى القول: "خسر الحرب في أفغانستان تحالف غربي منتفخ ظن أن بإمكانه تحطيم الطالبان وبناء بلد جديد من الصفر، وطوال ذلك يعاني من الجهل بتاريخه ولغاته وشعوبه.

 نجح الغرب فقط في نشر توحش وبؤس الحرب على مدى عقدين، وجل ذلك حمله الأفغان أنفسهم. لحساب تكاليف ذلك التدخل، كما لازلنا نفعل اليوم، فقط من خلال ما فقد من أرواح أمريكية وبريطانية، هو الدليل القاطع على أننا حضارة تتآكل. 

 والمأساة هي أنه في حالة الانهزام، لن تتعلم الولايات المتحدة الحقيقة المرة التي مفادها أن القوة لا تنفع. ولن تتعلم درسا مفاده أنها قوة هابطة. سوف تتراجع إلى حالة من التظلم والانعزال، كما فعلت في الماضي. والسردية التي ستسود مفادها أن العالم مكان ناكر للجميل.

 ولو أنها تعلمت درساً من هزائمها العسكرية، لبدأت في عمل ما هو صواب في عالم يواجه بحق تهديداً وجودياً مشتركاً، لم يأت لا من الشيوعية ولا من الإسلام."

المصدر          عربي 21