هل يخسر الإخوان المسلمون تركيا وقطر في ظل التقارب مع مصر؟
الخميس - 15 يوليو 2021
قلل باحث صهيوني من تأثير محاولات التقارب التركي مع مصر على موقف تركيا من جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا أن " القيادة التركية لا تزال تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها قناة لتقوية نفوذها الإقليمي وتعزيز موقفها المحلي".
وقال إن "قطر من جانبها تواصل السماح لأعضاء الإخوان المسلمين بالعثور على ملجأ داخل حدودها، لكنها في الوقت نفسه غير مهتمة باستفزاز مصر، حيث فرضت قطر قيودًا كبيرة على نشر المحتوى الإعلامي ومقاطع الفيديو التي تهاجم النظام المصري، بل وأزالت بعضها من قناة الجزيرة بناءً على طلب مصر".
وناقش الباحث مايكل باراك، تداعيات تقارب تركيا وقطر مع مصر على جماعة الإخوان المسلمين، في بحث نشره "مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا"، الأربعاء 14 يوليو 2021، بعنوان "هل يخسر الإخوان المسلمون تركيا وقطر في ظل التقارب مع مصر؟" وترجمه موقع "إنسان للإعلام"، وانتهى إلى أنه "لا يبدو أن تقارب تركيا مع مصر ينذر بتغيير حقيقي في موقف تركيا تجاه جماعة الإخوان المسلمين. بدلاً من ذلك ، يبدو أنه تغيير تكتيكي مصمم لتحقيق مكاسب سياسية"
وقال باراك، وهو باحث في مركز موشيه ديان و جامعة تل أبيب و معهد مكافحة الإرهاب ومحاضر في كلية لودر للدبلوماسية الحكومية والاستراتيجية: "لا تزال القيادة التركية تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين على أنها قناة لتقوية نفوذها الإقليمي وتعزيز دعمها المحلي. وبالمثل، لم تتخل قطر عن طموحها للعب دور قيادي إقليمي، وتواصل إيواء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بينما تحاول تجنب إثارة غضب مصر وجيرانها الخليجيين، مما قد يؤدي إلى تآكل نفوذها في ليبيا ومناطق أخرى"
أضاف أن " تركيا وقطر تنظران إلى المصالحة مع مصر كفرصة لمواصلة توسيع نفوذهما الإقليمي ومحاولة الهيمنة".
وأكد أن الأتراك والقطريين "يرون أن دعم جماعة الإخوان المسلمين عنصر مهم في القوة الناعمة التي تضيف إلى الدعم الشعبي والشرعية الدينية لحكوماتهم، وهذا الدعم يتناقض مع خصومهم السنة في المنطقة، مصر والسعودية والإمارات، وجميعهم اتخذوا إجراءات متشددة ضد جماعة الإخوان المسلمين، واضطهدوا نشطاءها، كما استخدمت تركيا وقطر دعمهما لجماعة الإخوان المسلمين لتعبئة وتجنيد المقاتلين في مناطق الصراع مثل ليبيا، والتي تأمل تركيا في استخدامها كأداة لتعزيز مطالبها في البحر الأبيض المتوسط"، حسب زعمه.
وتابع: "لا تزال محادثات المصالحة بين تركيا ومصر جارية، ولكن لا يبدو أنها تسير في الاتجاه المطلوب. على سبيل المثال، رفضت تركيا تسليم اثنين من قادة الإخوان المسلمين إلى مصر للاشتباه في قيامهما بمقاومة مسلحة للنظام المصري. كان هذا على أساس أنهم حصلوا على الجنسية التركية ولا يمكن تسليم المواطنين الأتراك. علاوة على ذلك ، يبدو أن العمليات الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين في تركيا قد استأنفت دعايتها ضد النظام المصري"، حسب قوله.