هل خطط الصليبيون لتحويل مجرى نهر النيل للقضاء على مصر؟
الأربعاء - 7 يوليو 2021
كتب الدكتور سليمان صالح، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مقالا بموقع "الجزيرة نت"، تحت عنوان " هل خطط الصليبيون لتحويل مجرى نهر النيل للقضاء على مصر؟"، تساءل فيه: كيف يمكن تفسير موقف إثيوبيا وتعاملها باستكبار مع مصر وإصرارها على إنشاء سد يمنع المياه عنها ويعرض شعبها للموت جوعا وعطشا؟
وقال: إن هذا السلوك يستند على تأييد أميركا وإسرائيل للموقف الإثيوبي، لذلك تجاهلت أميركا طلب مصر بالقيام بدور الوساطة، ولم تؤيد موقف مصر التي تتعرض لمخاطر تهدد حياة شعبها.
وعاد للتساؤل: هل بدأ التفكير في بناء السد وحجز مياه النيل بعد "ثورة 25 يناير" 2011 كما حاول بعض الإعلاميين أن يضللوا شعب مصر، أم أن السد كان نتيجة لتخطيط استعماري بدأ منذ زمن طويل؟
وأجاب بأن محمد حسنين هيكل أكد أنه اطلع على وثائق موجودة في متحف في إسبانيا توضح أن بابا الفاتيكان قد كلف فاسكو دا غاما بالاتصال بالملك يوحنا ملك الحبشة لإقناعه بتحويل مجرى نهر النيل ليصب في المحيط، حتى لا تصل المياه إلى مصر انتقاما منها لهزيمتها الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي.
وأضاف: لقد جاءت شهادة محمد حسنين هيكل قبل وفاته مباشرة وربما تكون تلك هي رسالته الأخيرة لشعب مصر، والتي تؤكد أن الهدف من إنشاء السد ليس تحقيق التنمية أو إنتاج الكهرباء كما تدعي إثيوبيا، فمياه الأمطار التي تسقط على الأراضي الإثيوبية تزيد على 164 مليار متر مكعب، وهو ما يكفي لزراعة كل الأراضي الإثيوبية وتحقيق تنمية لا يمكن أن يتخيلها أحد، بالإضافة إلى وجود سدود أخرى لإنتاج الكهرباء التي يمكن إنتاجها من مصادر أخرى مثل الطاقة الشمسية التي تتوفر في إثيوبيا، فهل الهدف هو الانتقام من شعب مصر وتجويعه وإرغامه على القبول بالشروط الإثيوبية الإسرائيلية؟
وتابع د. سليمان صالح: أكد هيكل أنه قرأ الوثيقة، لكنه لم يتم السماح له بالحصول على صورة منها. كما أوضح أن فاسكو دا غاما أرسل بالفعل وفدا إلى الملك، لكنه قال إنه ليس هناك وسيلة لتحقيق ذلك، هذا يعني أنه كان هناك بحث عن وسيلة لتحقيق الهدف.
أضاف هيكل أن البابا ألكسندر السادس كان مهتما بتحقيق هذا الهدف؛ لذلك بارك فاسكو دا غاما، واعتبر أن رحلته هي الحملة الصليبية الأخيرة، وأن فشل الحملات الصليبية قد أدى إلى التفكير في بدائل لإضعاف مصر وتجويع شعبها.
وقال صالح: إذا درسنا تاريخ حملة فاسكو دا غاما سنكتشف أن الهدف الرئيس كان البحث عن بديل لطريق التجارة المصري الذي كان يتم عبره نقل البضائع من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، وذلك قبل إنشاء قناة السويس، وكان هذا الطريق يشكل مصدرا مهما لازدهار مصر وتقدمها.
لكن تخطيط البرتغاليين لم يتوقف عند اتصال فاسكو دا غاما بيوحنا ملك الحبشة، بل إن قائدا برتغاليا آخر اسمه "دي البوكيرك" حاول أن يسيطر على البحر الأحمر، حيث خطط لتحويل مجرى نهر النيل وأرسل إلى ملك البرتغال رسالة يطلب فيها إمداده بعمال للقيام بتحويل مجرى نهر النيل إلى البحر الأحمر، وهذا يعني أنه إذا كان يوحنا لم يجد الوسيلة المناسبة فإن القائد البرتغالي الصليبي "دي البوكيرك" قد عمل على تنفيذ المخطط.
وواصل: هناك محاولات متعددة قام بها ملوك إثيوبيون بالمشاركة مع الدول الغربية؛ منها محاولات الإمبراطور الإثيوبي تيودور عام 1856 بتحويل مجرى نهر النيل ليصب في البحر الأحمر، وحاول الاتفاق مع فرنسا على ذلك.
كما فكر الإيطاليون خلال احتلالهم للحبشة في تحويل مياه النيل إلى البحر الأحمر، لكن صعوبة التضاريس حالت دون ذلك، كما أدت هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية إلى توقف المشروع
واستنتج د صالح أن " هذا يعني أنه مشروع استعماري صليبي تم التخطيط له منذ زمن طويل بهدف التحكم في مصر وقهر إرادتها وتجويع شعبها، والانتقام منها".
المصدر "الجزيرة نت"