هكذا "سيّس" العسكر كوارث القطارات وعلقوا فشلهم على "شماعة الاخوان"
الأربعاء - 28 أبريل 2021
في خطة بدا أنها مبرمجة للهروب من مسئولية حوادث السكة الحديد والفشل الذريع في إدارة هذا المرفق الحيوي، وجد العسكر ضالتهم في تسييس القضية، وبدلا من الاعتراف بالفشل وبالمسئولية عن الحوادث المتكررة، ظهر وزيرهم العسكري أمام برلمانهم المزيف ليتحدث عن أن سبب الكوارث هو وجود "موظفين إخوان" في السكك الحديدية عددهم 162 عاملا، وأنه "يحتاج إلى تعديل قانوني" للتخلص منهم!
هذا الكلام غير المسئول الذي لا يستوعيه حتى خيال الأطفال، نسج عليه الانقلابيون مسرحية متكاملة الأركان، بدأت بتوظيف مصطفى بكري (النائب) لعرض تقرير للأمن الوطني في نفس الجلسة التي تحدث فيها الوزير، ليقول بكل صفاقة ودون أدنى حد من احترام عقول المواطنين: إن الأمن الوطني لديه كشف بـ 258 موظفا بالسكة الحديد ينتمون للإخوان، متسائلا: كيف يمكن إصلاح هذا المرفق يا سيادة الوزير وهؤلاء موجودون فيه؟
هذه الصفاقة والوقاحة صدق عليها إعلام الدجل التابع للسيسي ومخابراته، في خطة مرسومة محكمة، بهدف إحياء النزعة العنصرية التي صاحبت الانقلاب منذ لحظته الأولى بالتخلص من أي موظف بالدولة يحمل رأيا معارضا، وبالوقت نفسه تبرئة الوزير الفاشل من الكوارث المتتالية، رغم كل الأرواح التي أزهقت والتي يراد الآن أن يدفع ثمنها موظفون أبرياء.
وهكذا حرض حمدي رزق بمقال عنوانه (ما هكذا تورد يا كامل الإبل!)، وقال: "لا تبحث نقلهم ولا تفصلهم، بلغ عنهم فورًا، وتطلب التحقيق معهم عاجلًا بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابي اسمه الإخوان الإرهابيون".
وظهر أحمد موسى ليطالب وزير النقل بعد اقراره بوجود "عناصر منتمية إلى جماعة الإخوان" بهيئة السكة الحديد بفصل "العناصر المنتمية للإخوان"
وعلقت لميس الحديدي على هراء الوزير، الذي أسموه بيانا، بالقول: «هل الوزير يعني أن الحوادث الأخير نتيجة عمل إرهابي؟، وده تصريح خطير جدًا، لأنه لم يصدر من النيابة في بيانتها حول الحوادث الماضية أن وجهت تهمة العمل الإرهابي لأي من المتهمين».
وتابعت: «هل كل أسباب حوادث القطارات مؤخرًا تعود إلى الفيديوهات التي عرضها الوزير في المجلس؟، ودي فيديوهات خطيرة وتستوجب المحاسبة بشكل أساسي"
محافظ البحيرة السابق أسامة سليمان قال للجزيرة مباشر: إن وزير النقل كامل الوزير هو أحد المتسببين في قتل الأرواح البريئة على قضبان السكك الحديدية، وذلك تعقيبًا على تصريحات أرجع فيها الوزير كثرة الحوادث إلى عناصر متطرفة وإثارية.
أضاف أن “هذه هي الشماعة التي يستخدمها نظام السيسي عند كل كارثة تحدث في مصر” ووجه سؤالًا لوزير النقل المصري مستنكرًا “من هي العناصر المتطرفة؟ هل هي الأكثر تطرفًا في الفساد؟ ومعلوم صفقة الجرارات الأمريكية الفاسدة، أم هي التي تبيع الحديد الخردة بتراب الفلوس؟”.
كان العلامة الراحل حامد ربيع أحد أساطين علم السياسة في مصر والعالم العربي يتحدث عن النظرية الخطية في الكذب والخداع السياسي، حيث يعمد بعض الساسة إلى الكذب والتضليل طول الوقت حتى أنهم يصدقون أنفسهم .. وهذا ما يفعله نظام السيسي ووزرائه وإعلامه.
أخطر ما في هذه الممارسات أنها تعمق الكراهية والانقسام في المجتمع بما تحمله من نزعات عنصرية وإقصائية مبنية على أكاذيب.