نظام السيسي يهيئ مصر لجفاف النيل.. و لا ضربة عسكرية لسد النهضة
الأحد - 30 مايو 2021
بات من المؤكد أن نظام السيسي لن يقوم بعمل عسكري ضد سد النهضة، وأن المناورات التي يجريها حاليا مع السودان هي مجرد وسيلة ضغط على الجاني الإثيوبي ليفتح بابا جديدا لمفاوضات قد تكون غير مجدية، كما هو حال كل المفاوضات السابقة.
يؤكد هذا الكلام أن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية "روبرت غوديك" قال إن أي عملية عسكرية بشأن سد النهضة ستكون كارثية، مؤكدا أن بلاده تبحث في حل الأزمة عبر مرحلتين، يتم فيها التوصل في المرحلة الأولى بشأن المخاوف الفورية لمصر والسودان بشأن ملء السد والمرحلة الثانية هي حل على المدى الطويل لمسألة المياه.
في الوقت نفسه، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوربي “نبيلة مصرالي” للجزيرة أنه لا حل عسكريا للأزمة بشأن سد النهضة وأكدت أن موقف الاتحاد الأوربي ومبعوثه لمنطقة القرن الأفريقي، يتماشى مع موقف الولايات المتحدة.
بالتزامن، استعرض السيسي خطة الدولة الاستراتيجية في مجال محطات تحلية مياه البحر، وهي الخطة التي بدأها بمجرد توقيعه على اتفاقية المبادئ مع إثيوبيا والسودان عام 2015م، بما يؤكد أنه كان على علم بأن الاتفاقية تمكن إثيوبيا من التحكم في مياه النيل الأزرق، وهو بهذا ارتكب خيانة عظمى بحق الشعب، ويعمل باستراتيجية "كسب الوقت" مثله مثل إثيوبيا تماما.
الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المتخصص في الشئون الأفريقية، هاني رسلان قال إن "المغزى العملي للموقف الأمريكي من سد النهضة هو استسلام مصر والسودان التام لاستراتيجية اثيوبيا التي تعتبر النيل الأزرق ملكيةً منفردةً لها".
وقال الخبير العسكري محمود جمال: "المعادلة حالياً، إما استكمال سد النهضة والتحكم في مصر من خلال أصحاب مشاريع الهيمنة والسيطرة “العدائية” على مقدرات الأمة وتركيع مصر.. وإما إنهاء قصة السد وإبقاء مصر دولة قوية ذات سيادة، وأي حديث عن حلول أخرى هو مجرد عبث بوجودية مصر وحياة المصريين وعلى صانع القرار المصري الاختيار”.
في النهاية لن يستطيع السيسي و الجيش المصري توجيه ضربة لسد النهضة دون إذن أمريكا.. وطالما لم تأذن أمريكا فلن يفعل السيسي أي شئ.