نظام السيسي يضاعف انتقامه من "عائلة الشاطر" بعد فشل "الاختيار"
الأحد - 22 مايو 2022
- منظمات حقوقية تؤكد أن حياة عائشة الشاطر في خطر بعد تدهور حالتها الصحية
- "الشبكة المصرية": العلاج التي تتلقاه عائشة في مستشفي السجن غير مجدي
- الداخلية لم تنفذ القرار القضائي بعرض عائشة على أطباء متخصصين في الدم والأورام
- "الشاطر" تعرضت للتعذيب والصعق بالكهرباء داخل سجن القناطر وفي الأمن الوطني
- زوج عائشة المحبوس في سجن العقرب شديد الحراسة 2 طالب بإنقاذ حياة زوجته
- انتقام النظام من عائشة ليس إلا حلقة في سلسلة من التنكيل المستمر بأسرة المهندس خيرت
- إدراج اسم سعد الشاطر في قضية غرفة عمليات رابعة وتبرئته بعد 5 سنوات من الاعتقال
- أستمرار اعتقال حسن الابن الأكبر لخيرت الشاطر وتعمد منع الأدوية عن والده المحبوس انفراديا
- الشاطر أمضى 9 سنوات في زنزانة انفرادية بسجن العقرب شديد الحراسة 1 وممنوع عنه الزيارة
علي مدار السنوات التسعة الماضية تعرض المهندس خيرت الشاطر واسرته لتنكيل غير مسبوق، وتصاعدت الانتهاكات في حقهم جميعا بعد فشل مسلسل "الاختيار 3" الذي أراد السيسي أن يجعله بوابة واسعة لإعدامات جديدة
حرص النظام على اعتقال كل من يمت للشاطر بصلة، فتم الزج بابنائة وازواج بناته في غيابات السجون.
وقد اكد تقرير جديد لمنظمات حقوقية مصرية تدهور الحالة الصحية لعائشة خيرت الشاطر، في محبسها بسجن القناطر للنساء، إذ تعاني من مضاعفات صحية سلبية، كحدوث فشل في النخاع العظمي أدى إلى نقص حاد في خلايا الدم مثل الصفائح وكرات الدم الحمراء، كما تم التنكيل ببقية أبناء الشاطر وأزواج بناته، ومن خلال سطور هذا التقرير نفتح هذا الملف.
تدهور حالة عائشة الصحية
أفادت منظمات حقوقية مصرية بتدهور الحالة الصحية لعائشة خيرت الشاطر، ابنة القيادي في "جماعة الإخوان المسلمين" خيرت الشاطر، في محبسها بسجن القناطر للنساء، إذ تعاني من مضاعفات صحية سلبية، كحدوث فشل في النخاع العظمي أدى إلى نقص حاد في خلايا الدم مثل الصفائح وكرات الدم الحمراء.
وكشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، في تقرير لها ، معاناة الشاطر وطالبت بإخلاء سبيلها، فرغم تجاوزها مدة الحبس الاحتياطي المقررة بعامين في القانون المصري، إلا أنه لم يفرج عنها، كما قوبلت طلبات الإفراج الصحي عنها بالرفض.
وفي آخر جلسة محاكمة، أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ قراراً بعرض عائشة على أطباء متخصصين في الدم والأورام، و"الداخلية " لم تنفذه حتي الان.
وواجهت عائشة الشاطر العديد من الانتهاكات الخطيرة منذ اعتقالها في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، داخل مقر الأمن الوطني بالعباسية وفي سجن القناطر نساء، منها التعذيب البدني بالضرب والصعق بالكهرباء، والإيذاء النفسي وسوء المعاملة، ووضع غمامة على عينها بشكل شبه دائم، وتعريضها للإخفاء القسري لفترة وصلت إلى ثلاثة أسابيع، فضلاً عن منع أسرتها من زيارتها أو الاتصال بها أو التواصل معها بأي صورة منذ نقلها إلى سجن القناطر.
كذلك سجلت انتهاكات أخرى بحق الشاطر تتمثل في الإيداع بالحبس الانفرادي لمدة تجاوزت عاماً كاملاً، وإجبارها على ارتداء ملابس خفيفة في فصل الشتاء داخل زنزانة منعدمة التدفئة، والتفتيش غير المبرر لزنزانتها وتجريدها من متعلقاتها الشخصية البسيطة، والحرمان من الرعاية الصحية المناسبة لوضعها الصحي، ووضع أساور حديدية "كلبش" في يديها طوال فترة وجودها الطبي داخل مستشفى القصر العيني.
وفي آخر جلسة محاكمة، قالت عائشة الشاطر للقاضي "يتم التنكيل بي بسبب الخصومة السياسية مع والدي. أنا محرومة من حريتي والحق في العلاج بطريقه مناسبة.. أنا دخلت إلى السجن سليمة والآن مصابة بمشكلة في النخاع الشوكي وهذا أيضاً لم يشفع لي".
عُقدت في 15 مايو/ أيار الماضي، في مقر محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بمعهد أمناء الشرطة بمجمع سجون طرة، جلسة محكمة عائشة الشاطر وعدد من المتهمين القضية 1552 لسنة 2018 حصر أمن الدولة.
حضرت الشاطر جلسة المحاكمة الأخيرة وبدا عليها التعب، وظهرت عليها علامات الإعياء الشديد، إذ اشتكت للقاضي محمد سعيد الشربيني من حبسها رغم تدهور حالتها الصحية واحتياجها إلى رعاية صحية سليمة في المكان المناسب والذي لا يتوفر داخل مستشفى سجن النساء بالقناطر.
وأوضحت الشاطر، خلال إفادتها أمام القاضي أنها جاءت رفقة هدى عبد المنعم في سيارة إسعاف غير نظيفة ورائحتها كريهة ولا تصلح لنقل إنسان سليم، فضلاً عن شخص في ظروفها المرضية، وطالبت القاضي بمعاينة السيارة للتحقق من ذلك.
وفي السياق ذاته، تحدث زوجها المحامي محمد أبو هريرة، المحبوس في سجن العقرب شديد الحراسة 2، ووجه كلمة للقاضي، قائلاً: "أرجو من الهيئة الموقره تفهم الظروف الصحية والنفسية لزوجتي التي ظلت في التأديب 9 أشهر وأصيبت نتيجة سوء أوضاع الحجز بمشكلة في النخاع الشوكي، وأمضت أكثر من سنتين ونصف في مستشفى السجن ولا يرجى شفاؤها في القريب العاجل، والشفاء بيد الله".
يذكر أنّ تقارير الطب الشرعي التي كانت أمام القاضي تؤكد إصابتها بالنخاع الشوكي، إضافة إلى تقرير مستشفى المنيل الجامعي الذي أكد التشخيص مرة أخرى.
وشهدت القضية رقم 1552 انتهاكات عدّة رصدتها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، من خلال عملها المستمر والقائم على مراقبة ورصد وتوثيق الإجراءات التي تقوم بها السلطات التنفيذية والنيابية والقضائية المصرية. وقد أسندت النيابة إلى عائشة الشاطر وزوجها وآخرَين تهم حيازة مطبوعات وتسجيلات تتضمن ترويجاً لأغراض تلك "الجماعة الإرهابية"، وكذلك إمدادها بمعونات مالية، مع علمهم بأغراضها، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب بأموال ووسائل دعم معنوي
كذلك وجّهت النيابة للمتّهمين تهم استخدام مواقع على شبكة المعلومات الدولية بغرض الترويج لأفكار داعية إلى ارتكاب أعمال إرهابية، وتعمّد إذاعة أخبار وبيانات كاذبة في الداخل والخارج حول الأوضاع الداخلية للبلاد.
كذلك سجلت انتهاكات أخرى بحق الشاطر تتمثل في الإيداع بالحبس الانفرادي لمدة تجاوزت عاماً كاملاً، وإجبارها على ارتداء ملابس خفيفة في فصل الشتاء داخل زنزانة منعدمة التدفئة، والتفتيش غير المبرر لزنزانتها وتجريدها من متعلقاتها الشخصية البسيطة، والحرمان من الرعاية الصحية المناسبة لوضعها الصحي، ووضع أساور حديدية "كلبش" في يديها طوال فترة وجودها الطبي داخل مستشفى القصر العيني.
أسرة الشاطر في مرمي الانتقام
انتقام النظام من عائشة ليس إلا حلقة في سلسلة من التنكيل المستمر بأسرة المهندس خيرت الشاطر ، نائب المرشد العام للإخوان، والمعتقل بسجون الانقلاب منذ يوليو 2013. وسط حالة من الاستعداء ضده من جانب سلطات الانقلاب العسكري عبر مسلسل "الاختيار 3" الذي حاول إظهاره في مظهر غير حقيقي، إلا أن تلك الافتراءات لم تتمكن في تغيير الصورة الناصعة عن "الشاطر" الذي عرفه الإخوان والمصريون بأنه "المهندس النابه" الذي يذوب عشقا في مصر ويسعى بكافة الوسائل إلى تطويرها بكافة الأشكال منذ أن كان عضوا بارزا بالحركة الطلابية وحتى الآن.
التنكيل معظم أبنائه وبأزواج بناته، حيث يعاقبهم السيسي على أنهم أسرة "الشاطر" الذي يمثل له هو والرئيس الشهيد محمد مرسي، عقدة يبدو أنه من الصعب عليه التخلص منها. وقد تم الزج بسعد الشاطر في قضية غرفة عمليات رابعة وحصل علي البراءة بعد 5 سنوات من الاعتقال ، ويتم الان أستمرار اعتقال ابنه الأكبر حسن .
ويتعرض المهندس خيرت الشاطر للإهمال الطبي المتعمد ، رغم انه مصاب بالسكري والضغط ، ويمنع عنه الأدوية ، وهو يقبع في زازانته الانفاردية منذ 9 سنوات . من جانبها دانت جماعة الإخوان المسلمون حملة الافتراءات والتحريض المكثفة على نائب المرشد العام للجماعة بأحداث ملفقة وكاذبة، وأكدت الجماعة الإخوان في بيان لها "نصاعة تاريخ ومواقف نائب مرشدها خيرت الشاطر وقياداتها وأبنائها" ورددت الآية الكريمة “وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِه” في إشارة إلى ما جاء من تصريحات لعبد الفتاح السيسي مؤخرا، قال الأخير إن "الشاطر هدده أثناء لقائه به قبل أحداث 3 يوليو 2013".
واعتبر الكاتب الصحفي قطب العربي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة السابق عبر حسابه أن "هذه الاتهامات المتصاعدة ضد المهندس خيرت الشاطر والتننكيل المستمر به قد تكون تمهيدا لشر يريده به السيسي ثأرا لنفسه وليس لمصلحة الوطن أو الجيش كما يدعي، وحين يفتح السيسي الباب للثأر الشخصي فإنه بذلك يفتح باب جهنم ، رحم الله الوطن منها".
وأضاف أن "اتهامات السيسي للمهندس خيرت اتهامات باطلة تنم فقط عن ثأر لا مبرر له ، ورغم أن السيسي ادعى أن المهندس خيرت هدد الجيش المصري ٣ مرات منها تهديدات له شخصيا لمدة ٤٥ دقيقة ، إلا أنه لم يظهر تسجيلات لتلك التهديدات وهي موجودة لديهم بالتأكيد، ومن حق الشعب أن يعرف تفاصيلها".
عن حيثية ومكانة المهندس الشاطر علميا ودعويا بين أبناء الحركة الإسلامية قال قطب العربي "المهندس خيرت الشاطر الذي يمر اليوم عيد ميلاده ال ٧٢ هو واحد من رموز مصر، مهما كانت درجة خلافك معك ، تاريخه السياسي حافل منذ كان عضوا قياديا في منظمة الشباب في الستينات، ومشاركا بل وقائدا في مظاهرات الطلبة سنة ١٩٦٨ ضد السلطة وضد الهزيمة، وواصل مسيرته النضالية بعد ذلك وتعرض خلالها للحبس والمحاكمات المدنية والعسكرية مرات عديدة".
وأشار إلى أن المهندس الشاطر "أحد أبرز من صنعوا سوق التكنولوجيا في مصر من خلال شركته سلسبيل التي كان معها في السوق شركة أخرى هي (صخر) منذ مطلع التسعينات، وقد زارت سوزان مبارك جناح الشركة في معرض الكتاب وأشادت به، لكن الأمن داهم مقرها وأغلقها منتصف التسعينات ، وحُبس المهندس خيرت سبع سنوات ، وأثناء حبسه وبعد انتهاء الحبس لم يهرب أو يُخرج أمواله واستثماراته خارج مصر، وبعد ثورة يناير حُرم من الترشح للرئاسة بسبب العقوبات التكميلية لحكم المحكمة العسكرية السابق".
وبعد اعتقال أكثر من 9 سنوات، كتبت خديجة الشاطر ابنة اشاطر، الذي يتعرض للموت البطىء داخل محبسه الانفرادي والمحكوم عليه بالإعدام ظلما، رسالة مبكية عبر صفحتها على فيس بوك تدعو فيها لفك أسرهم جميعا قالت فيها "كيف أنادي أبي وملامح زوجي ولُقيا الحسن وكيف ملاطفة عائشتي يارب رد إلي أهلي".
يشار إلى أن آخر مرة ظهر فيها المهندس خيرت الشاطر وخرجت منه تصريحات عندما تحدث أن عمره الآن 72 عاما ومحبوس في زنزانة انفرادية لسنوات طوال بسجن العقرب شديد الحراسة 1 وأن القاضي يجدد الحبس ويقرر استمرار منع الزيارة بالمخالفة للقانون، كما أنه ممنوع من الزيارة لسنوات ولا يتلقى الرعاية والعناية الصحية اللازمة.
وقال محامون إن "المهندس خيرت الشاطر بدا عليه الإرهاق والتعب الشديدين، وتدهورت حالته الصحية بشكل كان واضحا لجميع من حضر جلسة المحكمة، وذلك بسبب ظروف الاعتقال والحبس في زنزانة انفرادية لسنوات في سجن العقرب شديد الحراسة 1، محروما من رؤية أسرته ومن تلقي العلاج و الرعاية اللازمة، ما أدى إلى تراجعه صحيا عما كان عليه في آخر ظهور له منذ فترة طويلة أمام المحكمة"
الجلسة كانت أمام المستشار محمد سعيد الشربيني، رئيس الدائرة الرابعة إرهاب جنايات، أثناء انعقاد أولى جلسات محاكمته وآخرين في القضية 955 لسنة 2017 حصر أمن الدولة العليا، والتي انعقدت بمعهد أمناء الشرطة بطره، وهي بحسب قرار الإحالة تضم 81 مواطنا متهما، من بينهم المرشد العام د.محمد بديع ونائبيه، وكذلك سمية ماهر وآخرين، جميعهم محرومون وممنوعون من الزيارة لسنوات، وتعرضوا لممارسات إجرامية من السلطات المصرية، التي مارست جميع أشكال الانتهاكات بحقهم، إضافة إلى عدم تطبيق الحد الأدنى من الرعاية والحقوق الأساسية الدنيا للسجناء حسب اللائحة الداخلية للسجون.