نتائج "الثانوية العامة" تكشف فشل التعليم المصري وتراجع مستوي الطلاب

الخميس - 11 آغسطس 2022

  • النظام الحالى للثانوية العامة لا يراعي قلة الإمكانيات بالمدارس والمستوي الاقتصادي
  • رسوب أكثر من 152 ألف طالب و 0.53% فقط  حصلوا على مجموع أكبر من 95 %
  • 6.99 % من الطلاب حصلوا على 85 إلى 90 %  و11.94 %  حصلوا على 75%
  • معظم الطلاب حصلوا على أقل من 60% والنظام التعليمي  عجز  عن تخريج متفوقين
  • تصريحات الأولى بالشعبة العلمية باعتمادها على الدروس الخصوصية تفضح فشل مدارس
  • اقتصاديون قدروا الدروس بأكثر من 100 مليار جنية سنويا في ظل تراجع دور المدارس
  • فضيحة "المجاميع المرتفعة"  لأبناء وأقارب نواب في سوهاج أكدت انتشار الغش
  • أولياء الأمور طالبوا وزير التربية والتعليم بالأستقالة بعد مهزلة نتائج الثانوية العامة

 

عاشت مصر على مدى الأيام الماضية، حالة من الكآبة والحزن ، بسبب نتائج الثانوية العامة التي كشفت تدني مستوي التعليم المصري، حيث كشفت نتائج "الثانوية العامة" فشل التعليم المصري وتراجع مستوي الطلاب، وعدم قدرة النظام الحالى على أفراز طلاب متفوقين، تحليل النتائج أكد رسوب اكثر من152 ألف طالب وحصول  0.53% فقط  على مجموع أكبر من 95 %، بخلاف اعتراف الطلاب المتفوقين أنهم كانوا لا يذهبوا للمدارس واعتمدوا بشكل كلى على الدروس الخصوصية.

ومن خلال هذا التقرير نرصد بالتحليل نتائج الثانوية وأثرها على الأسرة المصرية .

نظام"الثانوية العامة" من فشل الي فشل

أصبح من الواضح ان نظام الثانوية العامة في مصر يسير من فشل الى فشل في ظل السياسات التعليمية ، التي لا تراعي الإمكانيات المتاحة بالمدارس والمستوي الاقتصادي لمصر، بل أصبحت عاجزة عن تخريج جيل متميز تعليميا .

ومع إعلان وزير التربية والتعليم المصري، طارق شوقي، نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2021-2022، بنسبة النجاح الكلية بلغت 75.04 في المائة، مقارنة مع 74 في المائة خلال العام الماضي، و81.5 في المائة خلال عام 2019-2020 ، ورسوب اكثر من رسوب 152 ألف طالب ، تأكد للجميع أن النظام التعليمي في هذه المرحلة .

وبلغت نسبة النتائج الجديدة 78.3 في المائة في الشعبة العلمية (علوم)، و81.1 في المائة في الشعبة العلمية (رياضة)، و68.4 في المائة في الشعبة الأدبية، في حين أظهرت النتائج رسوب 152 ألفاً و29 طالباً، من أصل 609 آلاف و91 طالباً أدوا امتحانات الثانوية العامة في جميع الشعب، وعدم حصول أي طالب على مجموع 100 في المائة للعام الثاني على التوالي.

وحصلت الطالبة ملك عبد الفتاح محمود من محافظة المنوفية على المركز الأول في الشعبة العلمية (علوم) بمجموع 402 درجة من أصل 410 درجات، والطالب عمر شريف عبد المنعم من محافظة الشرقية على المركز الأول في الشعبة العلمية (رياضة) بمجموع 407 درجات، والطالبة زينب أكرم حسن من محافظة الفيوم على المركز الأول في الشعبة الأدبية بمجموع 387 درجة.

وبتحليل النتائج نجد أن نسبة المتفوقين تتراجع بشكل مستمرة ، حيث حصل 0.53% من الطلاب على مجموع أكبر من 95 في المائة، و6.99 في المائة على ما بين 85 إلى أقل من 90 في المائة، و11.94 في المائة من الطلاب على ما بين 75 إلى أقل من 80 في المائة، كما حصل 16.35 في المائة على مجموع من 65 إلى أقل من 70 في المائة، و12.41 في المائة على ما بين 55 إلى أقل من 60 في المائة.

وبذلك يكون 66 في المائة من طلاب الثانوية العامة الناجحين قد حصلوا على مجموع أقل من 75 في المائة على خلفية اعتماد نظام جميع الأسئلة اختيار من متعدد "بابل شيت" للعام الثاني تواليا، بما يمهد إلى تراجع الحدود الدنيا لدرجات القبول في الجامعات الحكومية والخاصة خلال العام الدراسي المقبل.

وقرر وزير التعليم حجب نتيجة الثانوية العامة لجميع الطلاب في مجموعة من المدارس، بسبب ثبوت تكرار وقائع الغش الجماعي في لجانها، مشيراً إلى إعلان نتائج الطلاب في هذه المدارس عقب الانتهاء من تحقيقات الوزارة، وذلك خلال مدة أقصاها عشرة أيام، كما فتح باب التظلمات على النتيجة، ولمدة عشرة أيام، مع تحصيل رسوم مالية عن كل مادة، وإيداعها في حساب صندوق "دعم وتمويل المشروعات التعليمية".

وكان أولياء أمور مصريون قد أبدوا مخاوفهم من احتمال التلاعب في درجات طلاب الثانوية العامة للعام الدراسي الحالي، بعد انتشار مقاطع فيديو عدة على صفحات الغش بمواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر إمكانية تعديل بعض نتائج امتحانات الثانوية، وهو ما نفاه وزير التعليم بقوله إن "تغيير نتائج الطلاب أمر مستحيل، لأن أعمال التصحيح تجري بشكل إلكتروني من دون تدخل عناصر بشرية".

ونظم عدد كبير من أولياء الأمور وقفة احتجاجية حاشدة العام الماضي أمام مقر وزارة التعليم في وسط القاهرة، للمطالبة بإقالة الوزير الحالي من منصبه، وإعادة تصحيح امتحانات الثانوية العامة، احتجاجاً على ارتفاع نسبة الرسوب.

تصريحات الأولى في الثانوية  تفضح النظام

وقد كشفت الطالبة المصرية الحاصلة على المركز الأول في الشعبة العلمية (علوم) لشهادة الثانوية العامة، ملك عبد الفتاح محمود، فشل المدارس في توفير الخدمة التعليمية ، حيث أكدت  أنها لم تذهب إلى المدرسة على الإطلاق طوال العام الدراسي، واعتمدت بشكل كامل على الدروس الخصوصية، ومثلها جميع زملائها، ما يفضح المنظومة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم بزعم الارتقاء بمستوى الطلاب.

 ولا أحد يعرف على وجه الدقة محاور المنظومة الجديدة للتعليم في مصر، باستثناء وزير التربية والتعليم طارق شوقي، الذي يخرج بين حين وآخر لإعلان بعض تفاصيلها، في حين تبدو تلك المنظومة أقرب إلى "التجريب" منها إلى التطبيق، كون نظام الامتحانات يتغير كل عام، تارة بسبب فشل نظام "التابلت"، وأخرى بهدف دمج الامتحان الورقي بالإلكتروني.

وتتجاهل وزارة التربية والتعليم المصرية تصريحات أوائل الثانوية العامة بشأن اعتمادهم على الدروس الخصوصية، وعدم ذهابهم إلى المدارس، وترجع سبب انخفاض نسب النجاح بين طلاب الشعبة الأدبية إلى اعتمادهم على الدروس، بخلاف الطلاب في الشعبتين العلميتين (علوم ورياضة)، الذين شهدت درجاتهم تحسناً ملحوظاً في العام الدراسي الأخير.

وقال وزير التعليم المصري طارق شوقي، في تصريحات إعلامية، إن طلاب الشعبتين العلميتين أكثر قدرة على التكيف مع الأسئلة الجديدة للثانوية العامة باعتبارها تقيس قدرات التطبيق والتحليل والفهم، وإن طلاب الشعبة الأدبية أخطأوا حين اتجهوا إلى الدروس الخصوصية مع أشخاص من خارج منظومة التعليم الرسمية، الذين لم يتلقوا التدريب اللازم على تدريس بعض المواد مثل الفلسفة والمنطق.

وقد قدر اقتصاديون بيزنس الدروس الخصوصية بأكثر من 100 مليار جنية سنويا ، في ظل تراجع دور المدارس الحكومية مما فتح أيضا الباب على مصرعيه أمام التعليم الخاص الذي أصبحت تكلفته فوق طاقة الأسرة المصرية .

فضيحة "المجاميع المرتفعة"  لأبناء وأقارب نواب بالصعيد

وفي سياق متصل ، كشفت نتائج الثانوية العامة المصرية عن حصول أبناء وأقارب نواب في البرلمان عن محافظة سوهاج (جنوب) على مجاميع مرتفعة، في الشعبتين العلمية والأدبية على حد سواء، بصورة لا تتناسب مع تراجع نسبة النجاح الكلية إلى 75% في العام الدراسي 2021-2022، وحصول 66% من الطلاب الناجحين على مجموع أقل من 75%.

وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتائج الطلاب المنتمين إلى خمس عائلات شهيرة في سوهاج، التي تمثلها مجموعة من النواب المعروفين في البرلمان، وسط تساؤلات مشروعة عن الارتفاع الكبير في مجاميع هؤلاء الطلاب، ولا سيما مع تأخر وزارة التربية والتعليم في إعلان نتيجة الثانوية هذا العام، وما تردد عن إمكانية "أصحاب النفوذ" في تعديل بعض نتائجها.

والعائلات الخمس هي الضبع وصقر وأبو زهاد وأبو عقيل وأبو إسماعيل، وراوحت درجات طلابها في الثانوية العامة، الذين يقدرون بالعشرات في كل عائلة، ما بين 92% و97% للشعبة العلمية، و83% و91% للشعبة الأدبية، أي ما يضمن التحاقهم جميعاً بكليات القمة، مثل الطب والصيدلة والعلاج الطبيعي والهندسة والإعلام والألسن.

وشهدت امتحانات الثانوية المنقضية في مصر موجة واسعة من التسريبات  والغش الجماعي ، إثر تداول صفحات الغش الإلكتروني على موقع "تلغرام" صوراً من أسئلة وأجوبة أغلب المواد، كانت في بعض الأحيان قبل بدء الامتحان، وفي أحيان أخرى بعد بدايته بدقائق قليلة، ما سبب حالة من الغضب بين أولياء الأمور لعدم قدرة الوزارة، والأجهزة السيادية (الأمنية)، على تأمين الامتحانات، عدا عن ضرب مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الطلاب.

لجنة للتحقيق في النتائج بمدارس الصعيد

وتحت الضغط من الرأي العام على فضيحة الامتحانات بالصعيد، قررت وزارة التربية والتعليم المصرية، امس  الأحد، تشكيل لجنة قانونية للتحقيق فيما تم رصده من منشورات متنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن حصول طلاب في مدارس تتبع محافظات الصعيد على مجاميع مرتفعة في الثانوية العامة، وارتباط هؤلاء الطلاب بأسماء عائلات معروفة.

وقالت الوزارة، في بيان، إن اللجنة ستحقق في ادعاءات حصول أبناء هذه العائلات على درجات عالية وفق نتائج الثانوية العامة، وفي سير نظام الامتحانات في اللجان الخاصة بهم، ودقة المعلومات المنشورة، وخلفياتها، تمهيداً لاتخاذ إجراءات قانونية رادعة في حال ثبوت مخالفة القانون من أي عنصر في المنظومة التعليمية، أو إذا ثبت ترويج هذه المعلومات بصورة مغرضة.

وبحسب النتائج المنشورة لطلاب منتمين إلى خمس عائلات شهيرة في سوهاج، هي الضبع وصقر وأبو زهاد وأبو عقيل وأبو إسماعيل، والتي تمثلها مجموعة من النواب المعروفين في البرلمان؛ فإن درجاتهم الكلية تراوحت ما بين 92% و97% للشعبة العلمية، و83% و91% للشعبة الأدبية، أي ما يضمن التحاقهم جميعاً بكليات القمة، مثل الطب والصيدلة والعلاج الطبيعي والهندسة والإعلام والألسن.

دعوات لإقالة وزير التعليم

وفي ظل التلاعب في نتائج الثانوية العام ، طالب أولياء الأمور بإقالة وزير التربية والتعليم طارق شوقي من منصبه وإعادة تصحيح امتحانات الثانوية العامة، وعدم الاكتفاء بإعادة رصد الدرجات فقط، فضلاً عن السماح للطلاب الراسبين في أكثر من مادتين بدخول امتحانات الدور الثاني، وعدم إعادة العام الدراسي بالكامل.