نائب مرشدها يشتكي انتهاكات في حقه.. "الإخوان" تحمل السلطات مسؤلية حياته

الجمعة - 24 ديسمبر 2021

عزت : "لا تٌفتح عليَ الزنزانة إلا ثوانِ ، يلقى فيها ليا الأكل .. ولا أشم الهواء.. في الطريق وأنا جاي متغمي عنيا.. لا أرى المحامين ولا ألتقي بهم."

 

نشرت منصة "نحن نسجّل" الحقوقية، مساء أمس الخميس، مقطع فيديو ظهر فيه نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، محمود عزت، متحدثاً لهيئة محكمة مصرية، بينما تظهر آثار الحبس الانفرادي والاضطرابات الناتجة منه على وجهه وجسده وطريقة كلامه.

وتحدث نائب المرشد لهيئة المحكمة عن انتهاكات عدّة يتعرض لها، كمنعه من التواصل مع محاميه، وحبسه في زنزانة انفرادية وحده، لا تُفتح إلا لثوانٍ لتسليم الوجبة، وأحياناً يُلقى له الطعام من نافذة باب الزنزانة (النضَّارة).

ليس هذا كل ما أبلغه محمود عزت للقاضي، بل أضاف أن قوات الأمن تعصب عينيه خلال الطريق من الزنزانة إلى قاعة المحكمة.

وقد تم تداول المقطع بشكل مكثف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وسط تنديد واستنكار لما يتعرض له المعتقلون، وافتقارهم لأبسط حقوقهم الإنسانية ، وحقوقهم في الدفاع عن أنفسهم .. ومنهم من عدّد أفضال الأستاذ الدكتور محمود عزت أستاذ علم الفيروسات ، والذي تحتاجه مصر في وقت الكورونا وغيرها ، وليس مكانه السجن ، وهو الملقب ب" طبيب الغلابة " وهو أحد مؤسسي الجمعية الطبية الإسلامية ذات ( 28 فرع ) على مستوى الجمهورية لخدمة محدودي الدخل .

من جانبها ، حمّلت جماعة الإخوان المسلمين سلطات الانقلاب العسكري في مصر المسئولية كاملة عن حياة نائب مرشدها الدكتور محمود عزت

ونددت الجماعة في تصريح صحفي لها، نشرعبر الموقع الرسمي للجماعة ( إخوان أون لاين ) مساء أمس الخميس، بتنكيل سلطات الانقلاب بالدكتورعزت، البالغ من العمر ( 77 عاماً ) والأستاذ في كلية الطب؛ وهو القامة العلمية والدعوية الكبيرة ، وكيف أنه كان يشتكي للقاضي حرمانه من كافة حقوقه القانونية والحياتية وحبسه في زنزانة انفرادية لا يستطيع استنشاق الهواء فيها، ومنعه من التواصل مع محاميه.

وأكدت الجماعة، إن هذا الفيديو يمثل "وثيقة موات العدالة في مصر على يد الانقلاب، وهي دليل اتهام دامغ  للنظام الانقلابي أمام الرأي العام المحلي والعالمي  وفي مقدمته الأمم المتحدة و المنظمات الحقوقية والقانونية ومنظمات حقوق الإنسان وكل الأحرار في العالم .. وهو - فيما يبدو - رسالة إرهاب للشعب المصري وخاصة معارضي النظام."

مؤكدة أنها " ومعها كل الأحرار، أنها لن تلين أو تستكين لغير رب العالمين ،

بل سيزداد أبناؤها ثباتاً على طريق الدعوة إلى الله وطريق الكفاح لنيل حقوق الشعب المصري في حياة حرة كريمة بعد إزاحة هذا الانقلاب إلى غير رجعة في يوم آتٍ لا محالة إن شاء الله ."

واعتقل عزت بتاريخ 28 أغسطس/آب 2020 م، وأُيِّد حكم بالسجن المؤبد بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بتهمة "التخابر مع حركة حماس" بعد إعادة الإجراءات.

وجرّم القانون الدولي لحقوق الإنسان، باعتباره مرجعية في المسائل القانونية المتعلقة بالأزمات الإنسانية، التعذيب في شكل الحبس الانفرادي المطول والإهمال الطبي المتعمد، وجرّمته كذلك الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لسنة 1984 وقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا).

وعرّفت قواعد الأمم المتحدة النموذجية لمعاملة السجناء، أن الحبس الانفرادي هو "حبس السجناء لمدة 22 ساعة أو أكثر في اليوم دون أي سبيل لإجراء اتصال ذي معنى مع الغير". وعرّفت مفهوم الحبس الانفرادي المطول بأنه "الحبس الانفرادي لمدة تزيد على 15 يوماً"، ونصت على أنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تصل القيود أو الجزاءات التأديبية إلى حد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو العقوبة اللاإنسانية"، كذلك نصت على "حظر مجموعة من الممارسات، منها الحبس الانفرادي إلى أجل غير مسمى، والحبس الانفرادي المطول. وألا يستخدم الحبس الانفرادي إلا في حالات استثنائية أو كملاذ أخير ولأقصر فترة ممكنة، وبمقتضى تصريح من سلطة مختصة"، وأفادت بـ"عدم جواز أن تتضمن الجزاءات التأديبية أو تدابير التقييد منع السجناء من الاتصال بأسرهم".