موجة غضب واسعة بسبب إعلان السيسي وقف إصدار بطاقات تموينية جديدة

الخميس - 23 ديسمبر 2021

أثار قائد الانقلاب في مصر، عبد الفتاح السيسي موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلانه أن الحكومة لن تصدر "بطاقة تموين" لمن يتزوج.

ما زاد من حالة الغضب أن كلام السيسي  كان مربكا، حيث تحدث في جزء منه عن حرمان الأبناء من بطاقة التموين، بحيث تقتصر على الأب والأم فقط، بينما تحدث في جزء آخر عن أن هذا التقليص يخص البطاقات الموجودة بالفعل، مما يعني التوقف عن إصدار بطاقات التموين مستقبلا.

وقال حساب لأحد الناشطين على "تويتر": "لو فقير و عندك 3 عيال موت أحسن و لو اتجوزت مالكش بطاقة تموين عندنا لأنك معاك فلوس وقدرت تتجوز وأنا بأكل 100 مليون و أنا  من يرزقك و ليس الله والمال مال أبويا مش مال الشعب ،أنا بأقول و لو مش عاجبكم كلوا ... هكذا يتعامل الفرعون مع شعب إستكان له و استسلم فمن أمن العقاب أساء الادب"

وقال الحقوقي نجاد البرعي:" الذي يمكن ان استخلصه من تصريحات الرئيس بشأن عدم اصدار بطاقات تموين لاكثر من فردين ان مصر في طريقها لتطبيق سياسه الطفل الواحد الذي طبقتها الصين ...انا شخصيا عمري ما كان لي بطاقه تموين ولكني اعرف ان مثل هذا القرار سيكون له تأثير سلبي سيئ علي كثير من المصريين ...ما هكذا تورد الابل".

ورغم قلة الدعم الذي تحصل عليه الأسر المصرية من البطاقات التموينية والذي لا يتخطى 50 جنيها (3.2 دولارات) شهريا للفرد بحد أقصى 200 جنيه، فإن تلك الأسر تعتمد عليه في الحصول على السلع الأساسية، مثل: السكر والأرز والمكرونة والزيت والدقيق والشاي، بالإضافة إلى الخبز المدعم للصمود أمام الأزمات الاقتصادية المتتالية.

وخلال افتتاحه مجمعا لإنتاج الوقود بمحافظة أسيوط (جنوبا)،الأربعاء، قال السيسي: "بقول على الهواء كده، لا يمكن هدي (أعطي) بطاقة تموين تاني (مرة أخرى) لحد بيتجوز".

وتابع: "مفيش كده (لا يوجد هذا) غير في بلدنا، أخلف وحد تاني (آخر) يأكل عيالي، وآخد الخدمة بأقل من ثمنها، عشان كده (لهذا) البلد مقامتش (لم تتقدم)".

وأضاف: "إحنا مسؤولين أمام الله، بقول مفيش أكتر من بطاقة تموين لفردين في اللي فات (البطاقات الموجودة بالفعل) وفي الجديد (لمن تزوجوا منذ فترة) مفيش (لن يحدث)، بقول كلامي عشان اختصر وقت وجهد من على رئيس الحكومة ووزير المالية".

ولم يذكر السيسي تاريخا لبدء تحديد المستفيدين من البطاقات بفردين فقط.

وتصدر هذه البطاقات عن وزارة التموين، وكان بإمكان المستفيدين منها في السابق إضافة أطفالهم، لكن عام 2017، حصرت الحكومة المصرية عدد من يُضافون إلى البطاقة بأربعة فقط إضافة للوالدين.

وذكرت وكالة رويترز، أن تعليقات السيسي جاءت بعد أن قال فيأب/ أغسطس الماضي، إن الوقت قد حان لزيادة أسعار الخبز، ليتطرق بذلك إلى القضية لأول مرة منذ عام 1977 عندما تراجع حينها الرئيس أنور السادات عن رفع الأسعار بعد أعمال شغب.

ويوفر برنامج الدعم الواسع في مصر مواد مثل الخبز والأرز والسكر لأكثر من 60 مليون مصري، حيث يقع حوالي 30 بالمئة من السكان تحت خط الفقر الحكومي، ويعاني الكثيرون من عدم توافر المياه أو الصرف الصحي.

وتصدر بطاقات الدعم عن وزارة التموين، وكان بإمكان المستفيدين منها في السابق إضافة أفراد بشكل روتيني على بطاقات الدعم التي تصدرها وزارة التموين، إذا كبرت أسرهم بولادة الأطفال.

ورغم وجود قلة من المؤيدين، فإن معظم رواد مواقع التواصل انقسموا بين غاضب من القرار وما سينتج عنه من زيادة الأعباء على الأسر المصرية، وآخرين اتخذوا من السخرية طريقا لانتقاده خاصة ما يتعلق منه بالمتزوجين الجدد.

ورأى المؤيدون أن القرار يرفع عن كاهل الدولة أعباء اقتصادية تكبّلها وتحول دون تقدمها، بينما ركز الغاضبون على التأثير السلبي لهذا القرار على الأسر المصرية التي تئن بالفعل من قسوة  الظروف الاقتصادية، وتعتمد على السلع المدعومة لسد جزء قليل من احتياجاتها، في ظل الرواتب المتدنية التي يحصلون عليها.

المصدر: عربي 21+ الجزيرة