من خلال المعونات: هل تكون مصر عراب الخطة الأمريكية لخنق حماس؟

الخميس - 27 مايو 2021

تعهد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس، بزيادة المساعدات الأمريكية إلى فلسطين بقيمة 40 مليون دولار، ليصل إجمالي المساعدات إلى 360 مليون دولار، كما أعلن عن خطة لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس، والتي وضعتها إدارة الرئيس الأسبق، دونالد ترامب، تحت إشراف سفيرها في إسرائيل عام 2018، وفقًا لـ«أسوشيتد بريس».

خلال لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله، تعهد بلينكن أيضًا بحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة (بعد تضرره البالغ من القصف الإسرائيلي خلال الأسابيع اﻷخيرة)، مع التأكد من منع وصول أي مساعدات مخصصة للقطاع إلى حركة حماس.

نقلاً عن مصادر سياسيّة مطلعةٍ قي كلٍّ من القاهرة وتل أبيب وغزّة ورام الله، كشفت قناة “كان” العبرية الرسمية، في ساعةٍ متأخرّةٍ من ليلة الأربعاء، أنّ مصر دعت كلاً من الاحتلال وحركة “حماس” والسلطة الفلسطينية إلى محادثات في القاهرة حول محاور، بينها ترسيخ وقف إطلاق النار الراهن، وتحسين الأوضاع في قطاع غزة، على حدّ تعبيرها.

 وذكرت قناة “كان” الإسرائيلية أنّ مصر نقلت مقترحًا للأطراف الثلاثة للمشاركة في محادثات القاهرة، دون أنْ تذكر القناة تاريخًا لانطلاق هذه المحادثات.

 من جانبها، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إنّ وفدًا مصريًا عقد خلال الأيام الأخيرة اجتماعات في إسرائيل ورام الله وغزة، لمناقشة المقترح المصريّ، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه من المتوقع أنْ تجرى المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين بالقاهرة بشكلٍ غيرُ مباشرٍ عبر الوسيط المصري.

 وبحسب المصدر ذاته، فإنّ الولايات المتحدة أيضًا منخرطة في الاتصالات، حيث بحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى المنطقة الثلاثاء، الموضوع مع  عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري.

وقالت الصحيفة إنّه حال سفر الوفد الإسرائيليّ فسوف يترأسه رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، وهو من أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 بدورها، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيليّ، إنّه “من المقرر أنْ يسافر وفدًا إسرائيليًا مصغرًا إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل، لدفع تفاهمات حول وقف إطلاق النار وإعادة إعمار القطاع”.

 ولم يصدر على الفور تعقيب من الأطراف المعنية بشأن ما ذكرته القناة الإسرائيلية الرسمية، وصحيفة “يديعوت أحرونوت” وإذاعة الجيش الإسرائيلي.

المخطط الصهيو أمريكي هو المس بمكانة حماس عبر احتكار السلطة الإشراف على إعادة الإعمار ومن خلال شيطنة الحركة والمقاومة عبر أبواق عربية.

بالفعل بدأ التحول في موقف نظام السيسي أسرع مما كان متوقعا، فبعد أن ادعى دعم المقاومة خلال الحرب، الآن يمهد لشيطنة حماس عبر التفريق بينها وأهل غزة.

الأردن تقترب في تعاطيها مع النهج المصري، فالنظامين في مصر والأردن لا يعاديان المقاومة الفلسطينية فقط بسبب طابعها الإسلامي ولأن أداءها يحرجهما، كما أحرج الأنظمة التي تلف لفهما، فهما أيضا نظامان وظيفيان يعتاشان على عوائد خدمة المصالح الأمريكية، وهذا يزيد من استعدادهما للانخراط في المخطط الأمريكي.

كما اشترطت الإمارات دعمها إعادة إعمار غزة بأن يكون تحت إشراف مصر ودون أن يكون لحماس أي دور فيه ، بحسب قناة "كان" الصهيونية، وهي نفس شروط إسرائيل.

في هذا السياق، قال الخبير الفلسطيني في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي: إن حديث وزير الخارجية الأمريكي بلكنين الصريح عن توظيف إعمار غزة في تقويض حماس ولقاءاته مع عباس وملك الأردن والسيسي الهادفة إلى توافق حول تحقيق هذا الهدف تجعل هذه الأطراف شريكة في المخطط الصهيوني لتصفية منجزات المقاومة، التي رفعت رأس الأمة ما لم يصدر عنها موقف مغاير معلن وصريح.

كذلك، حذر السفير الدكتور عبد الله الأشعل من سيناريو أمريكي لتوريط الجيش المصري في مواجهة مع المقاومة الفلسطينية

ونبه الأشعل، عبر قناة الجزيرة، من السيناريو الأمريكي الجديد في المنطقة الذي جاء به بلينكن، والمتمثل في محاولة توريط مصر في عزل حماس، أو من خلال توريط الجيش المصري في مواجهة مع المقاومة الفلسطينية.