منصف المرزوقي: الإعدامات المتتالية في مصر تأتي ضمن "إرهاب الدولة"
السبت - 30 أبريل 2022
- طلعت فهمي: لن نتخلى عن حقوق المعتقلين ولن نفرط فيهم أو نفاوض عليهم
- رائد صلاح: نقولها في وجه كل الطواغيت "آن الأوان لأن نحترم إرادة شعوبنا"
- محمد الصغير: كل من يشارك بالحكم والإعداد والتنفيذ للإعدام مجرم قاتل
- أنس التكريتي: النظام يصدر أحكاما غطاؤها قضائي ولكن حقيقتها سياسية
- أسماء الدليمي: لابد من إعادة النظر في هذه القضايا الجائرة التي صدرت بالجملة
- إيهاب نافع: سيأتي يوم تطال الظالم فيه يد العدالة التي يختبئ وراءها اليوم
- مها عزام: الشعب يعيش جمهورية الخوف.. ولا بد من تحرك عاجل في الغرب
- محمود جابر: نرفض الإعدام في القضايا السياسية والمحاكمات غير العادلة
قال رئيس تونس الأسبق د. منصف المرزوقي إن الإعدامات المتتالية في مصر تأتي ضمن فلسفة "إرهاب الدولة"، وأنها سياسة عديمة الجدوى، مطالبا بوقفها فورا.
جاء ذلك في مؤتمر افتراضي دولي مسجل نظمه تلفزيون وطن ضمن حملة "أوقفوا الإعدام"، التي دشنتها مؤسسة "عدالة لحقوق الإنسان" بإسطنبول.
شارك في المؤتمر عدد من السياسيين والحقوقيين والدعاة منهم: الدكتور المنصف المرزوقي رئيس تونس الأسبق، والمحامي توبي كيدمان الخبير في القانون الدولي والعضو الرئيسي في المحكمة الجنائية الدولية، وشيخ الأقصى رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، وميخائيل بيربستينج الأمين العام للمنظمة الاشتراكية الثورية الدولية، و أحمد تشاملي عضو البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، والعلامة الدکتور محمد عنایة اللہ أسد سبحانی، المفکر الإسلامي وأحد كبار علماء شبه القارة الهندية.
بدأ المؤتمر، الذي أذيع الجمعة 29 أبريل 2022، بكلمة افتتاحية للدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أكد فيها أن الجماعة لن تتخلى عن المعتقلين والمحكومين ظلما في سجون مصر ولن تفرط فيهم أو تساوم بهم أو تفاوض عليهم.
وقال: إن سلطات الانقلاب العسكري في مصر سبق أن قامت بإعدام مائة وخمسة مواطنين مصريين بعد محاكمات شهدت المنظمات المعنية بحقوق الإنسان في العالم بافتقادها أدني درجات العدالة.
أضاف مخاطبا الأحرار في سجون مصر: " نقسم بالله غير حانثين، إنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بكم ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس.. ستظلون ملء قلوبنا تتطلع إليكم أبصارنا، نستلهم منكم القدوة والأمل.
والله لا نتخلى عنكم ولا نفرط فيكم ولا نساوم بكم ولا نفاوض عليكم.. نقولها بكل قوتنا: سنظل للإخوان جسرا يعبر حتى نوسد في التراب ونقبر.. معاهدين الله عز وجل علي بذل كل جهد، وعلاج كل خلل أو تقصير، وسلوك كل سبيل حتى نراكم أعزة كرماء شامخين خارج سجون الظالمين"
وذكر أن القتل الطبي في السجون المصرية أودي بحياة 117 بريئا وتم قتل 60 مصرياً خارج نطاق القانون بينما شهداء حرب الكيان الصيوني علي غزة العزة مايو 2021 بلغ 232 شهيداً، وفي سجون الاحتلال الصهيوني يقبع 4450 أسيرا فلسطينيا، بينما في سجون مصر أكثر من ستين ألف معتقل، وفي سجون الاحتلال الصهيوني 34 أسيرة بينما في سجون مصر 250 امرأة لأسباب سياسية.
وقال إن الفاعليّات والتحركات والأنشطة الإعلامية والدبلوماسية والسياسية و الحقوقية التي تستهدف إطلاق سراح المعتقلين السياسيين لم تنقطع ، وإنّ فِرق عملٍ دؤوب من الإخوان ومن غيرهم من الوطنيين المخلصين و المؤمنين بحقوق الإنسان عملت الأيام الماضية على التواصل مع رؤساء دول، ورؤساء وزراء، وبرلمانيين، وسفراء، وخمسين جهة حقوقية ودولية، ومجلس حقوق الإنسان، والخبراء التابعين للأمم المتحدة، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، واللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب.
ولم تنقطع أيضا المخاطبات للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والكونجرس، ودوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمات حقوق الإنسان، وقبل ذلك ومعه مئات الوقفات الاحتجاجية في شتّى بقاع العالم من كافة الأحرار حول العالم.
وأكد أن أكثر من 35 مؤتمراً عالمياً دشنت لشرح قضيتة الاعتقالات والإعدامات في أمريكا وجنيف وبروكسل وباريس ولندن وتركيا و كثير من البلدان شرقاً و غرباً، أن 29 منظمة حقوقية في العالم تبنت مطالب السجناء العادلة، و131 دولة أصدرت بيانات ضد سلطة الانقلاب، كما صدرت 372 توصية ضد انتهاك حقوق الإنسان في مصر نوفمبر2019 أثناء الاستعراض الدوري الشامل لملف مصر." أيضا صدرت 37 توصية ضد الإعدام والمطالبة بإلغائه، ولم نتوقف ولن نتوقف بمشيئة الله والأحرار حول العالم كافة في مواصلة كافة الجهود من أجل قضيتنا العادلة.
وتابع " إن هؤلاء المحكومين من العلماء والمبدعين وأساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والمعلمين والوزراء والبرلمانيين، يدفعون ثمن الحرية والكرامة لأنهم لم يعطوا الدنية في دينهم ولا أوطانهم ، ولم ينزلوا يوما على حكم الفسدة، ولم يسايروا الظلمة ولم يتاجروا بأقوات الشعب ولم ينهبوا ثروات البلاد".
فلسفة "إرهاب الدولة"
وتحدث الدكتور منصف المرزوقي، رئيس تونس الأسبق فقال: "إن الإعدامات المتتالية في مصر تأتي ضمن فلسفة "إرهاب الدولة" وتخويف الناس والانتقام من المعارضين للسلطة، وهي نفس الفلسفة التي رأيناها -للأسف- في السعودية بإعدام 81 شخصا في يوم واحد".
أضاف: "أريد أن أتوجه للمسئولين السياسيين في هذه البلدان لأقول لهم إن هذه السياسة عديمة الجدوى، وأن كل هذه الدماء ستبقى ملطخة في أيديكم وأنكم ان لم تحاسبوا في هذه الأرض فستحاسبون في السماء، ولذلك أقول -لأسباب سياسية وإنسانية ودينية - بضرورة ترك الباب مفتوحا لمصالحةـ لأن لهؤلاء الناس المساكين آباء وأمهات مثل آبائكم وأمهاتكم أنتم، أقول لكم كلمة واحدة "أوقفوا الإعدامات"
بدوره تحدث د. أنس التكريتي – رئيس مؤسسة "قرطبة" لحوار الحضارات، فقال: "يعود النظام المصري ليصدر أحكاما غطاؤها قضائي ولكن حقيقتها سياسية بامتياز، ورسالتي الأولى للنظام المصري أن هذا لايجديه نفعا ..هذه لاتزيده استقرارا ولاتزيد البلد رخاء ولا طمأنينة، ولا ترفع من مستوى الاقتصاد ولا من حالة المواطن المصري المعيشية، إنما تزيد من البلبلة والفوضى وتزيد من حدة الحقد والكراهية، وتوسع من رقعة من يتمنون ويسعون لإزاحة هذا النظام"
أضاف: "مثل هذه الأحكام إن ظن النظام أنها في خدمته فهو واهم، ونطالب المجتمع الدولي أن يقف بحزم ضد هذه الأحكام وضد هذا النظام الذي يمارس هذه الجرائم دون من يردعه أو يأخذ على أيديه...أوقفوا الإعدامات"
"لم يرتكبوا جرما"
وتحدثت د. أسماء الدليمي، عضو البرلمان العراقي سابقا، فأكدت أن الإعدامات صدرت بالجملة بحق شباب لم يرتكبوا جرما، ولم يقسدوا في الأرض ولم يهدروا الثروات، ولم يقتلوا الناس، متسائلة: لماذا لا تعاد هذه المحاكمات ولماذا لا تكون هناك تحقيقات سليمة من كل هوى؟"
تابعت: "هؤلاء الشباب هم ثروة وطنية للبلاد يجب أن يحافظ عليها ويجب أن يستغلوا في بناء الأوطان، ثم نتذكر "من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا وةمن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"... الإحياء يكون بإعادة النظر في قضايا هؤلاء، بالعفو عنهم ، بمعالجة قضايا البلاد ، بمعالجة قضايا الفساد التي تجري في هذه البلاد... لابد من إعادة النظر في هذه القضايا الجائرة ونتذكر أن الله تعالى هو العدل وهو من وهب هذه الأرواح فلا نملك أن نزهق هذه الأرواح بأحكام جائرة".
وفي كلمته قال إيهاب نافع، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية شمال لبنان:"نتابع ما يحدث في أرض مصر الحبيبة التي نحب ونحترم ونقدر شعبها، نتابع هذه الأحكام الجائرة التي أصدرت من قضاء ظالم بحق أبرياء، بحق علماء، بحق أناس يشهد العالم بأنهم من خيرة أبناء مصر، يحبون مصر ويعملون لأجلها، لكن هذا الانقلاب حينما رأى أن الأمر استتب له تجرأ على أن يأمر قضاءه الظالم بأن يصدر أحكاما ظالمة جائرة بحق هذه الثلة من الأبرياء، لذلك نحن نقول لهم "أوقفوا الإعدامات" ونتذكر قول الله تعالى "وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِى تَبَابٍۢ "، نعم هذا الكيد سيزول وينتهي ليحذر الظالم بأنه سيأتي يوم تطاله يد العدالة التي يختبئ وراءها اليوم ليحاكم ثلة من المؤمنين الأبرياء".
جمهورية الخوف
وفي كلمتها، قالت الدكتوره مها عزام، رئيس المجلس الثوري المصري: "الشعب المصري يعيش حاليا في جمهورية الخوف، في قبضة أمنية غير مسبوقة، ويواصل النظام العسكري انتهاك حقوق المصريين بالإخفاء القسري والتعذيب داخل السجون ووجود ما يزيد على 100 ألف معتقل، واستمرار الإعدمات ...ورسالتنا اليوم محددة وقصيرة ، لابد أن يحترم حق الحياة حتى في الدول الدكتاتورية مثل مصر، لكن المنظومة العسكرية تستخدم القضاء كوسيلة لانتهاك حقوق المصريين الذين يواجهون الإعدامات والقتل البطئ داخل السجون، والمتوقع الآن إنه في خلال أيام تكون هناك إعدامات جديدة ..وما يحدث الآن شئ من أخطر ما يمكن بخصوص الاستقرار في مصر والمنطقة كلها"
أضافت:"إن المزيد من القمع والانتهاكات لن ينقذ الأنظمة بل سيحدث اضطراب قوي في المستقبل، نعلم الآن أن مصر هي ثالث دولة في العالم في تنفيذ الإعدامات المسيسة ضد الأبرياء وضد رموز الشعب المصري الذين وقفوا مع الحرية والحقوق، علينا اليوم، وهذه رسالتنا للمصريين في أوروبا وأمريكا وكندا أن يسرعوا بالتواصل مع النواب والمجتمع المدني في بلاد إقامتهم ويخاطبوهم بمطالبة النظام بوقف الإعدامات في ظل غياب سيادة القانون في مصر وأن مسألة الإعدامات خط أحمر، كما أن التواصل مع الحكومات في غاية الأهمية وقد يقول البعض ان الحكومات الغربية متواطئة مع نظام السيسي، وأنها على علاقة جيدة بالحكومة المصرية ولكن لنا أصدقاء في الغرب ضد الانتهاكات في مصر ويعلمون أنها مستمرة وأنها ضد مصالحهم.. وبالتالي يمكن للحكومات الغربية أن تمارس ضعوطا على السيسي في ملف الإعدامات، وربما يكون لها نتيجة، لأن الحكومات الغربية لديها حساسية شديدة بشأن تطور الانتهاكات بهذا الشكل"
وختمت بالقول: "إن الشعب المصري يستحق نظاما حرا يحترم حقوقه وحرياته".
"مالكم كيف تفكرون؟"
وتحدث الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل فقال: "يشرفني أن أضم صوتي الى كل أصوات الأحرار والحرائر في هذه الحملة التي تأخذ عنوان "أوقفوا الإعدام" ... أقولها مؤكدا: أوقفوا الإعدام للكثير من الأحرار في سجون مصر الحبيبة علينا جميعا التي باتت تعاني اليوم من احتلال داخلي، أسأل الله تعالى أن يكرمنا جميعا وأن نرى حريتها قريبا"
أضاف:" "أوقفوا الإعدام الذي لايهدف الى إعدام الأجساد فقط ولكن يهدف الى إعدام صوت الحق والحرية والكرامة، ولكن هيهات هيهات نقولها لكل الطواغيت ان كانوا في مصر أو في أي دولة عربية يمارسون فيها الدكتاتورية وقهر الشعوب... نقول لهم: مالكم كيف تفكرون؟ هل تظنون يوما أن السجون قد تخرس صوت الحق؟ هل تظنزن أن الإعدام والطرد والترحيل الى آخر الدنيا قد يخرس صوت الحق؟...هيهات هيهات مالك كيف تعقلون؟ ألم تقرأوا قول الله تعالى " بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ".
تابع: "يا أحرار مصر يا حرائر مصر، يا علماء مصر في الأزهر الشريف أو خارجه، لنقلها كلمة واحدة مدوية في وجه كل الطواغيت "آن الأوان لأن نحترم إرادات شعوبنا وفي مقدمتها إرادة الشعب المصري وأحراره وحرائره الذين ما زالوا يؤكدون على الشرعية التي قالها الشعب المصري يوم ان انتخب الرئيس الشهيد محمد مرسي...آن لنا أن نحفظ هذه الروح في هذا الشعب التي لن تموت .. أوقفوا الإعدام لتشرق شمس الحرية على مصر من جديد" .
وفي كلمته، قال الشيخ محمد الصغير عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: "أحكام الإعدام التي تصدر في مصر من قبل قضاة يفتقرون كل درجات النزاهة، ويبصمون على قرارات معدة سلفا، وتنفذ في أبرياء بدم بارد، ودون نكير من أحد، كل من يشارك في هذه الأحكام أو في تنفيذها أو في الإعداد لها هو شريك في هذه الجريمة الكبرى، جريمة القتل، وأكبر الجرم يقع على القاضي وعلى مفتى الجمهورية الذي يصدق على هذه الأحكام الجائرة... القاضي في هذا الحكم قاتل والمفتي في هذا الحكم قاتل ومن يباشر التنفيذ أيضا قاتل... أوقفوا هذا القتل للشعب المصري أوقفوا هذه الإعدامات".
من جانبه قال محمود جابر، مدير مؤسسة عدالة لحقوق الإنسان: إن حملة "أوقفوا الإعدام في مصر" انطلقت من أجل إنقاذ أرواح أبرياء، من أجل إنقاذ حياة إنسان تم الحكم عليه بالإعدام حكما تعسفيا جائرا، نرفض الإعدام في القضايا السياسية والمحاكمات غير العادلة، نرفض الأحكام التي صدرت من قضاء استثنائي من دوائر الإرهاب والقضاء العسكري ومحاكم أمن الدولة العليا، نرفض أحكام الإعدام على الأبرياء الذين أخفوا قسريا وعذبوا واعترفوا بالإكراه، نرفض الإعدام التعسفي لخمسة وتسعين مواطنا تمت محاكمتهم على ذمة قضايا ذات طابع سياسي"
أضاف : "ندعو الجميع الى المشاركة في هذه الحملة والتضامن مع هؤلاء الضحايا، هذه الحملة التي انطلقت ليصل صوت هؤلاء الضحايا الى العالم كله"