مع اقتراب العيد .. التضخم يشعل الأسواق المصرية
الخميس - 7 يوليو 2022
- معدل التضخم زاد بنسبة 14.7% على أساس سنوي خلال شهر يونيو 2022
- أسعار الحبوب والخبز زادت بنسبة 2,4% ومجموعة الزيوت والدهون بنسبة 1,3%
- ارتفاع جنوني لأسعار الأضاحي قبل العيد والزيادة تتجاوز 30 % عن العام الماضي
- كيلو اللحم بلغ 200 جنيه مع ارتفاع تكلفة الأعلاف والاستيراد وتراجع القوة الشرائية
- سعر كيلو الدواجن البيضاء 48 جنيها..وكثير من المصريين غير قادرين علي الشراء
- كثير من مربي الثروة الحيوانية خرجوا من السوق لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف
- "اندبندنت عربية": المصريون سيلجأون في عيد الأضحي للحوم المجمدة المستوردة
بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى بمصر، وتصريحات السيسي الذي بشر المصريين بان مصر ليس لديها ثروات سوي الرمل والحجر، وطالبهم بتحمل ظروف بلدهم، قفز معدل التضخم بمصر ليصل الى نسبة 14.7% على أساس سنوي خلال شهر يونيو الماضي، بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية والطاقة.
ومنذ انقلاب 2013 تواصل أسعار السلع والخدمات ارتفاعها بطريقة غير مسبوقة مما أثر على المصريين الذين يشهدون ارتفاعا للأسعار بشكل هستيري غير مسبوق، خاصة في اللحوم الحمراء والدواجن، حيث كشفت تقارير رسمية ارتفاع أسعار الحبوب والخبز بنسبة 2,4% ومجموعة الزيوت والدهون بنسبة 1,3%، وهناك ارتفاع جنوني لأسعار الأضاحي قبل العيد والزيادة تتجاوز 30 % عن العام الماضي، إذ بلغ سعر كيلو اللحم 200 جنيه مع ارتفاع تكلفة الأعلاف والاستيراد وتراجع القوة الشرائية، في حين وصل سعر كيلو الدواجن البيضاء الى 48 جنيها..وكثير من المصريين غير قادرين علي الشراء.والسبب في ذلك أن كثيرا من مربي الثروة الحيوانية خرجوا من السوق لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف
وقال موقع "اندبندنت عربية": إن المصريين سيلجأون في عيد الأضحي للحوم المجمدة المستوردة رغم ارتفاع أسعار الاستيراد. ومن خلال سطور هذا التقرير ننقل جانب من مأسي المصريين مع أسعار اللحوم في هذا العيد.
معدل التضخم يشعل الأسعار بالأسواق
بالتزامن مع أقتراب العيد الأضحي بمصر، ارتفع معدل التضخم بمصر بنسبة 14.7% على أساس سنوي خلال شهر يونيو الماضي، بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية والطاقة.
وارتفعت أسعار العديد من السلع والخدمات، حيث ارتفعت أسعار الحبوب والخبز بنسبة 2,4%، مجموعة الزيوت والدهون بنسبة 1,3%، والأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 2,1%.
وأوضح الجهاز ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 1,1%، والوجبات الجاهزة بنسبة 1,7% خلال يونيو الماضي
وارتفعت تكلفة خدمات مرضى العيادات الخارجية بنسبة 1,8%، منتجات العناية الشخصية بنسبة 2,3%، والسلع والخدمات المستخدمة في صيانه المنزل بنسبة 2,3%
وكان معدل التضخم الشهري في مصر قد ارتفع في مايو بنسبة 0,9%، مقارنة بشهر إبريل الذي كان مرتفعًا بنسبة 3,7% مقارنة بشهر مارس 2022 بنسبة ارتفاع 2,4% مقارنة بشهر فبراير 2022 الذي ارتفع بنسبة 2% مقارنة بشهر يناير الذي كان مرتفعا بنسبة 1% مقارنة بشهر ديسمبر 2021 والذي كان منخفضا بنسبة 0,2%، بعدما كان مستقر في نوفمبر.
ارتفاع جنوني لأسعار الأضاحي
وفي ظل أرتفاع معدلات التضخم بمصر، ووسط شكاوى المصريين من ارتفاع أسعار الأضاحي بشكل كبير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، تقدم عدد من أعضاء برلمان العسكر بمصر ، بطلبات إحاطة للحكومة في محاولة لتدارك الأزمة ،قبل العيد الذي يحل في 9 تموز/ يوليو .
ومع اقتراب عيد الأضحى شهدت أسعار اللحوم، ارتفاعا جديدا وكبيرا في الأسواق الشعبية، ومحال الجزارة ، وهو ما يمس ملايين الفقراء الذين يمثل لهم العيد الموسم السنوي لشراء اللحوم أو الحصول عليها من أصحاب الأضاحي.
وأعلنت الغرفة التجارية عن ارتفاع أسعار الأضاحي الحية لتصل إلى حوالي 30 بالمئة بموسم عيد الأضحى، وذلك بفعل تأثير الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 شباط/ فبراير الماضي، وتسببت في ارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف، وتفاقم أسعار الدولار ليبلغ رسميا 18.74 جنيه.
ارتفاع أسعار الأضاحي يمس فئة من المصريين هي القادرة على شراء الأضاحي وتنفيذ الشعيرة الإسلامية التي تمثل لكثير من المصريين أمرا وجوبيا؛ ويؤثر بالتالي وبشكل مباشر على قدرتهم الشرائية، وعلى دورهم في خدمة مجتمع تبلغ فيه نسب الفقر 60 بالمئة، وفقا لتقرير البنك الدولي أيار/ مايو 2019.
وهنا يقول تاجر المواشي والجزار مصطفى عبدالسلام، إن "ذلك الارتفاع في الأسعار يدفع الراغبين في ذبح الأضاحي إلى تقليل نصيبهم من الأضحية التي يتشاركون فيها، فبدلا من أن يتشارك 4 في جمل أو عجل، يتشارك 5 و6 أفراد، لتقليل التكلفة التي تصل إلى ما بين 7 إلى 9 آلاف جنيه للمضحي".
ويضيف لـ"عربي21"، إن "ذلك يؤثر بلاشك على نسبة اللحوم التي يوزعها المضحون على الفقراء والمحتاجين يوم العيد، حيث تقل الكمية المخصصة للتوزيع، وهو ما يتزامن مع ارتفاع سعر اللحوم المشفاة لنسبة لا تقل عن 30 بالمئة بالأشهر الثلاثة الأخيرة".
والأزمة هنا تفوق رغبة من يرغبون في ذبح الأضاحي لتتعداها إلى ملايين المصريين الذين يمثل لهم عيد الأضحى الفرصة الأكبر للحصول على اللحوم سواء بالشراء أو عن طريق المضحين أو الجمعيات الخيرية والأحزاب التي في الغالب تستغل هذا التوزيع سياسيا
وفي جولة لمراسل "عربي21"، الأحد، في سوق شعبي بمنطقة مسطرد بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، وجد أن "سعر الكيلو من اللحم الجملي بين 120 و140 جنيها للكيلو، ولحم الكندوز بين 150 و170 جنيها، وهو ما يزيد في مناطق القاهرة الراقية"، بحسب جزارين.
وفي رصد لأسعار الأضاحي، تبين من مراجعة بعض التجار والجزارين، أن "سعر كيلو اللحم القائم من الجملي ما بين 71 و73 جنيها بنحو 30 ألف جنيه للجمل، والبقري ما بين 73 و75 جنيها بحوالي 20 إلى 35 ألف جنيه للعجل، والماعز ما بين 83 و85 جنيها، بسعر الخروف أو الماعز ما بين 3 و5 آلاف جنيه".
وفي هذا الإطار، أكد رئيس شعبة القصابين في اتحاد الغرف التجارية محمد وهبه، بحسب إعلام محلي ، أن "سعر لحم الكندوز ارتفع في الأسواق بحوالي 10 بالمئة"، مشيرا إلى أن "هناك معاناة كبيرة بين المواطنين"، متوقعا حدوث "ارتفاع جديد بالأسعار الأسبوع المقبل، مع الإقبال على الشراء".
ولفت إلى أن "سعر لحم الكندوز تراوح ما بين 180 إلى 200 جنيه للكيلو، والضأن ما بين 180 إلى 195 جنيها، والجملي بين 100 و130 جنيها للكيلو"، موضحا أن "أسعار العجول البقري قائم ما بين 70 إلى 75 جنيها للكيلو، والجاموسي ما بين 60 إلى 67 جنيها، وكيلو الضان القائم ما بين 80 إلى 85 جنيها، بزيادة 20 جنيها عن العام الماضي".
ارتفاع أسعار اللحوم والركود يضرب الأسواق
وقدأعترف تقريرللأهرام ان أسعار اللحوم قفزت 30 في المئة فتراجعت القوة الشرائية وتكلفة الأعلاف والاستيراد ، وأكد التقرير ان أسعار اللحوم الكندوز في السوق 180-190 جنيها ، بينما سجل سعر كيلو الضأن بين 180 و 200 جنيه، فيما سجل اللحم الجملي 120 - 150 جنيها للكيلو ، كما سجل سعر اللحم المفروم العادى 160-200 جنيه للكيلو ، بينما سجل البيتلو سعر بين 170-190 جنيهًا فى الكيلو ، وبلغ سعر كيلو الكبدة بين 180-200 جنيه للكيلو.
وأكد التقرير أنه خيّمت الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها القاهرة متأثرةً بالأزمة العالمية منذ اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية في نهاية فبراير (شباط) الماضي على أسواق اللحوم والأضاحي قبل أيام من عيد الأضحى، بعد أن تفشى الركود في الأسواق المحلية إثر ارتفاع الأسعار بما لا يقل عن الـ30 في المئة مقارنة بمستوى الأسعار في العام الماضي.
ويستهلك المصريون ما يزيد على الـ1.2 مليون طن لحوم حمراء سنوياً تتنج منها نحو 40 في المئة، وتسد الفجوة الاستهلاكية باستيراد باقي الكمية من خارج البلاد.
من جانبه، قال عضو شعبة المستوردين، أحمد شيحة، إن المستوردين انتهوا من صفقات استيراد اللحوم قبل حلول الشهر الحالي، مضيفاً لـ"اندبندنت عربية" أن السوق المحلية "لن تعاني نقص المعروض"، ومستدركاً "الأزمة في التسعير، إذ إن تكلفة الاستيراد مرتفعة هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، مما يدفع السوق إلى الركود في الوقت الذي يعول فيه الجزارون والمربون والتجار على موسم عيد الأضحى في زيادة المبيعات".
وحول اللحوم الحية قال رئيس شعبة الجزارين بمحافظة الجيزة، سعيد زغلول، "موسم الأضاحي هذا العام يشهد ركوداً لم نره من قبل"، مضيفاً أن الإقبال على شراء الأضاحي، سواء لحوم حية أو لحوم مذبوحة "تراجع بنحو 70 في المئة مقارنة بموسم العام الماضي"، ومرجعاً ذلك إلى "الحالة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المصريون بسبب ارتفاع الأسعار"، ومؤكداً أن سعر العجل وزن 500 كيلوغرام ارتفع بنحو 13 ألف جنيه (692 دولاراً) مقارنة بالعام الماضي، وسعر الكيلو القائم (وزن قبل الذبح) ارتفع من 55 جنيهاً (2.90 دولار) إلى 80 جنيهاً (4.25 دولار) خلال العام الحالي بنسبة تزيد على الـ35 في المئة، وقفز سعر كيلو لحم الخروف الحي (القائم) إلى 90 جنيهاً (4.80 دولار) من 60 جنيهاً (3.19 دولار) العام الماضي".
وقدر رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة حجم الثروة الحيوانية بـ8 ملايين رأس ماشية تتوزع بين العجول 1.350 مليون رأس، إضافة إلى الإناث 2.80 مليون رأس، والغنم نحو 1.9 مليون رأس، والماعز 1.9 مليون رأس، إلى جانب 239 ألف رأس جمل، علاوة على 1.7 رأس من الدواب المتنوعة.
وحول خروج نسبة كبيرة من المربين والتجار من السوق، قال رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، "خرجوا من السوق لعدم قدرتهم على تحمل التكاليف والأعباء بعد ارتفاع أسعار الأعلاف عالمياً، وهم يمثلون نحو 70 في المئة من إجمالي الثروة الحيوانية في مصر، إذ يمتلكون مليوني رأس ماشية"، مضيفاً أن الدولة "دشنت مركز تجميع الألبان في مدينة السادات بمحافظة المنوفية لحماية صغار المربين"
ووفقاً لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة الإحصاء تراجع نصيب المواطن المصري من اللحوم الحمراء من 10.7 كيلوغرام في عام 2017 إلى 7.8 كيلوغرام في عام 2020، بينما ارتفع نصيب الفرد من اللحوم البيضاء والدواجن من 10 كيلوغرامات في عام 2017 إلى نحو 15.2 كيلوغرام في عام 2020
كما تراجعت نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء من 64 في المئة عام 2016 إلى نحو 46.5 في المئة في عام 2020، بينما ارتفعت نسبة الاكتفاء الذاتي من الدواجن والطيور من 93 في المئة في عام 2016 إلى نحو 98.8 في المئة في عام 2020
وأرتفاع هستيري في سعر الدواجن
وفي سياق متصل ، أكدت صحيفة الدستور المحسوبة على الجهات الامنية ويترأسها الغعلامي الامني محمد الباز أن أسعار الدواجن شهدت خلال الفترة الجارية ارتفاع كبير في الأسعار ، وذلك قبل أيام قليلة من قدوم عيد الأضحى المبارك ، ورصدت “الدستور” أسعار الدواجن داخل الأسواق وحجم الإقبال عليها خلال الفترة الجارية والتي جاءت النحو التالي ، حيث ارتفع سعر الدواجن البيضاء المجمدة لـ48 جنيها للكيلو الواحد بعد أن كان سعر الكيلو 45 جنيها، وارتفع سعر الدواجن البيضاء لـ 39 و 40 جنيها بعد أن كانت بـ38 و37 جنيها للكيلو الواحد، والدواجن البلدي ارتفعت لـ 54 و55 جنيها للكيلو الواحد.