في وجه العاصفة.. معركة الصحفيات العربيات ضد القمع والحروب

الأحد - 14 سبتمبر 2025

المتحدثات في ندوة ""صوت لا يُسكته إلا الرصاص" بمركز "إنسان للإعلام":

  • حملة عالمية للتدوين حول قصص الصحفيات العربيات عبر هاشتاج "#قلمها_جبهة_لاينكسر"
  • النظام المصري زجّ بأكثر من 30 صحفية في السجون بتهم ملفقة.. و 14% من الصحفيات يفكرن في ترك المهنة
  • الصحفيات السودانيات وجدن أنفسهن في مواجهة تحديات قاسية جعلت ممارسة المهنة ضربًا من المغامرة
  • لأول مرة في التاريخ الحديث.. المرأة اليمنية تتعرض للاختطاف المباشر والإخفاء القسري والتعذيب
  •  معاناة مضاعفة لصحفيات غزة بين استشهاد أزواجهن ومسئوليتهن تجاة أطفالهن مع معاناة النزوح
  • الصحفية العربية تواجه تحديين مضاعفين.. مخاطر المهنة ومجابهة الصور النمطية والتمييز
  • صوت المرأة في الصحافة العربية يمثل إضافة نوعية للخطاب الإعلامي من زوايا مختلفة ذات طابع إنساني

 

"إنسان للإعلام"- تغطية خاصة:

أكدت الإعلاميات المشاركات في ندوة "صوت لا يُسكته إلا الرصاص.. صحفيات في وجه العاصفة"، التي نظمها مركز "إنسان للدراسات الإعلامية" في اسطنبول، السبت 13 سبتمبر 2025، بالتعاون مع منصة "أثير" الحقوقية اليمنية، أن الصحفيات العربيات يواجهن مزيجًا من التحديات والانتهاكات، بدءًا من الاعتقال والملاحقة الأمنية إلى الاغتيال المباشر والاستهداف بالرصاص، فضلًا عن التضييق السياسي والتشويه الإعلامي ومعاناة النزوح والمنفى، ورغم ذلك يواصلن حمل القلم والكاميرا ليكتبن الحقيقة ويصنعن الوعي، لإيمانهن بأن الكلمة والصورة تمثلان سلاحا في مواجهة القمع والحروب.

وأوضحن أن المرأة الصحفية تواجه تحديين متوازيين: مخاطر المهنة ذاتها، وصور التهميش والوصم والتمييز على أساس النوع الاجتماعي، لكنها رغم ذلك ما تزال قادرة على اقتحام الحواجز وحمل رسالتها في توثيق الحقيقة.

وأبرزت الندوة- التي شاركت فيها إعلاميات من مصر وفلسطين واليمن وتونس والسودان والجزائر- حجم المخاطر التي تتعرض لها الصحفيات العربيات في مختلف الساحات، حيث تتنوع الانتهاكات بين القتل المباشر والقصف والاستهداف المتعمد، والاعتقال والإخفاء القسري، والاغتصاب والتعذيب، وصولًا إلى التمييز الممنهج داخل المؤسسات الإعلامية والمضايقات الاجتماعية.

كما سلطت الندوة الضوء على معاناة الصحفيات في المنافي ومخاطر التشويه الإعلامي وفقدان الحق في العودة إلى الأوطان، إلى جانب صعوبة العيش وغياب الدعم المالي والمؤسسي، وطالبت المشاركات بضرورة توفير آليات حماية وضمانات قانونية وأخلاقية تتيح ممارسة المهنة بحرية وأمان، مع إطلاق حملات للتدوين والتوثيق تكشف قصص الصحفيات وما يتعرضن له من انتهاكات، باعتبار أن حماية الصحفيات هي في جوهرها حماية للحقيقة وصون لحق الشعوب في العدالة والكرامة.

ملاحقات وتمييز ممنهج

قدّمت للندوة مي الورداني، مديرة مركز "إنسان للدراسات الإعلامية"، موضحة أن الندوة تُعد واحدة من فعاليات الصالون الثقافي للمركز، التي تركز على مناقشة القضايا الإعلامية. وأكدت أنه من المهم تسليط الضوء على التحديات والمخاطر التي تواجه الصحفيات في العالم العربي، وإتاحة مساحة آمنة للحديث حول قصص الصمود والتهديدات التي لا تزال تُلاحق الصحفيات في مختلف مراحل مسيرتهن المهنية، بدءًا من خطوط المواجهة الأمامية وصولًا إلى حياة المنفى والمهجر، وكذلك نضالهن المستمر من أجل الحقيقة.

وتطرقت الورداني في حديثها إلى حال الصحفيات في مصر وتحديات المهنة، موضحة أن النظام الانقلابي زجّ بأكثر من 30 صحفية في السجون بتهم ملفقة، وأن 35% من الصحفيات يتعرضن للتحرش، و14% منهن يفكرن في ترك المهنة، فضلًا عن مواجهتهن تمييزًا ممنهجًا داخل المؤسسات الصحفية.

كما أشارت إلى معاناة الصحفيين المصريين في المهجر، إذ يتعرضون لاضطهاد وملاحقات أمنية وتلفيق التهم لهم ولأسرهم، ويُحرمون من استخراج أوراقهم الثبوتية.

وأوضحت أن مصر تحتل المرتبة السادسة عالميًا من حيث عدد الصحفيين المعتقلين، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن لجنة حماية الصحفيين (CPJ)، حيث يقبع أكثر من 44 صحفيًا وصحفية خلف القضبان حتى يناير 2025.

مي الورداني أثناء تقديمها للندوة

أبشع أشكال العنف

بعد ذلك، وقف الحضور دقيقة حداد على روح شهيدات الواجب في غزة، وعلى روح الفتاة السودانية قسمت علي عمر، التي استشهدت في جريمة قتل وتعذيب بشعة على يد قوات الدعم السريع في السودان.

وألقت الدكتورة زينب حسون، مسؤولة الملف السوداني في منظمة "حواء"، بيانا يحمل إدانة لهذه الجريمة، موضحا أن الفتاة تعرضت للضرب والتعذيب حتى الموت.

وأكد البيان أن مأساة قسمت علي عمر ليست حادثًا فرديًا، بل تمثل حلقة جديدة في سلسلة الجرائم والانتهاكات الممنهجة التي تتعرض لها النساء والفتيات في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.

وقال البيان: إن النساء في السودان يُمارَس ضدهن أبشع أشكال العنف، من اغتصاب واستعباد واتجار بالبشر، مؤكدا أن هذه القضية تشكّل شاهدًا صارخًا على حجم المأساة التي تعيشها المرأة السودانية.

وحمّل البيان قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن جريمة قتل وتعذيب الفتاة، داعيًا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك العاجل لوقف مثل هذه الجرائم، ومحاسبة الجناة.

وفي الختام أكد البيان على ضرورة التضامن مع أسر الضحايا، وعلى مواصلة فضح وتوثيق هذه الانتهاكات، والعمل من أجل تحقيق العدالة والإنصاف.

اليمن.. مأساة مستمرة

بدورها، قالت الإعلامية اليمنية  الدكتورة نبيلة سعيد إن الحرب في اليمن لم تهدأ منذ الانقلاب في 2014 وحتى اليوم، مشيرة إلى أن الضحايا ينتمون إلى مختلف الفئات.

 وأوضحت في وصفها للوضع أن ما يطغى على المشهد هو شتات واسع في الداخل والخارج، وبنى تحتية مهترئة، ومستقبل مجهول الهوية، وهي الملامح البارزة لليمن.

وأضافت أن الخطر المباشر منذ اللحظة الأولى قبل 11 عامًا كان استهداف الحياة البشرية وآدمية الإنسان، مع نزع الاستقرار وتراكم الأوجاع والانهيار الإنساني المريع، مؤكدة أن ذلك كان حاضرًا وظاهرًا ولم يكد يختلف عليه اثنان، ثم تساءلت: لماذا استمر حتى الآن برغم وجود فاعلين دوليين؟

وبيّنت سعيد أن هذا الملف على وجه الخصوص يكتنفه الكثير من الأحداث الدامية التي دفعت باليمن إلى واجهة أكبر كارثة إنسانية خلال السنوات الخمس الأخيرة منذ الحرب الدولية عليه عام 2015، وما خلّفته من آثار عميقة، فقد تعرضت المرأة اليمنية للاختفاء القسري، وسُجّلت لأول مرة في تاريخ البلد المحافظ حالات تعذيب طالت النساء.

كما شملت الانتهاكات الملاحقة والضرب والاختطاف المباشر والإخفاء القسري، وصولًا إلى الاغتصاب المخفي تحت القضبان، حيث يتجاوز عدد السجينات أكثر من ألفي امرأة من مختلف الفئات العمرية. وأشارت إلى أن مؤسسة "أثير" تحاول جاهدًة وما زالت تعمل على توثيق الكثير من هذه الانتهاكات.

وأكدت أن صوت الحقيقة لا يمكن أن يُسكَت، وأن الدفاع عن حق الحياة في اليمن ينبع من كل من يملك صوتًا أو منبرًا أو قلمًا، ويواصل القتال بكل ما أوتي من قوة، رافعًا سلاح المقاومة كحق طبيعي في مواجهة أدوات الحرب. كما أوضحت أن "أثير" انطلقت ضمن هذا الإطار وما زالت تصمد رغم شح الإمكانات.

غزة.. معادلة مؤلمة

وتحدثت الصحفية الفلسطينية المتخصصة في الإعلام الجديد، هدى نعيم، عن معاناة النساء في السودان واليمن، مؤكدة أنه وعلى اختلاف القصص، وتنوع الاعتداءات والجرائم المرعبة والانتهاكات الجسيمة، إلا أن النساء في غزة ربما لا يتعرضن لمثل هذه الأنماط من الجرائم.

ومع ذلك شددت على أنه لا يمكن القول إن هناك محتلًا أفضل من محتل، أو مجرمًا أفضل من مجرم، فالجميع مجرمون، وكل ما تتعرض له النساء في العالم العربي من اعتداءات وإجرام، سواء كانت المرأة صحفية أو أمًا، هو انتهاك لإنسان مقدس في الأعراف والدين، أوصى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكد مكانتها، فلا تستحق أي أذى.

وأوضحت "نعيم" أن الحرب والإبادة في غزة مستمرة، ولم تترك أحدًا سالمًا؛ لا الطفل ولا الشاب ولا الطبيب، ولا أي إنسان خارج دائرة الاستهداف، مؤكدة أن هناك أكثر من 50 ألف مفقود، بينهم 20 ألف طفل، فضلًا عن 100 ألف شهيد، واصفة هذه الأرقام بالمرعبة.

وأضافت أن ما رُصد بالأرقام يشير إلى وجود أكثر من 30 صحفية يعملن في المجال الصحفي، وفي قطاع غزة يُعد العمل الصحفي من أخطر المهن؛ سواء كان صاحبه خريج إعلام أو شخصًا رأى أن من واجبه نشر الحقيقة، فكل شخص في غزة أصبح بمثابة وكالة أنباء خاصة يخاطب العالم، وكثيرون أصحاب رسالة راحوا ضحية نقل الكلمة.

وقالت: إن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يعد يفرق بين المستشفيات، ولا يعترف بأي خطوط حمراء، إذ جرى اغتيال الصحفيين بشكل مباشر وموثق بالصوت والصورة، حتى بات من المؤكد أنه لا يوجد أي مكان آمن في غزة.

وبيّنت "نعيم" أن النزوح من الشمال إلى الجنوب يكلف الفرد نحو 2000 دولار، في حين أن كثيرين لا يجدون قوت يومهم، بينما يصل سعر الخيمة – في أحسن حالاتها والمقدمة عبر جهات مدعومة – إلى 1000 دولار، وهذه الأرقام كبيرة مقارنة بالواقع المعيشي في غزة، كما تطرقت إلى صعوبات الدعم وتكاليف تحويل الأموال، موضحة أنه إذا أراد شخص إرسال 1000 دولار لمساعدة أهله، فإن المبلغ يصل إليهم في النهاية 400 دولار فقط.

وقالت: إن ممارسة العمل الصحفي في غزة أصبحت بمثابة تهمة؛ فمجرد أن تكون صحفيًا يعني أنك معرض للاغتيال أنت وعائلتك، وحتى إن لم تكن صحفيًا وكتبت كلمة مؤثرة، فإنك مستهدف أنت وعائلتك.

وتحدثت عن الصعوبات التي تواجه الصحفيات في غزة، موضحة أن هناك نحو 20 صحفية يمارسن العمل الصحفي حاليا، وجميعهن أرامل استشهد أزواجهن، ما يعني معادلة مؤلمة أخرى: خوف ومسؤولية مضاعفة تجاه الأطفال والنزوح، إلى جانب أعباء نقل الحقيقة.

وأشارت "نعيم" في ختام حديثها إلى أن جيش الاحتلال لم يحقق أي نجاح يُذكر؛ إذ كان يهدف إلى تحرير الأسرى وشل حركة المقاومة، لكنه فشل في ذلك، وما يقوم به حاليًا لا يتجاوز إبادة المدنيين واعتقال النساء وتعذيبهن.

توفير آليات حماية

استهلت الصحفية الجزائرية منار منصري حديثها بالتأكيد على أن معاناتها مع التشويه الإعلامي والملاحقات القضائية وفقدان حق العودة إلى وطنها تتضاءل أمام ما يعيشه الصحفيون في غزة، حيث تبدو كل التجارب ضئيلة في حضرة الجرح الفلسطيني النازف.

وناشدت زميلاتها في المهنة دعم الأصوات النسائية التي اختارت القلم والكاميرا سلاحًا للحقيقة رغم الأثمان الباهظة، مؤكدة أن الصحفية العربية تواجه تحديين مضاعفين: مخاطر المهنة من جهة، ومجابهة الصور النمطية والتمييز من جهة أخرى.

وأضافت أن غزة تقدم أوضح صورة عن تضحيات الصحفيات اللواتي يخضن مواجهة مباشرة مع الموت، لتثبت المرأة العربية يومًا بعد يوم أنها ليست مجرد شاهدة على الأحداث، بل صانعة للتاريخ بروايتها.

وشددت "منصري" على أن الحديث عن الصحفيات العربيات يتجاوز سرد الانتهاكات ليصبح دعوة ملحة إلى توفير آليات حماية وضمانات قانونية وأخلاقية تكفل لهن ممارسة المهنة بحرية وأمان.

واختتمت قائلة: إن الكلمة أقوى من الرصاصة، والصورة أبقى من القصف، داعية إلى بناء مساحات حقيقية من الحرية، لأن حماية الصحفيات هي في جوهرها حماية للحقيقة وضمانة لمستقبل أكثر عدلًا وكرامة للشعوب.

صمود الصحفيات العربيات

من جانبها، وصفت الصحفية التونسية، سارة المهداوي، الصحافة العربية بأنها "ميدان لا يعرف الهدوء ولا يتسامح مع الضعف، مليء بالتحديات والمخاطر، وفيه برزت أصوات الصحفيات العربيات اللواتي حملن القلم والميكروفون والكاميرا، وصعدن بها فوق صوت الرصاص والقصف ليكتبن الحقيقة."

وأكدت أن المرأة، خاصة في وقت الحرب، ليست فقط صحفية تنقل الخبر، بل هي أيضًا أم تحتضن أبناءها، وزوجة تتحمل مسؤوليات بيتها، وناجية من القصف والاستهداف المباشر للصحفيين، ومع ذلك، تخرج إلى الميدان لتوثّق الجرائم وتنقل للعالم أنات المكلومات وصرخات الأطفال، واعتبرت أن صمودهن رسالة للعالم بأن الحقيقة لا تموت.

وأوضحت "المهداوي" أن غزة ليست المثال الوحيد، فالصحفيات العربيات في مختلف الدول يواجهن تحديات متشابهة، من قيود اجتماعية ومضايقات مهنية، وأحيانًا تهميش داخل مؤسسات الإعلام ذاتها، ومع ذلك يثبتن كل يوم أنهن قادرات على اقتحام الجدران التي وُضعت أمامهن، ليحملن رسالة لا تقل شرفًا عن رسالة أي صحفي آخر، وهي أن تكون الصحفية شاهدة على الحقيقة، وناطقة بلسان الناس، وخاصة النساء اللواتي قد لا يجدن من يوصل أصواتهن.

وأضافت أن أهمية صوت المرأة في الصحافة العربية اليوم تمثل إضافة نوعية للخطاب الإعلامي، فالصحفيات يقدمن زوايا مختلفة، ويلمسن تفاصيل إنسانية قد تغيب عن غيرهن.

وأشارت إلى أن حضور المرأة في الإعلام يعني أن نصف المجتمع لم يعد صامتًا، بل أصبح شريكًا فاعلًا في صناعة الوعي وتشكيل الرأي العام

السودان.. مهنة مستحيلة

وأوضحت الحقوقية السودانية الدولية، إيمان فتح الرحمن، أنه منذ اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، وجدت الصحفيات أنفسهن في مواجهة غير مسبوقة مع تحديات قاسية جعلت ممارسة المهنة ضربًا من المغامرة، فإلى جانب العنف الجندري والانتهاكات الواسعة ضد النساء – من قتل واغتصاب واختطاف – وثقت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل 31 صحفيا وصحفية خلال العامين الماضيين، معظمهم في قصف مباشر أو استهداف متعمد.

وأضافت أن غالبية المؤسسات الصحفية أغلقت أبوابها مع نزوح السكان، ما أفقد المئات وظائفهم، وأجبر كثيرًا من الصحفيات على الاعتماد على الإعانات، كما فرض النزاع قيودًا مشددة على التنقل والوصول إلى المعلومات، فيما تعمل بعض الصحفيات تحت تهديد القوى المسلحة، وهو ما يضاعف المخاطر المهنية والشخصية.

وبيّنت أن الاستقطاب السياسي زاد الوضع تعقيدًا، إذ تتعرض الصحفيات لحملات تحريض تشكك في ولائهن وتستهدفهن على أساس النوع الاجتماعي، أما في المنفى، فيواجه أكثر من 500 صحفي وصحفية تحديات قانونية ومعيشية، وفقدت بعضهن حياتهن بسبب انعدام الرعاية الصحية. ووفق إحصاءات نقابة الصحفيين (مايو 2025)، سُجّلت 556 انتهاكًا ضد الصحفيين، بينها 239 حالة اعتقال.

"لابد أن نكون أقوياء"

في ختام الندوة، قدّمت الدكتورة نبيلة سعيد عددًا من التوصيات، مؤكدة ضرورة الاجتماع لمناقشة الهم المشترك، ومشددة على "أننا بحاجة إلى أن نقف معًا"، مضيفة: "لا نريد أن نكون ضحية لنظرية المؤامرة، ولابد أن نعرف ما هي أدوارنا الشخصية".

وأشارت إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب التمويل، موضحة أن العالم العربي يضم رجال أعمال وسفراء ووزراء ومؤسسات، لكن ليس لدى أي منهم استعداد لتمويل صحفي واحد، وهو ما يعكس خللًا واضحًا في ترتيب الأولويات.

وأضافت أن الصحفي حتى يتمكن من إنتاج مادة متينة ومتراصة يحتاج إلى أن يقسم جهده نصفين؛ جزءًا لتأمين لقمة عيشه، والآخر لكشف الحقيقة، الأمر الذي يجعل المادة في النهاية مهترئة.

وشددت "سعيد" على ضرورة أن نكون أقوياء، محذرة من أنه "إذا لم نمتلك زمام القوة المالية والعقلية والذهنية فسنواجه إشكالية كبيرة في الطرح". وأضافت: "إذا لم تحفظ الذاكرة الجمعية للغزاويين والفلسطينيين التاريخ والزمان والمكان والحادثة والحديث للأجيال القادمة، فإن ذاكرة الأجيال ستفرغ، لابد أن ندون، فإذا لم ندون فماذا ستقرأ الأجيال القادمة؟".

وأشادت بمشاركة الحقوقيين في الندوة، مؤكدة ضرورة التعاون بين الحقوقيين والإعلاميين، ودعت إلى تنظيم فعاليات أكثر، وانضمام دول عربية أخرى لتتسع الدائرة وتزداد اللقاءات فائدة.

وفي ختام الندوة، أعلنت المشاركات عن إطلاق حملة عالمية للتدوين حول قصص الصحفيات العربيات في مختلف الدول وما يواجهن من انتهاكات، إلى جانب التعريف بالشهيدات منهن اللواتي لا يُعرف عنهن شيء، وذلك عبر وسم #قلمها_جبهة_لا_ينكسر.