معاناتهم تفوق الاحتمال..لماذا يقدم بعض المعتقلين في مصر على الانتحار؟
الأربعاء - 22 سبتمبر 2021
أنا هنتحر، وبلغوا ليلى سويف تاخذ عزايا".. كلمات قاسية قالها الناشط السياسي المحبوس، علاء عبد الفتاح، لمحاميه، قبل أيام، لإبلاغها لوالدته الأكاديمية الدكتورة ليلى سويف؛ تكشف واقعا أكثر قسوة داخل السجون ومراكز الاحتجاز في مصر.
سلطت كلمات عبد الفتاح اليائسة، الذي قضى أغلب سنواته الأخيرة منذ انقلاب تموز/ يوليو 2013 داخل السجون ومراكز الاحتجاز وأقفاص المحاكم، الضوء على الأثر النفسي الخطير للمعاملة السيئة داخل السجون المصرية على حياة آلاف المعتقلين.
ويعيش جميع المعتقلين، أكثر من 60 ألف معتقل بحسب تقديرات حقوقية، في أوضاع معيشية مزرية وغير آدمية، وهو ما أكدته رسائلهم المسربة وشهادات ذويهم الذين يزورونهم، تفوق الاحتمال وتجعلهم يمرون بأوقات عصيبة جسديا ونفسيا.
وتشير كل الشواهد والأدلة إلى أن لدى الأجهزة الأمنية تعليمات بممارسة أقصى أنواع التعذيب النفسي وأحيانا البدني في بعض الحالات، بشكل ممنهج من أجل زيادة الضغوط النفسية والعقلية على المعتقلين وحتى ذويهم.
من أبرز تداعيات المعاملة السيئة داخل السجون، إلى جانب الكثير من الأمراض النفسية، الإقدام على الانتحار، أو التفكير في الانتحار، وعادة ما يلجأ بعضهم للإضراب عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة، والذي يستمر لفترة طويلة ويهدد حياتهم.