مصر و المد الشيعي..خطى متسارعة بمباركة "السيسي"

السبت - 19 آغسطس 2023

إنسان للدراسات الإعلامية –  جهاد يونس:

تشير الأخبار والتقارير إلى أن فتح أبواب مصر للمد الشيعي بات أمرا مؤكدا، بمباركة وتشجيع من قائد الانقلاب السيسي، بعد أن كان فتح علاقات دبلوماسية طبيعية مع إيران في سنة حكم الرئيس محمد مرسي من المحظورات وتم اتخاذه ذريعة لاتهامه -رحمه الله- بفتح أبواب مصر أمام الشيعة، وتثوير الرأي العام ضده من قبل حزب النور، والمشايخ التابعين للأمن الوطني،  بإيعاز من السيسي نفسه.

التقارب مع الشيعة وطوائفهم يسير في خطى متسارعة، حيث فتحت مصر أبوابها منذ الانقلاب لسلطان طائفة البهرة الشيعية، التي يعتبرها كثير من العلماء طائفة منحرفة، وأصدرت دار الإفتاء المصرية عام ٢٠١٤ فتوى تصفهم بأنهم "طائفة خارجة عن الإسلام ومنحرفة، لا يحل للمسلم أن يأكل طعامهم، ولا أن يتزوج منهم"، لكن السيسي يتقرب إليها بكل قوة لضمان تقديمها مساعدات مالية سنوية لمصر.

في الوقت ذاته تتسارع خطى التقارب المصري الإيراني، لأسباب سياسية واقتصادية، منها تشجيع السياحة الإيرانية لمصر، والتي كانت "منطقة حرام" في عهد مرسي واستخدمت أيضا لشحن جمهور 30 يونيو ضده.

من خلال رصدنا، لاحظنا قيام السلطات المصرية بإدانة حادث مرقد "شاه جراغ" الإرهابي في إيران، الذي وقع قبل نحو أسبوع،  كما شهدت الفترة الماضية تصريحات من البلدين عن أهمية التقارب، ومد جذور التعاون، حيث وصف وزير الخارجية الإيراني، أمير حسين عبدالله يان مصر، بـ«الشقيقة والصديقة»، 17 يوليو 2023، وأعرب عن أمله حينها في أن تشهد العلاقات مع مصر «تطوراً وانفتاحاً متبادلاً».

كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، خلال حوار مع برنامج "من مصر"، على قناة "سي بي سي"،  18 يوليو 2023، إن "التفاعل والتواصل مع إيران موجود ولم ينقطع في أي مرحلة من المراحل.

كما وجهت السلطات الإيرانية هذا الأسبوع، رسالة تقدير وشكر إلى، عبد الفتاح السيسي، لتطوير أربعة مساجد في مصر، وذلك ارتباطا بافتتاح سلطان طائفة البهرة لتك المساجد برفقة السيسي، بعد أن طورتها بتمويل خاص، فتح لتلك الطائفة آمال العودة والاستقرار بعد الانقلاب العسكري بمصر، فضلا عن رشوة السيسي بدفع 10 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر"، وقد كانوا في سنة حكم الرئيس محمد مرسي مقيدي الحركة يسيطر عليهم الخوف واعتقدوا خلالها أن أيامهم في مصر صارت معدودة، فلن يستمروا فيها ليشهدوا عودة إمامهم الغائب، وعودة الدولة الفاطمية لتحكم مصر، وهذا جزء من عقيدتهم الدينية!

وكانت بداية تبرعات طائفة البهرة لمصر في عهد  السادات، واستمر الحال على ما هو عليه في عهد مبارك، حيث يتم التقاط صورة سنوية مع سلطان البهرة، وإعلانه عن تبرعه بمبلغ عشرة ملايين جنيه، وهو المبلغ الذي لم يزد في عهد السيسي إلا في 2018 حيث بلغ ثلاثين مليون جنيه، ويتم الإعلان في كل عام حاليا على أنه "تبرع لصالح صندوق تحيا مصر".

ثم  بدأت القفزة الكبرى بمشروع تطوير مساجد آل البيت جميعها، بعد أن كانت السلطة في عهدي مبارك والسادات تمكنهم من تعمير مسجد واحد، بيد أن العلاقة ازدادت عمقاً في عهد السيسي؛ فهو يريد ملء الصندوق، وهم يريدون الحضور والتمكين وغيره.

زاد السيسي من عمق العلاقة مع سلطان البهرة الحالي، مفضل سيف الدين، بأن منحه وشاح النيل، "تقديراً لجهوده في مصر على المستويات الثقافية والخيرية والمجتمعية"، ليعرب الأخير في كلمته التي ألقاها أثناء افتتاح مسجد السيدة نفسية عن سعادته "بما تمثله هذه المبادرة الكريمة من تعزيز الروابط"!!.

ويذكر أن "وشاح النيل"، يُمنح بنص المادة (6) من القانون 12 لسنة 1972 بشأن الأوسمة والأنواط المدنية، لأولياء العهود ولرؤساء الوزارات من المواطنين وغيرهم ولنواب رؤساء الوزارات، ومن يُرى منحهم من رؤساء المجالس التشريعية أو حكام الأقاليم، وهو يعد الوسام الثالث في ترتيب الأوسمة والأنواط؛ بعد قلادة النيل، وقلادة الجمهورية!

ومن العناوين التي رصدناها في هذا الإطار، مما يؤكد تنامي المد الشيعي في مصر: