مصر قريبة من المجاعة.. نذر الحرب الروسية الأوكرانية تهدد واردات القمح
الثلاثاء - 1 فبراير 2022
بينما تتصاعد حدة التوترات بين روسيا من جهة، وأوكرانيا وخلفها بلدان في الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة من جهة، تعيش كثير من الدول المستهلكة للحبوب، مخاوف من بوادر أزمة شح قمح على وجه الخصوص.
تعد روسيا وأوكرانيا من أكبر مصدري الحبوب في العالم، وتمثل صادراتهما مجتمعة قرابة 56 مليون طن سنويا من القمح فقط، ما عدا الشعير والذرة وباقي أنواع الحبوب.
وتعتبر مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، بمتوسط سنوي 13.8 مليون طن معظمها قادم من روسيا بـ 66 بالمئة من مجمل الواردات، يضاف إليها قرابة 9 ملايين طن من الإنتاج المحلي.
كما أن مصر هي أكبر مشتر للقمح الأوكراني، بعدما استوردت منه أكثر من 3 ملايين طن متري عام 2020. ما يعادل حوالي 14% من إجمالي القمح المستورد حينها. خاصة أن القمح الأوكراني يتسم برخص السعر حال مقارنته بالفرنسي.
والجزء الأكبر من إنتاج القمح في أوكرانيا يأتي من الشرق إلى جوار منطقتي دونيتسك ولوهانسك. وفيهما تتركز القوات المدعومة من روسيا. كما أنهما ضمن المناطق الأكثر عرضة لهجوم روسي محتمل. ذلك بعد حشد آلاف الجنود ومئات القطع العسكرية على الحدود. ما يعني أن التهديدات العسكرية حال تحولها لحرب، ستؤشر بشدة على الإنتاج الأوكراني.
ومعروف أن المصريين يعتمدون على رغيف الخبز كمكون أساسي في وجباتهم اليومية، بل إن بعضهم بكتفي به كغذاء أساسي، لذلك يطلق عليه محليا اسم "العيش"، ولذلك تظل مصر هي المستورد الأكبر للقمح في العالم.
وفيما يخص دولا عربية أخرى، تظهر بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، أن الجزائر وهي من كبار مستهلكي القمح عالميا، استوردت من روسيا قرابة 7 ملايين طن في 2020، بينما استورد المغرب 4.8 ملايين طن، من روسيا كذلك.
ويستورد اليمن وليبيا 22 و43 بالمئة على التوالي من إجمالي استهلاكهما للقمح من أوكرانيا، أما مصر فاستوردت أكثر من 3 ملايين طن متري في 2020، أي حوالي 14 بالمئة من إجمالي قمحها.
ودخلت قضية الأمن الغذائي لتشكل مصدر قلق إقليمي على الأقل، إذ إن 40 بالمئة من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا تذهب إلى أسواق الشرق الأوسط أو إفريقيا.
وتصنف وزارة الزراعة الأمريكية، روسيا على أنها أكبر مصدّر للقمح في العالم بأكثر من 38 مليون طن سنويا، بينما تأتي أوكرانيا خامسا بنحو 18 مليون طن.
أيضا فإن أوكرانيا والولايات المتحدة هما الموردان العالميان شبه الوحيدين للذرة في الوقت الحالي لأسواق آسيا وأوروبا، فيما يبعد محصول الأرجنتين بضعة أشهر عن السوق الآسيوية، وكذلك الحال بالنسبة للذرة القادمة من البرازيل.
هذه المخاوف من حدوث بوادر على مجاعة في حال تعطل إمدادات القمح من روسيا وأوكرانيا، يأتي بينما سجلت أسعار الغذاء العالمية زيادة 30 بالمئة في 2021، وفق بيانات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو".
وبينما لا تتوفر معلومات عن مصادر الواردات العربية من القمح في أرقامها الرسمية، فقد أوردت "فاو" أن نصف القمح المستهلك في لبنان خلال 2020 قدم من أوكرانيا.
ومن بين 14 دولة تعتمد على الواردات الأوكرانية في أكثر من 10 بالمئة من استهلاكها للقمح، يواجه عدد كبير بالفعل انعدام الأمن الغذائي بسبب عدم الاستقرار السياسي المستمر أو العنف المباشر.
وكانت روسيا أيضا مصدرا رئيسيا للقمح المستهلك في العراق بمقدار 3.3 ملايين طن في 2020، واليمن 3.3 ملايين طن، والسعودية 3.2 ملايين طن، والسودان 2.7 مليون طن، والإمارات 1.8 مليون طن، وتونس 1.6 مليون طن.
وتظهر بيانات منصة "STATISTA" للإحصاءات الاقتصادية، أن إجمالي إنتاج العالم من القمح سجل في 2021، نحو 774.8 مليون طن متري، صعودا من 762.2 مليون طن متري في 2020.
والرقم المسجل العام الماضي، يعتبر الأعلى في تاريخ إنتاج القمح عالميا، فيما تشير توقعات المنصة لصعود الإنتاج هذا العام إلى 778.6 مليون طن.
المصدر: الأناضول