أعلن وزيرالري بحكومة الانقلاب محمد عبد العاطي  استسلام مصر للملء الثاني .. مؤكدا : نتأهب منذ أكثر من 5 سنوات للتعامل مع “صدمة سد النهضة” ... والقاهرة ليست قلقة من بناء السد الإثيوبي وإنما يزعجها تعبئة السد وتشغليه من دون اتفاق..
مضيفا، خلال لقائه التلفزيوني مع فضائية " القاهرة والناس " المصرية الخاصة ، الإثنين : "  حاولنا من خلال المفاوضات التوصل لاتفاق ملزم قبل إتمام الملء الثاني للسد ولم ننجح ونأمل في ضغوط دولية لإتمام ذلك ..ولا يصح الاطمئنان ويتعين علينا القلق في كل الأحوال لاننا مقبلين على فجوة مائية في الاحتياجات " ، حيث أن إجمالي المتاح لمصر من مياه النيل والمياه الجوفية والأمطار يبلغ 60 مليار متر مكعب سنوياً..  في حين يصل الاستهلاك الفعلى إلى 80 مليار متر مكعب ..
ونصيب المواطن المصري من المياه يبلغ  نحو 600 متر مكعب سنوياً..  بينما يقف خط الفقر المائي عند 1000 متر مكعب  ما يعني وجود عجز في نصيب الفرد مقداره 400 متر مكعب سنوياً 
"عبد العاطي" : نعلم أن أثيوبيا أتمت الاستعدادات لعملية التعبئة الثانية للسد .. زاعما إقامة مشروعات مختلفة لإدراة المياه وتعظيم كفاءة استخدامها من خلال أربعة مستويات تشمل عمليات تبطين الترع والمصارف  وتبطين المساقي في الأراضي الزراعية ما يقلل فقد المياه.. علاوة على الري بالتنقيط بدلًا من الري بالغمر  ويأتي الري الذكي في المستوى الرابع .
منوها : " أثيوبيا لا تملك إرادة سياسية  لاتخاذ قرار ينصف مصر  .. وهناك صراع قوى داخلي  و مزايدات تحت مظلة مصلحة بلادهم   " .

وقال "عبد العاطي" عن علاقة الكيان الصهيوني  بالسد الإثيوبي واحتمالية بيع المياه إلى تل أبيب: لن أقفز إلى استنتاجات ..تهمني الوقائع وليس لدي من الوقائع ما يدعم هذه الفرضية...  فضلًا عن أن مبدأ بيع الماء غير مطروح على طاولة المفاوضات ولا يمكن التعويل عليه”

في حين سبق وأن أكد المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي في تصريحات سابقة لقناة (الجزيرة مباشر)، في 3 أبريل/نيسان الماضي، أحقية بلاده في بيع المياه الفائضة عن حاجتها بعد الملء الثاني لسد النهضة (في يوليو/ تموز المقبل)، قبل أن يطلب مداخلة ثانية مع القناة خلال دقائق ويتراجع عن تصريحه وينفي ما قاله..
وأضاف عبد العاطي  أن هناك مشاكل فنية في سد النهضة وأن دراسته غير مكتملة وفيها مشاكل منذ البدء .. وأمانه وكفاءته قليلة لا تزيد عن 30%  وهذا سبب تقليل عدد التوربينات من 16 توربينة إلى 13 توربينة فقط 
مشيرا  إلى أن مصر لن  تدخل دائرة حروب المياه ... وتكلفة التعاون أرخص من تكلفة الحرب”..

واستعدادا للعطش مع بدء الملء الثاني ..  السودان يخزن المياه  لتأمين الاحتياجات المخصصة للشرب والزراعة، ..  وسط أزمة عطش ارتسمت بالفعل ملامحها منذ بضعة أسابيع وأضحت تهدد توليد الكهرباء والأحياء المائية والزراعات وتربية الماشية 
 حيث أعلنت الإدارة العامة للخزانات في وزارة الري السودانية عن  بدء عملياتها للملء الجزئي لبحيرة خزان جبل أولياء  جنوب الخرطوم  بهدف تخزين 600 مليون متر مكعب  .
ومن خطوات السودان لمواجهة الملء الأحادي لسد النهضة .. تخزين كميات من المياه في خزان الروصيرص جنوب السودان  والذي يقع على بعد 100 كيلومتر من السد الإثيوبي 
وقد شهدت بالفعل مناطق عدة من الخرطوم  منذ بضعة أسابيع أزمة حادة في مياه الشرب  لتتصاعد شكاوى المواطنين من الأزمة... و هيئة مياه ولاية الخرطوم  أعلنت سابقا عن خروج عدد من محطات الشرب النيلية عن الخدمة جراء انحسار مفاجئ للنيلين الأبيض والأزرق ..
والحكومة المصرية تصعد إجراءات إجبار المواطنين على ترشيد المياه في كل مناحي الحياة..  وإبراز أهمية البدائل المتاحة والتي تتمثل في تحلية مياه البحر ومعالجة الصرف الصحي والصناعي .

فيما قال  خبراء : لا جدوى اقتصادية من استخدام مياه البحر المحلاة في الزراعة  لأن كلفة المتر المكعب تتراوح بين 10 و12 جنيهاً.. إضافة إلى 10 جنيهات كلفة التوصيل وتركيب المواسير لمسافة تزيد على 60 كيلومتراً 
 و مصادر فنية مصرية : اثيوبيا ستبدأ الملء الثاني .. و حدث زيادة كبيرة في حجم أعمال التعلية الوسطى لسدّ النهضة  خلال الأيام القليلة الماضية  تتراوح بين 570 و573 متراً فوق سطح البحر
"المصادر" أكدت للعربي الجديد أن الزيادة الكبيرة في حجم الأعمال خلال الأيام الأخيرة  بالنسبة للتباطؤ الذي كان يسود الأعمال خلال الشهرين الماضيين.. ستكون لها آثار إيجابية على قدرة إثيوبيا على تخزين كميات أكبر من المياه بحلول الأسبوع الثالث من يوليو المقبل 
مضيفة إلى أن التعلية الحالية تسمح لإثيوبيا بحجز 10 مليارات متر مكعب تقريباً من المياه،... أي ما يزيد قليلا عما تمّ تخزينه في الملء الأول  لكنه بالتأكيد سيكفي المرحلة الأولى التجريبية لتوليد الكهرباء  والمقررة في الأسبوع الرابع من أغسطس المقبل ..
وإثيوبيا تخطط لبناء 3 سدود جديدة وتحويل المياه إلى سلعة..  ومقدر سعتها التخزينية بحوالي 200 مليار متر مكعب من المياه 
وكشفت المصادر أيضا ، أن هناك تنسيق مصري سوداني لشكوى في مجلس الأمن .. وليس مجرد خطاب إحاطة بالمستجدات  بشأن تقاعس إثيوبيا عن تقديم المعلومات اللازمة والبيانات الخاصة بعملية الملء الثاني لسد النهضة،  

وتضغط مصر من جانبها لاستمالة جوبا، حيث ذهب وزير الري المصري إلى جنوب السودان أمس الإثنين.. وتهدف المحاولات إلى حشد رأي عام أفريقي موالٍ للقاهرة في مواجهتها الممتدة مع إثيوبيا في قضية سد النهضة ..