مصر: حياة المعتقلين بالسجون في خطر
السبت - 21 مايو 2022
عائشة الشاطر تعاني من فشل في النخاع العظمي أدى إلى نقص حاد في خلايا الدم يهددها بالموت
- حركة "نساء ضد الانقلاب" حملت السيسي مسئولية حياة عائشة وأكدت أن مايحدث معها تصفية بالبطئ
- مركز " الشهاب" يطالب بانقاذ حياة المعتقلين بسجن العقرب بسبب مايتعرضوا له من سياسات قاتلة
- "هيومن رايتس ووتش" حذرت من تدهور صحة الناشط علاء عبد الفتاح بعد أستمرار إضرابه عن الطعام
شهدت الساعات الأيام القليلة الماضية تصاعدا للانتهاكات بحق المعتقلين في السجون المصرية، خاصة بعد حرمانهم من الرعاية الصحية مما يعرض حياتهم للخطر.
عائشة الشاطر أبرز من باتت حياتهم مهددة بالخطر بعد فشل في النخاع الشوكي، ونقص حاد في خلايا الدم، وتحت الضغط الحقوقي أحالت جنايات أمن الدولة طوارئ "عائشة" للجنة طبية ثلاثية بعد تدهور حالتها الصحية.
من جانبها، حملت حركة "نساء ضد الانقلاب" السيسي مسئولية حياة عائشة الشاطر وأكدت أن مايحدث معها تصفية بالبطئ، كما طالبت بانقاذ حياة الحقوقية هدي عبد المنعم.
وقد تزامن ذلك مع مطالبة مركز "الشهاب" بانقاذ حياة المعتقلين بسجن العقرب بسبب مايتعرضون له من سياسات ممرضة وقاتلة، وطالب بفتح الزيارات بالسجن للتعرف علي حال هؤلاء المعتقلين المنعزلين عن العالم.
"الشهاب" ندد أيضا بانتهاكات التعذيب بحق المعتقلين بسجن جمصة وطالب بأجراء تحقيق عاجل في الوقائع التي عرضت حياتهم للخطر وطالب بالإفراج الفوري عنهم.
وفي نفس السياق حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من تدهور صحة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح بعد أستمراره في إضرابه عن الطعام، في حين أعلنت «الداخلية» نقل "علاء عبد الفتاح" إلى «وادي النطرون» بعد أستمراره في الإضراب عن الطعام ، ومن خلال سطور هذا التقرير نتعرض بالتفاصيل لهذه الأحداث .
حياة عائشة الشاطر مهددة
بالرغم من ادعاءات أبواق النظام من أن الرعاية الطبية بالسجون متوفرة ، وبلغ الأمر أن مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومي في مصر أشادت مؤخرا في مداخلة مع قناة محلية بما “تحقق من نهضة ووثبة وعظمة في المؤسسات الجديدة” في قطاع السجون بمصر، نجد أن الواقع يأتي ليؤكد كذب هذه الادعاءات، حيث أصبحت حياة عائشة الشاطر مهدد بالخطر بعد تصاعد مرضها بالفشل في النخاع الشوكي.
وفي ظل الضغط الحقوقي، أمرت محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ، بعرض عائشة الشاطر نجلة النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان السابق، خيرت الشاطر، على لجنة طبية ثلاثية تضم استشاريين في تخصصات أمراض الأورام والدم والباطنة لإعداد تقرير ببيان مدى إصابتها بفشل في النخاع الشوكي وتقديمه للمحكمة قبل جلسة 13 يونيو المقبل، بحسب أحد أعضاء هيئة الدفاع عنها لـ«مدى مصر».
وأوضح المحامي الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الشاطر موجودة بمستشفى سجن القناطر منذ عدة أشهر، وتنقل بسيارة إسعاف إلى مجمع محاكم طرة في مواعيد تجديد حبسها احتياطيًا أمام «الجنايات»
وأشار المحامي إلى أنها طالبت المحكمة عدة مرات بإخلاء سبيلها لتلقي العلاج خارج السجن، كان آخرها خلال جلسة الإثنين الماضي، ما قرر على إثره رئيس المحكمة المستشار محمد السعيد الشربيني عرضها على لجنة ثلاثية، لافتًا إلى أن المحكمة بناءً على محتوى تقرير اللجنة عن حالة الشاطر الصحية سوف تبت بشأن استمرار حبسها احتياطيًا أو إخلاء سبيلها، وهو ما استبعده المحامي.
وقبض على الشاطر منذ أول نوفمبر 2018، ولكنها لم تعرض على نيابة أمن الدولة قبل 21 من الشهر نفسه حيث أدرجتها الأخيرة على ذمة القضية رقم 1552 حصر أمن دولة لسنة ،2018 ووجهت لها عدة تهم من بينها الانضمام لجماعة الإخوان، وقررت حبسها احتياطيًا من وقتها وحتى اليوم.
من جانبها حملت حركة "نساء ضد الانقلاب" السيسي مسئولية حياة عائشةالشاطر، والمحامية المعتقلة هدى عبدالمنعم والناشطة بعد تدهور الحالة الصحية لهما بشكل بالغ داخل محبسهما بسجن القناطر.
وكانت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بمجمع سجون طره، أجلت بتاريخ الأحد 15 مايو الجاري جلسة محكمة معتقلي القضية 1552 لسنة 2018 المعروفة بقضية "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" لجلسة 13 يونيو القادم.
و تضم القضية الهزلية 31 متهما، منهم 14 محبوسا احتياطيا منذ ثلاث سنوات، ومن بينهم هدى عبد المنعم المحامية بالنقض، وعائشة الشاطر، وكان قد تم إحالتها 23 أغسطس الماضي إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.
وكتبت ابنة هدى عبدالمنعم، عبر صفحتها على فيس بوك أن والدتها جاءت إلى المحكمة بسيارة إسعاف ، فهي لا تستطيع الوقوف على قدميها بعد إصابتها بعدة جلطات في القلب وتدهور الكبد داخل محبسها بسجن القناطر ، ورغم ذلك مازالت السلطات تتعنت في الإفراح الصحي عنها كما تمنع بناتها من رؤيتها أو الاقتراب منها للاطمئنان عليها .
الموت يحاصر معتقلي ”العقرب”
وفي نفس السياق، طالب مركز الشهاب لحقوق الإنسان بانقاذ حياة المعتقلين بسجن العقرب بسبب مايتعرضوا له من سياسات ممرضة وقاتلة ، وطالب بفتح الزيارات بسجن العقرب للتعرف علي حال هؤلاء المعتقلين المنعزلين عن العالم .
وأكد المركز الحقوقي ضرورة تعميم ذلك الإجراء على سجن العقرب، ورفع كافة القيود المفروضة على الزيارات والسماح للأمهات والأبناء والزوجات وذوي المحبوسين أو المسجونين برؤية ذويهم والاطمئنان عليهم ، خاصة وأن ذلك الحق مكفول بنصوص قانون مصلحة السجون ونظمته لائحته التنفيذية.
الاعتداء على معتقلي سجن جمصة
ودان "الشهاب" الانتهاكات بحق مواطنين تعرضا للاعتداء البدني واللفظي داخل سجن جمصة ، وطالب بالإفراج الفوري عنهما ووقف كافة أشكال الانتهاكات
وأوضح أن المعتقلين جرى الاعتداء عليهما بعد أن اعترضوا على استخدام الألفاظ النابية والإهانة في التعامل معهم، كما جرى إيداع بعض المواطنين المسجونين بسجن جمصة شديد الحراسة في التأديب، وهم من نزلاء عنبر 4 وعنبر 5.
وذكر أن التعامل بالسب والإهانة هو ممنهج من قبل إدارة السجن في التعامل مع السجناء، وتحت إشراف رئيس المباحث وائل الكردي، والضابط عبدالرحمن الشربتلي.
نقل "عبدالفتاح" إلى «وادي النطرون»
كما حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من تدهور صحة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، المعتقل في السجون المصرية منذ أكثر من عامين ونصف، بسبب الانتهاكات التي يتعرض لها داخل محبسه، وكذلك إضرابه عن الطعام
وقالت المنظمة على تويتر “حياة الناشط علاء عبد الفتاح في خطر بعد إضرابه عن الطعام لمدة تناهز 7 أسابيع”.
وأضافت “على حكومة السيسي الإفراج عنه فورًا دون قيد أو شرط وحتى ذلك الحين ضمان حقوقه الأولية كسجين في القراءة والكتابة والتريض والمتابعة الطبية المستقلة”.
وكانت 500 من أمهات ونساء مصريات قد تقدّمن بالتماس إلى رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان يطلبن فيه تدخلها “لبذل كل الجهود الممكنة للإفراج عن سجين الرأي علاء عبد الفتاح المحتجز حاليًا بسجن شديد الحراسة”. وطلب الالتماس نقل علاء إلى مستشفى السجن لمتابعة حالته الصحية لأنه “يواجه خطرًا كبيرًا على صحته في ظل إضرابه عن الطعام”.
وقد أعلنت وزارة الداخلية نقل علاء عبد الفتاح لمجمع سجن طرة الجديد ، ولم يوضح بيان الداخلية المقتضب موعد نقل عبد الفتاح من سجن طرة إلى وادي النطرون، ولكنه جاء بعد دقائق من زيارة والدته ليلى سويف، أمس الأربعاء ، إلى مقر سجن طرة، حيث أبلغها مسؤول بالسجن بزي مدني بنقل نجلها إلى وادي النطرون دون أن يوضح تفاصيل عن موعد النقل أو عن إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل 47 يومًا.
وفي سياق متصل، طالب برلمانيون بمجلسي العموم واللوردات البريطانيين وزيرة خارجية بلادهم، اليوم، بالتدخل بحزم من أجل إنقاذ حياة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، وإطلاق سراحه داخل مصر أو بتمكينه من السفر إلى بريطانيا التي يحمل جنسيتها إلى جانب جنسيته المصرية، فيما أعلنت وزارة الداخلية في الوقت نفسه أنها استجابت لطلب المجلس القومي لحقوق الإنسان لنقل الناشط السياسي علاء عبد الفتاح إلى مركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون.