محلل أمريكي: الطموح الشخصي لابني زايد و سلمان يغذي الانقسام بين بلديهما

السبت - 17 يوليو 2021

إطلاق أعضاء حماس سيكون اختبارا حقيقيا لدرجة التغيير في موقف السعودية تجاه "الإخوان"

أكد موقع "فير أوبزيرفر" (Fair Observer)، وهو منصة إعلامية أمريكية مستقلة، أن الطموح الشخصي لكل من محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، ومحمد بن زايد ولي عهد الإمارات، هو ما يغذي الانقسام بين البلدين.

وفي مقال مطول، نشره الموقع، الأربعاء 14 يوليو 2021م، وترجمه موقع "إنسان للإعلام"، رصد الصحفي والمحلل الأمريكي المخضرم، جيمس إم دورسي، أوجه التنافس المتزايد بين السعودية والإمارات، باعتبار أن كلتا الدولتين تسعيان إلى احتلال مركز الصدارة في الشرق الأوسط.

قال دورسي إن الخلافات ظهرت في التفكير الإيديولوجي والجيوسياسي للأمراء، فيما يتعلق بالإسلام السياسي والإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة، حيث كان الاختلاف في النهج السعودي والإماراتي واضحًا في البداية في عام 2015 عندما بدأ الملك سلمان وابنه حكمهما في المملكة العربية السعودية، ففي تلك الفترة كان محمد بن زايد ينظر إلى الإسلام السياسي والإخوان على أنهم تهديد وجودي، ولم يكن بعد أقام علاقات وثيقة مع القيادة السعودية الجديدة. في ذلك الوقت، قال وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، بعد شهر بالكاد من صعود الملك سلمان إنه "لا توجد مشكلة بين المملكة والإخوان المسلمين".

بعد شهر واحد فقط، نظمت رابطة العالم الإسلامي، وهي هيئة أنشأتها السعودية في ستينيات القرن الماضي، مؤتمراً في مكة دعيت إليه قطر ذات التاريخ من العلاقات الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكن بدا أن الرابطة أصبحت منذ ذلك الحين الوسيلة الرئيسية لدعوة محمد بن سلمان "لتعزيز التسامح الديني والحوار بين الأديان"، وبدا أن  محمد بن زايد اكتسب نفوذا في الشؤون السعودية، حيث تبنت السعودية نهجًا أكثر صرامة تجاه الجماعات المرتبطة بالإخوان.

أضاف دورسي أن  السعودية والإمارات تُصوِّران نفسيهما على أنهما أيقونات لشكل معتدل اجتماعيًا من الإسلام، ومع ذلك تؤيدان الحكم الاستبدادي!.

وقال: "في الأسبوع الماضي، أشارت المملكة إلى تغيير محتمل في موقفها تجاه الجماعات المرتبطة بالإخوان من خلال بث مقابلة مع خالد مشعل، رئيس الذراع السياسية لحركة حماس في الخارج، عندما تم بث المقابلة على قناة العربية، القناة الإخبارية السعودية التي تسيطر عليها الدولة، وفيها دعا مشعل إلى استئناف العلاقات بين السعودية وحركة حماس.

وتابع: لا شك أن محمد بن سلمان لن ينسى المواقف الإماراتية تجاه السعودية والرؤية الإستراتيجية للإمارات للعلاقة بين البلدين، التي تكشفت في رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلها يوسف العتيبة، سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، وأحد المقربين من محمد بن زايد، لمسئول أمريكي، وتم تسريبها في عام 2017، وأوضحت أن قادة الإمارات يعتقدون أن بإمكانهم استخدام المملكة العربية السعودية - العملاق الخليجي - ومحمد بن سلمان كوسيلة لتعزيز المصالح الإماراتية.

وقال: سيكون الاختبار الأساسي لدرجة التغيير في موقف المملكة العربية السعودية هو ما إذا كانت ستطلق سراح العشرات من أعضاء حماس، الذين تم القبض عليهم في عام 2019م، كجزء من الجهود السعودية لحشد الدعم لخطة السلام المثيرة للجدل التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن موقع "المونيتور" أفاد بأن قناة "العربية" امتنعت عن بث مقطع من المقابلة دعا فيه مشعل إلى الإفراج عن المعتقلين.

أضاف: من غير المرجح أن ينظر محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في طرق هيكلية لإدارة الخلافات، وهذا يشمل مجالات، مثل التكامل الاقتصادي الإقليمي والاستثمار والاتحاد الجمركي الموسع.

ونقل عن المحلل الخليجي، بدر السيف ، قوله إن ظهور خلافات بين الدول العربية يأتي نتيجة لاستراتيجيات بقاء النظام التي تحركها الحاجة إلى الاستعداد لعصر ما بعد النفط،لوا يجب أن يكون ظهور مشهد أكثر تنافسية أمرًا سلبيًا. ومع ذلك، يحذر سيف من أن "ترك الخلافات دون رادع ... يمكن أن تتضاعف وتؤثر سلبا على المنطقة.

وانتهى الى القول بأن السمات الشخصية،  والخلط بين المصالح الوطنية والطموح الشخصي، يسهمان في اتساع الفجوة بين السعودية والإمارات، بجانب غياب تعزيز المؤسسات.. لقد كانت مسألة وقت فقط قبل أن يرغب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان  في الخروج بمفرده، ولم يعد يُنظر إليه على أنه ربيب معلمه السابق ونظيره الإماراتي.

أخيرًا ، وربما الأهم من ذلك، أن التنويع الاقتصادي والتحرير الاجتماعي مرتبطان بالطموحات الجيوسياسية المتنافسة للأمرين في وضع بلديهما كقائد إقليمي.