ما دوافع ذهاب السيسي للعراق؟ وهل كانت قمة ثلاثية أم مهمة وظيفية؟
الاثنين - 28 يونيو 2021
القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق ..لا طعم ..لا لون...لا رائحة، فكل ما قيل عنها مجرد كلام برتوكولي من باب " تقييم التطور في مختلف مجالات التعاون، ومتابعة المشروعات الجاري تنفيذها".
والحقيقة أن هذه القمة-إن جاز أن نسميها قمة- تمت لهدف خفي وبأوامر مباشرة من دافعي "الرز" في الخليج، إذ أصبح السيسي وعبدالله بالنسبة لهم مجرد منفذي أوامر وموظفي مهام عاجلة.
قادة دول الخليج متخوفون من التمدد الإيراني في كل من العراق واليمن ولبنان ويتوهمون أن السيسي يمكن أن يقوم بدور فاعل في إضعاف النفوذ الإيراني في العراق من خلال علاقات جيدة مع منظومة حكم العراق وجهد مخابراتي، بعد أن تخلى عنهم في "مسافة السكة" باليمن.
كما أن الملك عبد الله، بحكم الجوار والعلاقات التاريخية مع العراق، يمكن أن يقوم بدور مساعد ومساند.
وكلا النظامين بحاجة الى مساعدات الخليج، كما تلتقي أهدافهما مع أهداف حكام الخليج والنظام الحاكم في العراق، على مكافحة الصحوة الإسلامية السنية الممثلة فيما يسمونه "الإسلام السياسي" تحت لافتة "مكافحة الإرهاب".. لذلك لم يكن مستغربا أن نرى صورة متناقضة بين وجود السيسي في العراق تحت حماية ميليشيات الحشد الشيعي الإرهابي الموالي لإيران، وبين كونه موفدا لهدف استراتيجي هو محاربة النفوذ الإيراني في العراق!!
رشح عن ما يسمى "القمة" حديث عن تشكيل “لجنة تدخلات إقليمية” أمام ما يواجهه العراق بالدرجة الأولى من إرهاب وتدخلات اقليمية (إيران هي المقصودة بالطبع وتركيا بدرجة أقل)، وقيل في تبرير ذلك إنه "حتى يستطيع العراق تخفيف وطأة التدخلات الاقليمية يحتاج إلى إطار ضبط الجانب الأمني الى جانب مصر والاردن حيث تترابط تلك الدول في الرؤى والأهداف والمخاطر المحدقة بها ."!!
وكتب أحدهم أن "القمة تسعى إلى الحفاظ على وحدة العرب وإعادة صياغة لُحمتهم، وحماية العرب من أي تدخلات خارجية ولإعادة الأوضاع كما كانت قبل الفوضى الخلاقة التي حدثت في العراق وسوريا وليبيا واليمن (ثورات الربيع العربي)، و لصد مخاطر الارهاب التي تفتك بالدول نتيجة الاجندات الخارجية، وإعادة القوى السنية والتخفيف من الحواضن الارهابية والاحتقان الطائفي، وتقليل وطأة التنافس الإقليمي على بعض الدول من خلال وقف التدخلات الإقليمية من خلال” لجنة التدخلات الاقليمية” التي تشكلت في القمة الثلاثية، والتي أكدت على تبادل المنفعة وتسخير كل الامكانيات الاقتصادية والجيوسياسية والامنية والسياسية وكل ما يتعلق بسيادة واستقلال الدول العربية".
وهذا الكلام يعني رغبة جامحة من الدكتاتوريات العربية الى العودة لنموذج ما قبل ثورات الربيع العربي.. "استبداد مستقر وشعوب خانعة".. فهل ينجح هذا المسعى؟