ماذا لو لم يحدث انقلاب ضد أول رئيس مدني منتخب بمصر؟

الأحد - 4 يوليو 2021

طرحت صحيفة عربي 21 سؤالا افتراضيا: " ماذا لو لم يحدث انقلاب ضد أول رئيس مدني منتخب بمصر؟".

وفي الإجابة أوردت التالي: لم يكن يتوقع أحد الذين أيدوا انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح السيسي، ضد أول رئيس مصري مدني منتخب الراحل محمد مرسي، في مثل هذا اليوم قبل 8 سنوات، أن تصل مصر إلى مثل هذا الوضع المذري، أو أن وعود السيسي للمصريين لن تتحقق.

اقتصاديا، خسرت مصر الكثير من مكانتها، وأدوارها، وعلى مدار 8 سنوات وقعت على يد حكومات النظام العسكري الحاكم في براثن الديون، التي تخطت "الخارجية" منها نحو (130 مليار دولار)، وتعدت "الداخلية" منها حاجز (4 تريليونات) من العملة المحلية، وفق تقارير رسمية.

خسرت مصر جزءا غاليا من ترابها الوطني، إذ تنازل نظام الانقلاب عن جزيرتي "تيران" و"صنافير"، ذات الأهمية الاستراتيجية بمدخل خليج العقبة بالبحر الأحمر للسعودية، فيما فتح الباب لتملك الأجانب والشركات لمعظم قطاعات البلاد ومرافق الاقتصاد الحيوية، وفق معارضين للنظام.

وعلى مدار السنوات الثماني السابقة، عانى الشعب المصري من الغلاء والبطالة وسوء الخدمات وزيادة الضرائب ورفع الدعم وخسارة العملة المحلية لقيمتها، مع وقف التعيينات الحكومية، وتراجع أعمال القطاع الحكومي والخاص لصالح مشروعات الجيش، وفق مراقبين.

خسرت مصر كذلك أول تجربة ديمقراطية، واختفى حلم ثوار 25 يناير 2011، بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية، وقتل آلاف المصريين في مجازر دموية، وبنيت السجون، ليسكنها أفضل من فيها في كافة التخصصات والدرجات العلمية، وتغيرت مئات القوانين بهدف التضييق على المصريين، حسب نشطاء.

وفي ظل تردي الأحوال التي يعيشها المصريون، وخسارة مصر للكثير من أصولها الثابتة، وبيعها أو رهنها للأجانب، يثار التساؤل: ماذا لو لم يحدث انقلاب السيسي في 3 تموز/ يوليو 2013.

الخبير الاقتصادي والاستراتيجي، الدكتور علاء السيد، قال إنه لم لو يحدث الانقلاب ما كان للسيسي، أن يستجدي "الشرعية من أعداء مصر، بشراء الأسلحة والطائرات البائرة، وبيع الأصول، والآثار".

أضاف: "ما كانت مصر لتخسر حقول غاز المتوسط، والمستشفيات، وقطاع الاتصالات، ولا جرت تصفية الشركات والمصانع، وسرحت العمالة، ولا بيع النيل لإثيوبيا والكيان الصهيوني، ولا الجزر للسعودية، ولا مضيق تيران لإسرائيل".

وأردف: "وما كانت مرضت مصر من حمى الاقتراض بأعلى فائدة في العالم، ولا عانى المصريون من إلغاء الدعم وزيادة الأسعار والتضخم وتفشي البطالة والفقر والجوع والمرض والكساد، والتعويم المفاجئ للجنيه".

وتابع: "ولا توقف تدفق الاستثمارات، ولا هرب المستثمرون، ولا سيطر الجيش على مفاصل الاقتصاد والجهاز المصرفي، ولا جرت عسكرة الدولة وتهميش الشعب".

السياسي المصري والبرلماني السابق الدكتور عبد الموجود الدرديري، قال: "لو لم يحدث الانقلاب لتغير وجه مصر، سياسيا، وكانت الآن انتهت الفترة الثانية للرئيس الراحل المنتخب محمد مرسي، إن ترشح، وإن لم يكن فكان سيكون هناك رئيس آخر لمصر".

أضاف: "رئيس برؤية أخرى، ومعه برلمان وحكومة مختلفون، ولكان التغيير السياسي الذي يجعل أبناء مصر يقدمون أفضل ما عندهم لخدمة الشعب، بدلا من نظام قتل الإرادة الشعبية والسياسية".

وجزم بأنه "لكان "عاد الشعور بخادمية الشعب، ولأصبح الحاكم والمسؤول وعضو البرلمان خدما له، ولا يظنون أنهم السادة، ولا يستطيع أحد أن يراقبهم في الأموال التي بنيت بها القصور، وبنيت المستشفيات والمدارس بدلا من السجون، بل وأغلقت تماما".

وأكد أنه "لكنا طورنا الجامعات والعملية التعليمية، ورفعت ميزانية التعليم أكثر من التسليح، ونال المدرس أعلى الرواتب، ولجرى بالجامعات انتخاب رئيس القسم وعميد الكلية ورئيس الجامعة، بدلا من اختيارهم الآن عبر قنوات أمنية".

وقال: "لو استمر المشروع الديمقراطي، لكان عندنا مشروع انتخاب كل محافظة لمحافظها، وسياسية أمنية غير مركزية يكون فيها مدير الأمن تابعا للمحافظ، وجرت انتخابات المحليات من خيرة أبناء مصر، وانتهى الفساد منها، ونقلنا لمدننا التجارب العالمية في إدارتها".

وحول علاقة مصر بأوروبا وأمريكا، أوضح أنها "لظلت في إطار الندية وليست في إطار مصلحتهم وفقط، وما كنا لنكون تابعين، وما كان لمصر أن تصبح في ذيل الدائرة العربية، تديرها دويلة، ولظل دورها قيادي بالمنطقة العربية والإسلامية"

وختم القيادي السابق بحزب "الحرية والعدالة" بالقول: "لكانت تغيرت المعادلة في فلسطين، وحصل الشعب الأسير على حقوقه، وفتحت المعابر".

السياسي المصري والبرلماني السابق طارق مرسي، يعتقد أنه "لو لم يحدث الانقلاب لتغيرت كثير من الأمور ولتغير وجه مصر الداخلي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ولتغير وجه المنطقة والإقليم، ولربما طال التغيير وجه العالم بشكل أو بآخر".

واقتصاديا، يرى أنه "إذا كانت سنة حكم الثورة اعتدل الميزان التجاري لحد كبير، فلو استكمل مرسي فترته ربما كنا سددنا الديون، وحققنا الاكتفاء الذاتي بنسبة كبيرة، وارتفع الدخل القومي، وتحسنت معيشة الشعب".

وتابع: "لم تكن لتصفى قلاع الصناعة كما أجرم فيها الانقلاب، بل مصانع ومدن صناعية تنشأ لتحقق الرفاه للمصريين وتنسف البطالة.

ويعتقد أن "لحمة الشعب التي فقدناها كانت ستصبح مضرب المثل بالعالم، ويكون الانتماء لمصر بأعلى مستوياته".

إقليميا، توقع مرسي أنه كانت ستتغير معادلات كثيرة، منها "انتصار الثورات العربية والتمكين لشعوب سوريا وليبيا واليمن وتونس، مع تغييرات شديدة بأنظمة حكم عربية ما كانت لتبقى لو لم ينجح انقلاب يوليو، ولحلت قضية العرب المركزية (فلسطين)".

وأضاف: "ولحدث تعاون إقليمي، وربما سوق شرق أوسطية، أو تصعيد لمشروع الدينار الإسلامي بشراكة بشرية وتقنية مصرية تركية وبرأسمال ونفط خليجي، كانت ستغير وجه المنطقة وتعيد هيبة الأمة في الحضور العالمي".

وعلى المستوى العالمي، يعتقد أنه "لكانت مراكز القوى تتغير والخريطة العالمية يعاد رسمها، وبحسب مدى قوة التشكيل العربي والإسلامي الجديد كانت ستحدد الخريطة العالمية بدور مؤثر وفاعل للعرب والإقليم في مسار العالم وحركته ومؤسساته".

المصدر     عربي 21