مؤسسات مصر الدينية تحت الطلب
الثلاثاء - 4 مايو 2021
مؤسسات مصر الدينية تحت الطلب .. الإفتاء تمجد "الاختيار 2" .. وعلماء السلطة يمهدون لجفاف النيل ويطالبون بترشيد الاستهلاك
شهدت الساعات القليلة الماضية ، تطورات كثيرة على مستوى المؤسسات الدينية المصرية ، تؤكد أنها باتت تحت طلب النظام المصري ، لخدمة أي توجهات له ، حيث نجد أن دار الافتاء أصدرت تقريرا تمجد فيه مسلسل "الأختيار 2" ، كما نجد علماء السلطة يمهدون لجفاف النيل ويطالبون بترشيد الاستهلاك ، كما ظهر بوضوح تغير في موقف شيخ الأزهر من قضية السنة النبوية والتراث ، فيما أصدر وزير الأوقاف قرارا يمنع صلاة التهجد بالمساجد، ومن خلال هذا التقرير نتعرض للتفاصيل.
صدر تقرير لدار الإفتاء المصرية أول أمس يمجد “مسلسل الاختيار 2” فتتحول "الإفتاء " لناقد فني وتؤكد أن المسلسل “عملًا دراميا متميزًا يقوم برسم لوحة للصمود والفخر الوطني”
تقرير “مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة” التابع لدار الإفتاء المصرية تم نشره، على صفحتها الرسمية، تجاهل ما قام به المسلسل من تزييف للحقائق خاصة فيما يتعلق بمذبحة "رابعة" وزعم أنه “يبرز بطولات المصريين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وتضحياتهم خلال المواجهة مع أعداء الوطن والمخربين” – على حد وصفه - ؛ وأن المسلسل" وجه ضربة موجعة لقادة حروب الجيل الرابع الذين يستهدفون تثبيط الروح الوطنية ونشر الفرقة والاختلاف.. ويكيدون لمصر بوابل من الشائعات والأكاذيب عبر صفحات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الحديثة"
فيما تفاعل نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلين : دار الإفتاء تركت مشاكل المصريين والأمة والقتل للأبرياء الفلسطينيين في القدس .. وتفرغت لتقوم بدور فني من خلال تحليل المسلسلات الرمضانية وأصبحت تمتلك إمكانيات غير مسبوقة في التطبيل للنظام ..
دار الإفتاء المصرية حولت فتاويها منذ 2013 لخدمة السيسي ورجاله .. حتى أنها أصدرت مؤخرا فتوى خاصة للدفاع عن عمرو أديب ترفض فيها الشماته فيه بعد تعرضه لحادث سير !
وفي يونيو 2020 خرجت علينا دار الإفتاء المصرية وصفت فيها دخول العثمانيين القسطنطينية بالاحتلال.. و اتهم البيان الرئيس التركي باستخدام الخطاب الديني والفتاوى لترسيخ حكم "الديكتاتوري" مشيراً إلى أن أكثر من 92 % من الخطاب الديني التركي ترسخ لحكم إردوغان ومشروعه "العثماني"
ونشطاء : لا نسمع لدار الافتاء صوتا بخصوص التصالح مع "ديكتاتور تركيا" !... ونتوقع أن تخرج دار الإفتاء ببيان بعد إتمام المصالحة بين البلدين لتثني علي هذا الموقف الذي يلم شمل المسلمين ويرفع رايتهم
كما لن ينسي المصريون أن دار الإفتاء ارتكبت أكبر جريمة لها منذ 2013 من خلال تأييد قرارات بإعدام أكثر من 2552 معتقلا .. ولم تتطرق لحكم الشرع في تنفيذ الإعدام في معتقل سبعيني في أحداث قضية كرداسة في رمضان !
و الأوقاف المصرية تواصل تأميمها للمساجد .. وتصدر قرارا بمنع إقامة صلاة التهجد بها .. وحذرت من أنها ستنهي خدمة موظفيها المسؤولين عن المساجد في حال سمحوا بإقامة صلاة التهجد أو شاركوا فيها
و "مشايخ السيسي" يواصلون خيانة الوطن .. و يروجون للتعايش مع أزمة جفاف النيل من خلال البرامج على مدار اليومين الماضيين .. خالد الجندي يطالب المصريين بترشيد استهلاك المياه والتعايش مع الواقع الذي سيفرض على مصر وسعد الدين الهلالي يطالب باختراع مناديل مبللة للوضوء بها !
وتغيرات برؤية شيخ الأزهر بشأن تجديد التراث والخطاب الديني .. بعد ما أثاره ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن أحاديث الآحاد خلال حديث تليفزيوني الثلاثاء الماضي
"الطيب في برنامجه " : "الدعوة لتقديس التراث الفقهي ومساواته في ذلك بالشريعة تؤدي إلى جمود الفقه الإسلامي المعاصر.. نتيجة تمسك البعض بالتقيد -الحرفي- بما ورد من فتاوى أو أحكام فقهية قديمة كانت تمثل تجديدا ومواكبة لقضاياها في عصرها"
"الطيب" : "رؤيتي التي لازمتني لسنوات عن موضوع التجديد مبنية على مبدأ التعامل المباشر مع المشكلات والقضايا محل الخلاف أو الصمت والتهيب من الاقتراب منها .. ولقد دعوت في ٢٠١٥ أن نلجأ إلى (اجتهاد جماعي) يدعى إليه كبار علماء المسلمين؛ لينظروا في القضايا المتعلقة بالإرهاب والتكفير والهجرة وغيرها
الداعية الأزهري الشيخ سلامة عبدالقوي : هناك توجه عام نستطيع استخلاصه من حديث بن سليمان والشيخ الطيب ... يصب في اتجاه تغيير جذري بمفهوم التعامل مع السنة النبوية بغطاء تجديد الخطاب الديني ما سماه الطيب تجديد التراث
والقول إن "95 % من الأحاديث هي آحاد وعندما يكون التوجه بإعادة النظر في التراث حسب تعبير الطيب.. وتعطيل أحاديث الآحاد حسب تعبير ولي العهد يعني أننا نعطل أغلب السنة النبوية ونقر فقط بالأحاديث المتواترة القليلة جدا
محذرا أن ما يحدث الآن كارثة وطامة كبرى لم تعرفها الأمة وجرأة غير مسبوقة لتعطيل سنة النبي وأحكام الشريعة ومنها الرجم
مشيرا إلى أن تصريح ابن سلمان أكثر وضوحا وجرأة في الطرح عن تصريحات الطيب .. التي تحتاج أن تتعب نفسك حتى تفهم ما يريد قوله كما عودنا الشيخ بأنه لا يأتي صريحا لهدفه ويظل ممسكا منتصف العصا
والتوجه العام الآن بمصر والسعودية للتجديد هو طمس ما تعارف عليه بالمائة عاما الأخيرة .. بدعوى أن من تصدر فكرهم المشهد متشددون مثل ابن تيمية، وابن القيم، ومحمد بن عبدالوهاب، ومن بمسارهم من السلفيين المعاصرين"