لماذا يلتقي السيسي "أبناء العم" من يهود أمريكا كل عام؟

الخميس - 29 ديسمبر 2022

  • السيسي عقد اجتماعات مع أعضاء "الكونجرس اليهودي" 7 مرات في 6 أعوام
  • الجنرال المنقلب يلتقي قادة اليهود دوريا طلبا للحماية الإسرائيلية- الأمريكية
  • عباس كامل يحضر لقاءات السيسي مع ممثلي اليهود.. ما علاقة المخابرات؟
  • قائد يهودي: السيسي يطلب الدعم الإسرائيلي الأميركي خوفا من عودة "الإخوان"

 

إنسان للإعلام- خاص:

يوم 25 ديسمبر 2022 وخلال زيارته أمريكا لحضور القمة الأمريكية الأفريقية، استقبل عبد الفتاح السيسي قادة المنظمات اليهودية الأمريكية لبحث "عدد من الملفات"، كما قال المتحدث باسمه.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن اللقاء جمع السيسي وزعيمين بارزين ليهود أمريكا.

وقالت مصادر يهودية إنهم طلبوا من السيسي، بخلاف استمراره في رعاية مصالح اليهود وآثارهم ومعابدهم في مصر، التدخل لإطلاق سراح أسرى إسرائيليين لدى حماس وناقشوا العلاقات المصرية الإسرائيلية والمصرية الأمريكية.

ويحرص السيسي علي لقاء أبناء العم اليهود في مصر وأمريكا باستمرار وبحث شئون الطائفة اليهودية في كل العالم، ما يثير تساؤلات حول أسباب حرصه على إرضاء اليهود.

وفي 25 فبراير 2019، وخلال لقائه مع وفد يهودي أميركي، رحب السيسي بعودة اليهود إلى مصر إذا أرادوا، وتعهد أن يبني لهم معابدهم ومؤسساتهم المجتمعية الأخرى.

قال السيسي حينئذ: "إذا كان اليهود مهتمين بتأسيس جماعة يهودية في مصر، فإن الحكومة ستبني لهم معابد وغيرها من المؤسسات المجتمعية"، حسبما ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن "عزرا فريدلاندر"، أن السيسي أكد للوفد اليهودي بعد تلبية مطالبه أنه "إذا لم يحصل على دعم أميركي، فقد يستعيد الإخوان المسلمون السلطة في البلاد"، كأنه يطلب المقابل.

ولاحقا، أمر السيسي بترميم المعبد اليهودي بمدينة الإسكندرية، بميزانية بلغت 22 مليون دولار بعد أن رفض تلقي أي تبرعات من الجاليات اليهودية لهذا الغرض، بحسب وكالة الأنباء اليهودية (JTA)

وجرى افتتاح المعبد بعد تجديده في 11 يناير 2020 وعلى خلفية ذلك، تساءلت مجلة الإيكونوميست البريطانية، في 22 فبراير 2020: هل يعود اليهود إلى مصر؟

وقالت إن "الحكومة المصرية ترسل إشارات مختلطة لليهود، فهي قامت بترميم كنيس يهودي قديم، فهل تريد ملأه باليهود؟"

وبعد افتتاح هذا المعبد شهدت مصر تدفق عدد من اليهود، وقالت "الإيكونوميست": عاد حوالي 180 يهوديا من أصل سكندري يوم 14 فبراير 2020 لحضور افتتاح الكنيس اليهودي الذي جددته مصر"

وتكرر الأمر خلال افتتاح المقبرة اليهودية بالبساتين، إذ حضر يهود من إسرائيل ودول أخرى، وقام أحدهم وهو يتحدث بسعادة باللغة العبرية، بتوزيع الكيباه، وهي قبعة بلا حواف يرتديها الرجال اليهود.

ولم يتبق من اليهود في مصر حاليا سوى عدد قليل جدا ( ثلاثة سيدات مسنات فقط) ويتولى رئاسة طائفتهم ماجدة هارون، وهي ابنة المحامي والسياسي اليهودي المصري اليساري الشهير شحاتة هارون.

وتدير ماجدة هارون ممتلكات يهودية في مصر تقدر بـ 13 معبدا و4 مقابر و5 مدارس بلا طلاب في كافة أنحاء مصر، أشهرها المعبد اليهودي الرئيس بشارع عدلي بوسط القاهرة.

ووفقا لأرقام رسمية مصرية ، كان عدد يهود مصر عام 2009 قرابة 500 يهودي، غالبيتهم كانوا من البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية أو الخبراء الزراعيين ورجال الأعمال اليهود، أو المصريين اليهود الذين هاجروا من مصر ثم عادوا للعمل.

وكان تعداد الطائفة اليهودية بمصر في بداية القرن العشرين وفقا لتقديرات شبه رسمية 100 ألف يهودي، ثم تقلص العدد إلى 80 ألفا عام 1947، وهاجر أغلبهم عقب عام 1948، بعد إعلان تقسيم فلسطين.

لماذا يلتقيهم السيسي كل عام؟

من المفارقات أن عبد الفتاح السيسي ألتقي يوم 21 أبريل/ نيسان 2021 رئيس "الكونجرس اليهودي العالمي"، وناقش معه "مكافحة الفكر التطرف ومشروعات السلام"، وهو لقاء يتم للمرة السابعة منذ 2015!!.

ولم يسبق لرئيس مصري أن احتفى بهذه المنظمة "الأهلية" ولا بمثل هذه الطريقة أو بحث معهم قضايا الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، بحسب المتحدث الرئاسي، كما فعل السيسي.(فيسبوك)

ما يزيد الغموض أنه في كل لقاء برئيس الكونجرس اليهودي "رون لاودر"، يحضر مدير المخابرات العامة، ما يطرح تساؤل حول علاقة المخابرات المصرية بالمنظمات الأجنبية اليهودية؟!.

"لاودر" يتلقي السيسي مرة سنويا على الأقل، باستثناء عام 2016 الذي ألتقي فيه السيسي وفد من المنظمات اليهودية، في حين أنه لم يلتق بنتنياهو منذ 3 سنوات.

في تل أبيب يقرون بأن "الحميمية بين السيسي ولاودر تخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية بشكل هائل"، كما يقول المحلل الفلسطيني الدكتور صالح النعامي.(تويتر)

النعامي قال: إن أحد قادة اليهود الأمريكيين الذين حضروا أحد لقاءات السيسي ولاودر، قال إنه فوجئ بحديث السيسي عن "حكمة وذكاء نتنياهو وأنه قادر ليس فقط على حل مشاكل المنطقة بل حل مشاكل العالم"!.

ويتساءل مغردون مصريون عن سر حرص السيسي علي لقاء الكونجرس اليهودي رغم أنه ليس جهة رسمية، وفي حضور عباس كامل، هل لأن هذا الكونجرس اليهودي يمثل "رئيس مجلس إدارة العالم"؟.(تويتر)

و لأن "الطريق إلى واشنطن يمر عبر تل أبيب"، كما يقول خبراء السياسة في مصر، اعتمد السيسي منذ صعوده للرئاسة على تعزيز العلاقات مع إسرائيل، والتوسُّع إلى لقاءات مستمرة مع مسئولي الحركة الصهيونية العالمية.

سبعة لقاءات في 6 سنوات!

كان أول لقاء بين عبد الفتاح السيسي، ورونالد لاودر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، ونائبه موشى رونين، في 19 يناير 2015.

قيل إنه للإشادة بما تضمنه خطاب السيسي حينئذ "من أفكار تحض على التسامح وقبول الآخر، ومحاربة الأفكار المتطرفة.

في هذا اللقاء قال لهم السيسي: "أنا أول من حذرت من خطورة الفهم الخاطئ لصحيح الدين الإسلامي وقيمه وثوابته"، و"حذرت من ظاهرة المقاتلين اﻷجانب حتى باتت تهدد أوروبا"!!

التقى السيسي أعضاء الكونجرس اليهودي للمرة الثانية في 25 مارس 2017، بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات العامة السابق، ثم ألتقاهم للمرة الثالثة بعد 7 أشهر في 17 أكتوبر 2017.

كان اللقاء الرابع يوم 29 يوليه 2018 بين عبد الفتاح السيسي، ورونالد لاودر رئيس الكونجرس اليهودي العالمي، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

والخامس في 11 يونيو 2019، والسادس 17 سبتمبر 2020، والسابع 21 أبريل 2021.

وواكبت زيارة لاودر رئيس الكونجرس اليهودي للمنطقة عام 2020، موجة التطبيع العربية لأربع دول مع الاحتلال، التي كان السيسي أول المرحبين بها، لذا يعتقد أنه لعب دورا فيها.

ما تعلنه مصر رسميا عن هذه اللقاءات لا يخرج عن بحث ثلاثة قضايا هي: السلام في الشرق الأوسط، محاربة الإرهاب والتطرف "الإسلامي"، التباحث بشأن عدد من القضايا الإقليمية (دون تحديدها).

ما سر اللقاءات المتكررة؟

هذا الغموض والتكرار المعلن عن لقاءات تجري بشكل منتظم سنويا يثير شكوك ويرجح تكهنات مراقبين أن دور رئيس الكونجرس اليهودي هو نقل رسائل أو تكليفات أو نصائح للسيسي وقادة عرب آخرين.

والسؤال: هل استقبال السيسي رئيس الكونجرس اليهودي العالمي 7 مرات منها مرتين عام 2017 هي مجرد لقاءات بروتوكولية، أم سياسية، أم يغلب عليها طابع البيزنس أم يطلب السيسي من خلالها الحماية الاسرائيلية والأمريكية لحكمه؟. أم هي لتلقي تعليمات منه، كما يقول رواد مواقع التواصل المستغربين من هذه الحفاوة برئيس منظمة يهودية عالمية داعمة لإسرائيل؟.

الخبراء يؤكدون أن هناك أدوار سياسية يلعبها هذا الكونجرس اليهودي ورئيسه تشكل محور لقاءته مع السيسي وقادة عرب آخرين، أبرزها نقل الرسائل من المسئولين الاسرائيليين والأمريكان للقادة العرب.

هناك تكهنات أخري تشير إلى أن الأمر له علاقة بالبيزنس؛ لأن رونالد لاودر، رئيس المجلس اليهودي العالمي، هو رجل أعمال شهير وصاحب شركة "إستي لاودر" لمستحضرات التجميل، Estée Lauder ذائعة الصيت بالعالم العربي.

وخلال استقبال السيسي له 29 يوليه 2018 ، أشاد رئيس المؤتمر اليهودي العالمي "بالنجاح الاقتصادي الذي حققته مصر في فترة وجيزة، مؤكدا أن التنمية التي تشهدها ستساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية واستعادة اقتصاد مصر"، وهي إشادة لا علاقة لها بالواقع.

تكهنات أخري تشير إلى أن الهدف هو الحماية اليهودية لنظام السيسي الذي يشارك المؤتمر اليهودي في توفيرها خصوصا أن بعض اللقاءات تمت عقب تصاعد الاحتجاجات والغضب الشعبي والضغوط الأمريكية على مصر.

كان ملفتا دعوة "لاودر" للسيسي في لقائهما الأول عام 2015 إلى "ضرورة محاربة الإرهاب ليس بالكلام فحسب، بل بالأفعال أيضا"، بحسب صحيفة "وورلد جويش كونجرس" 12 يناير/ كانون ثان 2015.

مواجهة الإسلام السياسي مهمة مشتركة

قد تكون أفكار مثل السعي لنشر الثقافة الفرعونية بديلا للقومية والإسلامية، والحديث عن تعليم الهيروغليفية الفرعونية في المدارس، وتدريس اليهودية ضمن منهج "القيم المشتركة" جزء من هذه الأفعال التي طلبها "لاودر" ونفذها السيسي.

خلال هذا اللقاء أيضا دعا السيسي إلى "حشد الجهود الدولية ضد الإرهاب ليس فقط على مستوى الجيش والشرطة ولكن أيضًا اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا"، بحسب الصحيفة اليهودية.

ضمن هذا التعاون المصري الصهيوني (الذي ينقل رسائله بين الطرفين "لاودر")، التنسيق لمواجهة "الإرهاب" و"التطرف الإسلامي" وسماح مصر للجيش الإسرائيلي بالقيام بعمليات في سيناء عبر الحدود.

وكذا سماح تل ابيب للقوات المصرية بدخول المناطق منزوعة السلاح في سيناء بأعداد تتجاوز المسموح به في معاهدة السلام 1979، بحسب "اتلانتيك كونسل" 20 أبريل 2021.

"من الصعب القول بأنه كانت هناك فترة أفضل في العلاقات الإسرائيلية المصرية منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى السلطة عام 2013، ووصول التعاون الأمني ​​بين القدس والقاهرة إلى مستويات غير مسبوقة"، كما تقول الصحيفة الأمريكية.

ويرجع الأكاديمي المصري الدكتور ممدوح المنير، لقاءات السيسي بالكونجرس اليهودي إلى إن "المؤتمر اليهودي العالمي هو بمنزلة اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في كثير من توجهات السياسة الأمريكية والأوروبية، من خلال أذرعه الإعلامية والاقتصادية وشبكات علاقاته المتنوعة".

وقال مدير المعهد الدولي للعلوم السياسية والاستراتيجية بإسطنبول لموقع "عربي 21" 19 سبتمبر 2020 إن "السيسي، يدرك أن ما يبقيه في السلطة حتى الآن ليس شعبيته الجارفة، ولكنه الرضا الأمريكي الصهيوني عنه، ومفتاح ذلك يعود لرضا المؤتمر اليهودي العالمي".

ويعتقد أنه "لذلك فالسيسي يقابلهم من فترة لأخرى ليقدم تقارير عما تم إنجازه ويعرف المطلوب منه لاحقا".

"سفير إسرائيل الدولي" للعالم

لا تقتصر لقاءات الملياردير الصهيوني رونالد لاودر المكوكية علي السيسي، ولكنه أيضا ينقل رسائل عدة الي قادة ورؤساء عرب، لذا هو يقوم بدور "سفير إسرائيل الدولي" للعالم.

دوره غير المعلن هو "مبعوث لنقل رسائل أميركية وإسرائيلية" إلى قادة عرب، واسمه ارتبط على مدار السنوات الأخيرة بملفات مختلفة في المنطقة مُحركها الرئيس تحقيقُ مصالح إسرائيل.

كمثال على دوره، في العاشر من أكتوبر 2020، حطت طائرته المروحية في مقر المقاطعة برام الله، قادمة من الأردن ثم غادرته بعد فترة قصيرة تلبية لدعوة من الرئيس محمود عباس.

بعد الزيارة بحوالي شهر، أعلنت السلطة الفلسطينية استئناف التنسيق الأمني مع دولة الإحتلال بعد أن كانت قد أوقفته احتجاجاً على مشروع الضم الإسرائيلي لأرضي بالضفة الغربية!.

دفع هذا البعض لتوقع أن يكون "لاودر" ساهم، بالإضافة إلى عوامل وأطراف أخرى، في دفع السلطة للنزول عن الشجرة، والعودة للتنسيق الأمني ضد المقاومة.

لم يكن ذلك اللقاء الأول بين لاودر وعباس، ولا المرة الأولى التي ظهر فيها مبعوثاً لنقل رسائل أميركية وإسرائيلية إلى السلطة فقد التقاه عدة مرات، مثل السيسي.

لعب الكونجرس اليهودي دورا أيضا في اتفاقيات التطبيع العربية الإسرائيلية عام 2020، وكان من أوائل المحتفلين والمباركين بها بعدما لعب على مدار سنوات، دوراً واسعاً في الدفع نحو علاقات عربية إسرائيلية علنية، من خلال مراكزه وفروعه.

إضافة لدوره كسفير لإسرائيل، عمل "رئيس الكونجرس اليهودي" أيضا كوسيط بين الحكومتين الأميركية والإسرائيلية ومسؤولين عرب، بذريعة "حوار الأديان".

أشهر مثال علي ذلك لقائه بملك السعودية السابق عبد الله بن عبد العزيز عام 2008، وزياراته المتكررة للبحرين والإجتماع بولي عهدها.

ضمن دعمه لإسرائيل أيضا، يركز الكونجرس اليهودي على تتبع عمل حركة مقاطعة الاحتلال BDS، ويحارب نشاطاتها حول العالم وفي أميركا، وسبق أن نظّم بالشراكة مع البعثة الإسرائيلية للأمم المتحدة عام 2016 قمة لتصدي لحركة المقاطعة.

ويقود هذا "الكونجرس" أيضا مهمة تعويض اليهود عن ممتلكاتهم التي تركوها وراءهم قبل الهجرة للاستيطان في فلسطين.

حيث شارك في التسعينيات في تأسيس "المنظمة اليهوديّة العالمية للتعويضات" (WJRO)، وتشكيل 17 دولة أوروبية لجان خاصة للتعويض، منها صندوق بقيمة 5 مليار ات يورو من ألمانيا، ومليار دولار من البنوك السويسرية.

وفي 2002، شارك المؤتمر بتأسيس "منظمة العدالة لليهود من الدول العربيّة" (JJAC)، التي تطالب مصر، إيران، ليبيا، تونس، المغرب، العراق، سوريا، اليمن، الجزائر ولبنان، بمبلغ 250 مليار دولار تعويضات لليهود عن ممتلكاتهم.

ما هو الكونجرس اليهودي؟

بحسب الموقع الرسمي لـ "المؤتمر اليهودي العالمي"(WJC)، يُعرف نفسه بأنه "منظمة أهلية يهودية بأهداف عالمية"، تأسست عام 1936، وتعتبر "الذراع الدبلوماسية للشعب اليهودي".

يقولون إنها "منظمة دولية تمثل المجتمعات والمنظمات اليهودية في 100 دولة حول العالم"، و"تدافع نيابة عنهم أمام الحكومات والبرلمانات والمنظمات الدولية وممثلي الأديان الأخرى".

لذلك يتغلغل المؤتمر منذ ثلاثينيات القرن الماضي بالمؤسسات الدولية، مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، واليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الدول الأمريكية، والمجلس الأوروبي، وغيرها.

يقع مقرها الرئيسيّ في مدينة نيويورك، وله مكاتب في العديد من دول العالم، ويعتبر دعم إسرائيل من أبرز أنشطة الكونغرس اليهودي العالمي.

لها فروع ومراكز نشطة في دولٍ عربية وإسلامية عدة بينها مصر وتركيا وتونس والمغرب وأذربيجان والبوسنة، إضافة للإمارات والبحرين بعد إتفاقيات التطبيع الأخيرة، ما يؤكد دوره في التطبيع.

كان الهدف من تأسيسه كما هو محدد في دستوره "ضمان بقاء الشعب اليهودي وتعزيز وحدته"، ويرأسها منذ عام 2007 رجل الأعمال الأمريكي رونالد لاودر.

عمل "لاودر" سابقاً في عددٍ من الوظائف الرسمية في الحكومة الأمريكيّة، فما بين عامي 1983 و1986 شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

وفي عام 1986 عينه الرئيس الأمريكي ريغن سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية في النمسا، ويُعرف عن لاودر تبرعاته السخية لليهود في مختلف أنحاء العالم.

المنظمة أُنشئت أصلا لمواجهة تصاعد الفكر النازي في أوروبا في ثلاثينيات القرن الماضي، ولكن عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عملت على تحصيل تعويضات عما سمى بـ "المحرقة اليهودية".

لاحقا، قاد المؤتمر حملةً لتهجير أكثر من 800 ألف من اليهود العرب نحو فلسطين، تضمنت الضغط على الولايات المتحدة لتسريع هذا الملف خوفاً من "إبادة اليهود على أيدي المسلمين" وفق زعمهم.

ثم تحول دورها حاليا للعب أدوار سياسية لنصرة ودعم الدولة الصهيونية وقيادة التطبيع العربي الصهيوني وضمان إخضاع القادة العرب لتل ابيب مقابل حمايتهم لدي الباب العالي الأمريكي.