لماذا سقط عمران خان فى فخ حجب الثقة؟

الأربعاء - 13 أبريل 2022

 

خاص - إنسان للإعلام

أزمة باكستان السياسية، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة .. لأن الوضع السياسي في باكستان غير مستقر منذ تأسيسها قبل 75 عامًا.

ومن المعروف أن خان جاء إلى السياسة من نجومية محلية وعالمية في ميدان لعبة الكريكت، بعد أن تصدر حزب الإنصاف الذي يقوده، وقام بتشكيل حكومة ائتلافية في سنة 2018 ،خارج نطاق الأحزاب التقليدية الثلاثة، حزب الشعب الباكستاني، وحزب الرابطة الإسلامية، وحزب العوام القومي، وإلى جانب الشعبية النسبية التي تمتع بها لأسباب عديدة لعل أبرزها ضيق الفئات الشعبية بصراعات الأحزاب التقليدية، كما يُحسب له رفضه أن يكون ألعوبة بيد أمريكا، ولذا فهو اليوم يدفع ثمن ذلك، ويكفي موقفه من التطبيع مع دولة الكيان الصهيونى.

وقد واجه خان، مواقف عصيبة منذ بداية حكمه، لأنه قبل منذ البداية بتشكيل حكومة إئتلافية، وسرعان ما انهارهذا الائتلاف، سواء بسبب ضغوط خارجية أمريكية،أو رشاوى خليجية - إمارتية.

وفى نهاية المطاف، قرر البرلمان الباكستاني، الإطاحة بعمران خان، عن طريق حجب الثقة عن حكومته بعد أن رفض طلب المعارضة بتقديم استقالته.

وقد عرقل خان انعقاد جلسة البرلمان ،والطلب من رئيس البلاد حلّ البرلمان الاتحادي والبرلمانات المحلية، وبالتالي تحويل الوزارة الراهنة إلى حكومة تصريف أعمال، والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.

نقاط القوة عند عمران خان:

ويتمتع عمران خان بنقاط قوة كبيرة كسياسي، كما أنه يمتع بمصداقية كبيرة، إلا أن توجهه الإسلامي باعتباره محافظ، يجعله منبوذا بين الفاسدين.  

ومن المعروف أن خان جاء إلى السياسة من نجومية محلية وعالمية في ميدان لعبة الكريكت، بعد أن كان حزب الإنصاف الذي يقوده قد تمكن من تصدر نتائج الانتخابات وتوجّب أن يُعهد إليه في سنة 2018 بتشكيل حكومة ائتلاف خارج نطاق الأحزاب التقليدية الثلاثة. وإلى جانب الشعبية النسبية التي تمتع بها لأسباب عديدة لعل أبرزها ضيق الفئات الشعبية بصراعات الأحزاب التقليدية.

فقد تردد أن خان حظي بقبول المؤسسة العسكرية والاستخبارات الباكستانية التي رأت فيه شخصية إنقاذ تسهّل إبعاد نواز شريف رئيس الحكومة ثلاث مرات غير مكتملة العهدة، كما توفر الفرصة للحدّ من نفوذ النخب السياسية التقليدية المهيمنة.

ومن مظاهر قوة عمران خان أنه لايخضع لابتزازات حلفائه فى حزب الرابطه وحزب الشعب الباكستاني.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، اتخذ خطوة شجاعة بحل البرلمان وفتح الطريق لإجراء انتخابات مبكرة.

المعارضة تعتبر الفرصة مهيأة

بالرغم من المحاولات التي بذلها خان لإنقاذ أوضاع البلاد الاقتصادية ، لكن  الظروف المعيشية ، آخذة في التدني ومعدلات الغلاء الذي أخذت تكوي الفئات الشعبية ووقوع البلد في تقاطع نيران بين الهند وأفغانستان والقوى الإقليمية والدولية المعنية بملفات المنطقة عموماً، جعلت أقدار خان تميل إلى اتجاهات معاكسة من حيث الشعبية ومتانة حزبه وتماسك التحالفات التي يقودها.

فتهيأت للمعارضة أكثر من مناسبة للانقضاض عليه، قد تكون أفضلها الفرصة المواتية الراهنة التي تختلط فيها عناصر صعوبات الداخل الاقتصادية، مع عناصر إقليمية أعقبت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وعناصر دولية تمثلت في امتناع إسلام آباد عن التصويت في الأمم المتحدة على أعتاب الغزو الروسي لأوكرانيا.

عمران واجه الأزمة الاقتصادية بشجاعة:

بالرغم من الميراث الثقيل الذى ورثه عمران خان من حكومة سلفه نواز شريف ، من خلال الفوضى الاقتصادية ، حيث الخزينة الفارغة ونظام ضريبى معطل فضلاً عن جائحة كورنا.

لكن خان تعامل مع كل هذه الأزمات بشجاعة، واتخذ اجراءات قاسية أثرت على عموم الشعب الباكستانى خاصة الفقراء ، عندما رفع أسعار الطاقة والوقود ، وتعامل مع الديون الخارجية لباكستان بحكمة، ومع ذلك لم يستطع  أن يحل كل مشاكل البلاد.

ونجح فى بناء تحالفات مع الصين وروسيا ،وفتح باب  التواصل مع الدول الإسلامية مثل إيران وماليزيا وتركيا.

التدخل الأمريكي:

تاريخ الولايات المتحدة فى التعامل مع دولة باكستان باعتبارها دولة تابعة ، يجعل ادعاءات عمران خان صادقة من سعى الولايات المتحدة الأمريكية لتقويض حكمه واستبداله بنظام تابع لها كما حدث مع محمد أيوب خان الذى انقلب على حكومة "رئيس الوراء المنتخب "اسكندر ميرزا"سنة 1958.

ونشرت صحيفة Dawn الباكستانية، أن الولايات المتحدة مارست ضغوطا مباشرة على رئيس الوزراء عندما قرر التوجه إلى موسكو، وطالبته بإلغاء الزيارة. فقد التقى مسؤولون أمريكيون بالسفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة وقالوا إن علاقة إسلام أباد المستقبلية بواشنطن تتوقف على ما إذا كان عمران خان سوف يُعزل من السلطة في تصويت برلماني. وقد تلقى رئيس الوزراء تقريرا بهذا الشأن من واشنطن. ومع ذلك، قام بالزيارة (إلى موسكو). التقى عمران خان ببوتين في 24 فبراير، وهو اليوم الذي بدأت فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

ويتهم خان الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة به لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.

وتخشى واشنطن أن تعيد نتائج الانتخابات القادمة عمران خان إلى رئاسة الوزراء بعدما اتهمها بالتواطؤ مع معارضيه من أجل الإطاحة به.

ومنذ الانسحاب الأميركي في أفغانستان عرفت علاقات الدولتين توترا جديدا، اعتُبر في واشنطن عاملا إضافيا لتحول باكستان استراتيجيا تجاه الصين وروسيا.

إذا تسلم عمران خان مقاليد السلطة مرة أخرى، يُتوقع أن يدفع بقوة بأجندته السياسية ويعاقب خصومه مع مواصلة توجيه سياسته الخارجية نحو روسيا والصين.

وضاعفت الصين استثماراتها في باكستان وأصبحت جزءا رئيسا من مبادرة الحزام والطريق الصينية وأنشئ الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الذي يشمل استثمارات صينية في باكستان تتجاوز 30 مليار دولار.

وفي الوقت الذي تبدو فيه الانتخابات المبكرة أمرا لا مفر منه تقريبا، يعتقد بعض المراقبين الأميركيين أن فرص خان في الاستمرار في الحكم كبيرة للغاية، بسبب ضعف وتشتت الأحزاب السياسية المعارضة، حيث لا تمتلك أي زعيم لديه مهارات خطابية وحنكة سياسية كالتي يتمتع بها خان.

وتنفي واشنطن أي دور لها في الأزمة السياسية بباكستان، وجددت تأكيدها على لسان نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ألا صلة لها بما يجري هناك، وقال برايس "لا صحة على الإطلاق لهذه المزاعم، والولايات المتحدة تدعم سيادة الدستور والمبادئ الديمقراطية وليس حزبا سياسيا معينا في إسلام آباد".

وجاء النفي على لسان مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، كيت بيدي نجفيلد، تعليقا على تقارير إعلامية قالت إن خان زعم أن الولايات المتحدة "هددته وتسعى إلى إقالته من خلال تصويت برلماني بحجب الثقة من المقرر إجراؤه في الأيام المقبلة.

أبوظبي والدور المشبوه فى التآمر على خان:

كشفت تسريبات عن دور إمارتي، تمارسه أبوظبى فى التحريض على باكستان وتأليب الولايات المتحدة ضدها لرفضها الانصياع لها لتكون إحدى دول التطبيع مع دول الكيان الصهيوني.

ودشن ناشطون عبر “تويتر” وسما بعنوان: ” #الامارات_تعبث_بباكستان”، فضحوا فيه أساليب أبوظبي التي استخدمتها ضد باكستان لإجبارها على التطبيع.

كما كشفوا عن دور أبوظبي في خلق الأزمة السياسية الأخيرة في البلاد من خلال دعم المعارضة للإطاحة بعمران خان.

فقد هاجم الكاتب السعودي "وسام العامري" الإمارات قائلا: “لا عجب من حلفاء الوثنيين الهندوس والصهاينة وعباد الصليب والمتآمرين معهم على دين الإسلام وأمة الإسلام فهذا ديدنهم منذ يوم الأحزاب.”

فيما قال المغرد “سالم الصانع” في تغريدة عبر هاشتاغ (الامارات تعبث بباكستان):”

تعتبر باكستان القوّة النووية الأولى والوحيدة في العالم الإسلامي. لذلك هناك محاولات مستميته لإضعافها وجرها إلا مربع الخيانة وموالاة إسرائيل”.

كما عبرت الناشطة الإعلامية "غادة الشعفاوي" عن غضبها من سياسة الإمارات الكيدية بالقول: “سعت الإمارات إلى تكوين تحالف مع الهند. التي يقودها حزب يميني متطرف ضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية الخاصة بمسلمي كشمير. وقام ولا يزال بتجاوزات كبيرة في حق المسلمين الهنود الذين يفوق عددهم 200 مليون نسمة.”

وعلق الإعلامي الفلسطيني والمذيع بقناة “الجزيرة” جمال ريان، في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”، معلقا على نجاح “خان” على وقف الاستجواب والدعوة لانتخابات مبكرة: “عمران خان يقلب الطاولة على رؤوس انظمة التطبيع التي تريد اسقاطه بالمال السياسي، بسبب رفضه التطبيع مع الكيان الصهيوني وعلى رأسها دولة الامارات”.

وأضاف في تغريدة أخرى: ” منذ أن أصبح عمران خان رئيسا للوزراء، اثار مرارًا قضية الإسلاموفوبيا، وقضية كشمير، وقضية فلسطين، على كل منصة دولية. ثم جاءت الامارات لتطلب منه التطبيع مع الكيان الصهيوني ، وبعد رفضه سحبت الامارات ودائعها من البنك المركزي الباكستاني. ما دفعه الى التوجه شرقا لطلب قروض من الصين”.

وفى 13 نوفمبر 2020، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: إن بلاه تتعرض لضغوط من دول تربطه بها علاقات جيدة للاعتراف بإسرائيل.

 وعقب تصريح “خان” بأيام وتحديدا في 18 نوفمبر الماضي، أعلنت الإمارات تعليق منح التأشيرات لمواطني 13 بلدا، بينها باكستان و8 دول عربية حتى إشعار آخر.

وكانت مصادر موثوقة قد كشفت لموقع “الإمارات ليكس” في مارس العام الماضي عن اتخاذ الإمارات إجراءات عقابية ضد حكومة باكستان على خلفية رفض إسلام أباد وساطة أبوظبي للتطبيع مع إسرائيل.

ووضعت الإمارات حكومة عمران خان في مأزق شديد بعد أن طلبت من الدولة التي تعاني من ضائقة مالية إعادة مليار دولار كانت أبوظبي أودعته في البنك المركزي الباكستاني.

عمران خان يوبخ دبلوماسيين غربيين:

 وجه رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان انتقادات لاذعة للمبعوثين الغربيين في إسلام أباد الذين حثوا باكستان الأسبوع الماضي على إدانة تصرفات روسيا في أوكرانيا، وسألهم عما إذا كانوا يعتقدون أن باكستان هي “عبد” لهم.

وكان رؤساء 22 بعثة دبلوماسية، بما في ذلك بعثات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

 قد وجهوا رسالة مشتركة في الأول من مارس تحث باكستان على دعم قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين العدوان الروسي على أوكرانيا.

وقالت وكالة “رويترز” إن خطوة نشر الخطاب علانية تعتبر حالة نادرة جدا. مشيرة إلى ان “خان” توجه للبعثات الدبلوماسية قائلا أمام تجمع سياسي: ”ماذا تعتقدون؟ هل نحن عبيد لكم.. نفعل أي شيء تقولونه؟“.

 “أريد أن أسأل سفراء الاتحاد الأوروبي: هل كتبتم مثل هذه الرسالة إلى الهند؟”.

وقال:إن الدول الأوروبية لم تنتقد الهند على أفعالها في كشمير. وهي منطقة جبلية خاضت بسببها باكستان والهند حربين، وقال: إن باكستان عانت لأنها دعمت حلف شمال الأطلسي الغربي في أفغانستان. وبدلاً من الامتنان واجهت انتقادات.

وامتنعت باكستان، الحليف التقليدي للغرب، عن التصويت لأن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجهت توبيخًا ساحقًا لروسيا على غزو أوكرانيا.

وكان خان زار موسكو أواخر فبراير ، والتقى بوتين بعد ساعات قليلة من أمر الرئيس الروسي قواته بدخول أوكرانيا.

وقال خان “نحن أصدقاء لروسيا، كما أننا أصدقاء مع أمريكا؛ نحن أصدقاء للصين وأوروبا ، ولسنا في أي معسكر”.

وأن باكستان ستظل “محايدة” وستعمل مع أولئك الذين يحاولون إنهاء الحرب.

العلاقة بين باكستان والإمارات:

يحرص محمد بن زايد، على تحسين علاقة بلاده بباكستان بعد فترة من توتر شديد بالعلاقة بين البلدين بسبب موقف باكستان من حرب اليمن وأزمة الخليج.

وفي نهاية زيارة قام بها وزير الخارجية الباكستاني “شاه محمود قريشي”، إلى الإمارات، أعلنت الإمارات أنها ستجدد قرضًا قيمته ملياري دولار لباكستان كانت قد قدمته في عام 2019.

وهو ما اعتبره محللون حرص ابن زايد على كسب ود باكستان، وإصلاح العلاقات المتوترة، متسائلين في نفس الوقت عن هدف ولي عهد أبوظبي من وراء هذه الخطوة.

وقد شاركت الامارات في مبادرات مختلفة لتقديم المساعدات لباكستان على مر السنين، بما في ذلك “برنامج المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان”.

والذي تم إطلاقه في عام 2011، والذي يركز على بناء المدارس والطرق والجسور، إلى جانب التحسينات في قطاع الصحة.

وتعد الامارات من أكبر المساهمين في باكستان من حيث الاستثمار الأجنبي المباشر.

ويتركز هذا الاستثمار بشكل أساسي في قطاعات الأعمال والمصارف والاتصالات والطاقة، كما تُعقد اجتماعات عسكرية رفيعة المستوى من وقت لآخر.

علاوة على ذلك، تتمتع باكستان بميزة فريدة نظرا لدورها الرئيسي في إنشاء القوات الجوية الإماراتية بعد استقلالها في عام 1971.

والأهم من ذلك، أن الإمارات هي موطن لثاني أكبر جالية باكستانية في الخليج.

وتعتبر التحويلات من الإمارات – حوالي 4.6 مليار دولار في السنة عادة – مهمة للغاية بالنسبة للاقتصاد الباكستاني.

ولكن في عام 2015، عندما رفضت باكستان إرسال قواتها للقتال في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، تراجعت العلاقات مع انتقاد الامارات بشدة لباكستان. وقد وفر ذلك الوضع فرصة لتنامي العلاقات الهندية الإماراتية.

واستمرت الأمور في التدهور مع بقاء باكستان على الحياد عند اندلاع الأزمة الخليجية في عام 2017.

وتوترت العلاقات أكثر مع الانتقادات التي وجهتها باكستان لدول الخليج العربية لتقاعسها عن اتخاذ موقف بشأن الفظائع الهندية في كشمير.

كما أبدت باكستان تحفظا على التقارب الإماراتي مع إسرائيل موخرا.

وفي نوفمبر الماضي، حظرت الإمارات تأشيرات العمل للمواطنين الباكستانيين.

وبالرغم أن هذه الخطوة تم تبريرها بجائحة “كورونا”، فقد تكهن البعض بأنها نتيجة للعوامل الجيوسياسية، مثل العلاقات المتزايدة لإسرائيل مع دول الخليج.

وكانت هناك أيضًا تقارير عن تفاقم العنصرية التي يواجهها الباكستانيون في الامارات.

في الوقت ذاته، ترى الامارات في الهند حليفًا ليس فقط من الناحية الاقتصادية، ولكن أيضًا حليفًا يشكل محورا مثاليا مع إسرائيل.

ويأتي ذلك في وقت تختفي فيه سريعًا السبل التي تمنح باكستان أفضلية في منطقة الخليج.

فقد ولت الأيام التي كان وضعها، كدولة نووية مسلمة وحيدة، يمنحها مكانة معينة.

وبالنسبة للإمارات، تعتبر باكستان فرصة مواتية لسياستها الخاصة بتقليل الاعتماد على النفط.

كما أعربت أبوظبي مرارًا عن استعدادها للاستثمار في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

وعلاوة على ذلك، يقال إن العمل جارٍ على خطة رئيسية لمدينة نفطية ضخمة مقترحة في منطقة جوادر الباكستانية.

مما يشير إلى المزيد من الفرص الاستثمارية للإمارات.

وفي هذا السياق، من المهم أن نلاحظ أن دور الامارات كقوة إقليمية يتأثر بشكل متزايد بالتنافس مع قطر، التي تتمتع بعلاقات ممتازة مع كل من الهند وباكستان.

وفي فبراير ، وقعت الدوحة وإسلام أباد اتفاقية بشأن الغاز الطبيعي المسال لمدة 10 سنوات.

وكانت العلاقات الديناميكية بين باكستان وقطر حاسمة في تسهيل المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان كجزء من عملية السلام في أفغانستان.

وعادة ما تستند العلاقات الثنائية على تبادل المنافع ويعتبر الاقتصاد هو الطريق لضمان استدامة هذه العلاقات.

لذلك فبالرغم من اختلافهما، فإن لدى كل من باكستان والامارات الكثير لتكسبه من العلاقات القائمة على الجوانب العملية.

أزمة حكومة عمران خان المالية

أدت جائحة فيروس كورونا إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية لباكستان التي تعاني من ضائقة مالية، إلى جانب تفاقم مشكلة ديون باكستان منذ عدة سنوات.

وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لباكستان انخفض من 1.9٪ في السنة المالية 2019. إلى -1.5٪ في السنة المالية 2020.

ويتجاوز الدين العام لباكستان 87٪ من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية 2019-2020 ارتفاعًا من حوالي 72٪ من الناتج المحلي الإجمالي. في نهاية 2017-2018.

علاوة على ذلك، ارتفع إجمالي الدين والمطلوبات الخارجية للبلاد إلى 113.8 مليار دولار في السنة المالية 2020. من 106.3 مليار دولار في السنة المالية 2019.

ونهاية العام الماضي أعلنت الخارجية الباكستانية، أنها أبلغت الإمارات موقفها الرافض للاعتراف بإسرائيل إلى حين التوصل إلى تسوية. دائمة وملموسة للقضية الفلسطينية.

وفي حينه قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي “بيّنت لوزير خارجية الإمارات بشكل قاطع موقف باكستان من إسرائيل. وأننا لم ولن نستطيع إقامة علاقة مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى حل ملموس ودائم للقضية الفلسطينية”.

كما رفض قريشي مزاعم الضغط على إسلام آباد للاعتراف بإسرائيل.

وقال “أولا، لن يكون هناك ضغط علينا ولا يوجد. ثانيًا، علينا اتخاذ قرارات تضع مصالح باكستان في الاعتبار وليس بسبب أي ضغط. لدينا سياسة ولا نزال متمسكين بها”.

عمران خان يقلب الطاولة فوق رأس المعارضة:

في خطوة غير متوقعة، تمكن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من قلب الطاولة فوق رأس المعارضة الباكستانية، عقب إفشاله جلسة حجب الثقة التي كانت مقررة، الأحد، لإزاحته من منصبه.

وعقد البرلمان الباكستاني الأحد، جلسة من أجل التصويت على قرار حجب الثقة عن عمران خان، الذي فقد الأغلبية في البرلمان بعد أن انسحبت معظم الأحزاب المتحالفة معه، علاوة على إعلان 22 من نواب الحزب الحاكم الانضمام إلى المعارضة والتصويت ضد خان.

وبمجرد أن عقدت جلسة البرلمان للتصويت على عملية سحب الثقة عن خان، جاء نائب رئيس البرلمان قاسم سوري ليعلن أن قرار سحب الثقة عن رئيس الوزراء أمر “غير قانوني ومرفوض”. حيث رفع الجلسة من دون التصويت على القرار.

ولم يمر وقت كبير، حتى أعلن الرئيس الباكستاني عارف علوي، عن حل البرلمان بعد تعرقل التصويت على حجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان، إثر إعلان نائب رئيس البرلمان أن التصويت “مرفوض وغير قانوني”.

فيما أعلنت المعارضة تسجيل دعوى في المحكمة العليا ضد رفض مذكرة حجب الثقة.

وكان رئيس الوزراء عمران خان قد أرسل، صباح الأحد، مذكرة إلى الرئيس الباكستاني عارف علوي يطلب منه حلّ البرلمان من أجل الذهاب إلى انتخابات جديدة.

بينما قال فرخ حبيب، مستشار رئيس الوزراء عمران خان، في بيان صحافي، أن رئيس الوزراء عمران خان “سيواصل العمل في منصبه وفق المادة الدستورية 224 إلى حين تعيين حكومة تصريف الأعمال للإشراف على عملية الانتخابات الجديدة”.

وأعلنت المعارضة الباكستانية تعيين أياز صادق، القيادي في “حزب الرابطة – جناح نواز شريف”، رئيسا جديدا للبرلمان.

فيما أكدت مواصلة البرلمان عمله، وتسجيل دعوى في المحكمة العليا ضد رفض قرار حجب الثقة عن رئيس الوزراء من قبل نائب رئيس البرلمان، وضد قرار الرئيس الباكستاني حلّ البرلمان.

ماذا يعني قرار المحكمة الاتحادية فى باكستان:

بعد أيام من الانتظار والجدل الذي سيطر على الشارع الباكستاني، قضت المحكمة الاتحادية العليا في باكستان بأن قرار قاسم خان سُورِي نائب رئيس البرلمان منع التصويت على مذكرة سحب الثقة من الحكومة غير قانوني.

كما قضت بأن القرارات التي تلت ذلك من حل البرلمان والحكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة باطلةٌ وغير قانونية. وحسب صحيفة "داون" الباكستانية، فإن جميع القضاة الخمسة كانوا ضد قرار نائب رئيس البرلمان.

وبناء على ذلك، فإن البرلمان الباكستاني عاد للعمل من جديد، وجرى التصويت على سحب الثقة يوم السبت الماضي الموافق التاسع من الشهر الجاري .. وانتخب البرلمان السياسي الأكثر ودا مع الغرب شهباز شريف  ( 70 عام ) رئيسا للوزراء لتكتمل إجراءات الإطاحة بسلفه عمران خان في أزمة سياسية أثارت احتجاجات في البلاد ..

وحصل مرشح المعارضة شهباز، الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الأسبق نواز شريف، على 174 صوتا في الجمعية الوطنية (البرلمان) المكون من 342 عضوا. وكان مطلوبا ما لا يقل عن 172 صوتا للأغلبية البسيطة في البرلمان.

استقالات بالجملة

وقبل دقائق فقط من التصويت، قدم نواب من حزب خان استقالة جماعية من مجلس النواب احتجاجا على تشكيل الحكومة المتوقع من قبل خصومه السياسيين. وقال شاه محمود قريشي وزير الخارجية السابق ونائب رئيس حزب خان في كلمة أمام المجلس "نعلن استقالتنا جميعا". وتتطلب الاستقالات الجماعية إجراء انتخابات فرعية جديدة على ما يزيد على 100 مقعد.

وكان حزب حركة الإنصاف الذي يتزعمه عمران خان قد قدم أوراق ترشح فيها قريشي لمنصب رئيس الوزراء.

هل كانت الإطاحة بعمران خان كانت متوقعة؟

كانت الإطاحة بعمران خان متوقعة، لأن عمران خان فى نظر الغرب المنافق خرج عن الطوق عندما يمم وجههه تجاه روسيا والصين، فضلاً عن رفضه طلبا إماراتيا بالتطبيع مع الكيان الصهيونى.

فعمران خان جاء بتصور عن باكستان التي يريد، والوصول بالدولة إلى الحكم الرشيد، فهو لم يتلوث بعد بالفساد ولم يكن منحدراً من أسر أرستقراطية سياسية عريقة، ولكنه دخل سدة الحكم من باب الرياضة، فكان يسعى جاهداً لمحاربة الفساد المستشرى فى أوصال الدولة، ولكن على مايبدو أن خان على المستوى الداخلى استعجل طريق الإصلاح ولم يتبع سنة التدرج ، فاصطدم بمنظومات فاسدة ولدت مع ولادة الدولة الباكستانية ، ومن ناحية أخرى أراد أن يمارس سلطات رئيس وزراء منتخب ، فدخل – عش الدبابير- فتدخل  في تعيينات المؤسسة العسكرية ، مثل رئيس الأركان، والاستخبارات العسكرية.

أما على المستوى الخارجى، فقد رفض منطق التبعية والتعامل مع القوى الخارجية من موقف الندية لا التسوّل، وبدأ بتوترالعلاقة مع المملكة العربية السعودية من خلال نقد وزير خارجيته للموقف السعودي من قضية كشمير، ما دفع السعودية إلى مطالبة باكستان ذات الاقتصاد المتعب، بدفع ديون مستحقة بقيمة ثلاثة مليارات دولار،وحاول المشاركة في مؤتمر قمة كوالالمبور، التي دعا إليها رئيس الوزراء الماليزى، مهاتير محمد، ولكنه اضطر للتراجع عن المشاركة نتيجة الضغط السعودي،كما توترت العلاقة فى عهده مع العرب وأمريكا، فقد فانتقد أمريكا بسبب قضية كشمير، وأيد استيلاء حركة طالبان،على السلطة، وزياراته لروسيا عقب اجتياح أوكرانيا.

ثم توبيخه للسفراء الغربيين، الذين طالبوه باتخاذ موقف لإدانه الغزو الروسى لأوكرانيا.

كل هذه العوامل مجتمعة، أدت إلى تخلي الجيش عن دعم خان، فضلاً عن انفضاض عدد من حزبه عنه، مما هيئ الفرصة للمعارضة للإطاحة بخان، وإنهاء مسيرته الإصلاحية.