كواليس دعوة "بينت" المفاجئة لزيارة القاهرة: أفغانستان كلمة السر
الخميس - 19 آغسطس 2021
الكاتب والإعلامي الأمريكي إد موريسي (ED MORRISSEY) كتب تحليلا في موقع HotAir وهو أحد المنصات المعبرة عن اليمين الأمريكي، بقول فيه: إن دعوة السيسي لبينيت يبرهن على أن اتفاقيات إبراهيم لا تزال حية، وهي مثيرة للانتباه في الوقت نفسه، فالسيسي يواجه ضغوطًا كبيرة من الإسلاميين، بشكل أساسي من جماعة الإخوان المسلمين وأيضًا من حماس المنبثقة عنهم، بالإضافة إلى شبكات الإرهاب الإقليمية الأخرى، وسقوط الولايات المتحدة في أفغانستان سيشجع تلك الجماعات على ملاحقة الديكتاتوريات العلمانية مثل السيسي، وكذلك تلك الموجودة في الدول السنية الأخرى التي قامت إسرائيل بتطبيع العلاقات معها.
يتابع:"إن دعوة بينيت للقاهرة هي عمليا تجرؤ على هؤلاء الإسلاميين، الذين يرون إسرائيل كهدف رئيسي في حربهم على الكفار، متفقين في ذلك تماما مع الإسلاميين الشيعة في طهران.
بالطبع، يأمل السيسي في دفع إسرائيل إلى التعاون في غزة لتخفيف الضغط السياسي على القطاع، لكن من الواضح أن السيسي يريد إرسال نوع من الإشارات. ربما يرى أن هذا هو الوقت المناسب لتدعيم التحالف الإسرائيلي- السني ضد إيران، مع وقوع أفغانستان في يد الإسلام الراديكالي مرة أخرى.
ربما يريد أخذ زمام المبادرة في متابعة اتفاقات إبراهيم، والتي من شأنها أن تعزز مكانته بين التحالف المناهض لطهران حتى مع تعرضه لمخاطر أكبر من الإسلاميين الراديكاليين. في كلتا الحالتين، إنه تطور مرحب به.
من جانبها، نشرت "العربي الجديد" تقريرا ربطت فيه مصادر دبلوماسية مصرية، بين دعوة الزيارة وبين رغبة السيسي في تطوير العلاقات مع واشنطن سريعا، قبل زيارته المحتملة إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالتوازي مع مساعيه لعقد اجتماع مع الرئيس الأميركي جو بايدن، فضلا عن استقباله منذ يومين في القاهرة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، وحرصه على البناء على المكاسب التي حققها الجانب المصري في أحداث غزة الأخيرة.
ووصفت المصادر هذه الدعوة بأنها "مفاجئة"، مشيرة إلى أن المفاجئ أكثر هو الإعلان عنها من مكتب بينت، على عكس الاتصالات السابقة بين الجانبين. لكن الواضح أن هذا الاستعجال والعلانية كان وراءهما ما حدث في أفغانستان وأن أمريكا أوكلت للسيسي وبينيت مهمة نحو مزيد من "تجبيه" إسرائيل والسنة العرب في مواجهة طالبان وإيران.
ووفقا لـ"العربي الجديد"، تعددت لقاءات المسؤولين المصريين، في الشهور الأخيرة، مع نظرائهم من دولة الاحتلال، وبالأخص اللواء عباس كامل، ووزيري الخارجية سامح شكري، والبترول طارق الملا، على خلفية التنسيق بين الجانبين حول العديد من القضايا، والوساطة المصرية الدائمة لتهدئة الأوضاع بين دولة الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، التي شغلت حيزا كبيرا من الاتصالات بين الأطراف الثلاثة في الأيام الماضية.
وفي نهاية مايو/أيار الماضي، قام وزير خارجية الاحتلال، غابي أشكنازي، بزيارة كانت الأولى من نوعها للقاهرة منذ 13 عاما، حيث كانت تسيبي ليفني هي آخر وزيرة خارجية إسرائيلية تزور مصر في عام 2008.
وعقد اللقاء المعلن الوحيد بين السيسي ورئيس وزراء دولة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو في نيويورك عام 2017، خلال مشاركتهما في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث زار نتنياهو السيسي في مقر إقامته، وكان علم مصر فقط وراءهما.
وفي أغسطس/آب 2018، نشرت الصحف العبرية أن نتنياهو سافر سراً إلى مصر في مايو/أيار من العام ذاته، والتقى السيسي وتشاركا في مأدبة إفطار رمضانية، بحضور مستشارين من الجانبين.
وفي يوليو/تموز 2019، تعمد نتنياهو أن يعلن عن سابقة عقد "لقاءات" مع السيسي خلال حفل السفارة المصرية في تل أبيب بثورة 23 يوليو/تموز 1952، حيث وصفه بـ"الصديق العزيز"، وقال: "في لقاءاتي معه فوجئت بحكمته وذكائه وشجاعته (..) السلام بين إسرائيل ومصر بمثابة حجر الزاوية للاستقرار".
وقبل ذلك في يوليو/تموز 2016 أوفد السيسي وزير خارجيته سامح شكري إلى القدس للقاء نتنياهو، حيث اجتمع الطرفان مدة طويلة وشاهدا سويا نهائي كأس الأمم الأوروبية.
قد يصبح "بنيت" وهو أول رئيس وزراء من اليمين المتدين المتطرف، أول مسئول صهيوني كبير يزور مصر منذ انقلاب 2013، إذ أكد أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء أن السيسي وجه دعوة له لزيارة مصر، نقلها له كامل بزيارة رسمية إلى مصر خلال الأسابيع المقبلة.... يعني هذا أنه لأول مرة منذ التطبيع سيتم عزف السلام الاسرائيلي في مصر
المصادر العربي الجديد+ HotAir