كاتب كويتي يمتدح الصهاينة ويعلق الفشل العربي على "شماعة الإخوان"!
الثلاثاء - 9 نوفمبر 2021
قبل أيام، نشر الكاتب الكويتي أحمد الصراف مقالا بجريدة "القبس" تحت عنوان (السر اليهودي غير الخفي) عقد فيه مقارنة بين الحركة الصهيونية وبين الإخوان المسلمين، مبديا تحاملا واضحا على الإخوان ومزكيا الحركة الصهيونية في الوقت ذاته!
قال الصراف، في المقال الذي تناقلته وسائل إعلام غربية موالية لإسرائيل: هناك فجوة كبيرة بين اليهود وبين أعدائهم، وبشكل أدق بيننا وبينهم!
هذه الفجوة لا تتمثل فقط في قدرة الطرف الأول المادية والعسكرية الكبيرة، بل وفي الفارق في والثقافة وقدسية الحياة وحتى الضمير.
تبدو إسرائيل على الخارطة وكأن جيرانها سيبتلعونها غداً، ولكن من الواضح أنها التي ستبتلعنا في نهاية الأمر، إن استمر تخلفنا.
فبالرغم من أن عرب ومسلمي ومسيحيي هذه المنطقة يعيشون فيها منذ آلاف السنين، فإن ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم. وبالرغم من أن الغالبية الساحقة من شعب إسرائيل هاجرت لها منذ عشرات السنين فقط، ومن خلفيات عرقية وثقافية لا تعد ولا تحصى، إلا أنهم استطاعوا، بالحد الأدنى من الموارد، وتحت أقسى الظروف، تحقيق ما يشبه الخرافة، مقارنة بما حققته دولنا في نفس الفترة الزمنية!
ولو لم يكن لدينا «شوية» نفط، الذي لا تملك إسرائيل قطرة منه، لكان حالنا أسوأ من الحالي بكثير! فما السر؟
وساق الصراف مجموعة من الأسباب التي برر بها استنتاجه، ليخلص إلى مقارنة غير منصفة بين الحركة الصهيونية وبين الإخوان المسلمين، متجاهلا تماما ديكتاتورية الأنظمة الحاكمة واستبدادها الذي كان دائما العقبة الكؤود أمام مشروع الإخوان للوحدة الإسلامية.
زعم الصراف – في مفارنته غير الموضوعية- أن الحركة الصهيونية نجحت خلال نصف قرن فقط في تحقيق حلمها وأسست «دولة» منيعة ومتقدمة وقادرة على فرض نفسها على العالم أجمع، أما حركة الإخوان، فإنها تحاول، ومنذ أكثر من تسعين عاما، تأسيس دولتها الدينية، ولكنها تمنى بالفشل تلو الآخر.
وقال: يعتبر تنظيم الإخوان المسلمين، بنظر الكثيرين، التنظيم الأيديولوجي والسياسي وشبه العسكري الوحيد المؤهل للقيام بدور «استراتيجي»، وتأسيس دولة الخلافة الإسلامية أو ما يشابهها، التي طالما تغنى بها البعض وسعى لتأسيسها، كما سعت الحركة الصهيونية عام 1897 في بازل لوضع أسس دولة إسرائيل.
وادعى أن نجاح الحركة الصهيونية وفشل حركة الإخوان يعود لعوامل عدة منها:
الأول: نجح الصهاينة في تجنيد أفضل العقول العلمية والسياسية لخدمة القضية، وقيادتها، دون النظر لمدى إيمانها بالفكر اليهودي التقليدي. وهذا ما فشلت فيه حركة الإخوان، حيث كانت خياراتها بائسة، وبعيدة عن الصواب، ابتداء بالمستوى التعليمي المتواضع لغالبية مرشدي الحركة وانتهاء بممثليهم السياسيين، سواء لدينا أو في الدول الأخرى. فطبيعة فكر الإخوان المتخلف لا تسمح للمبدع الخلاق بأن يكون عضوا في الجماعة.
ثانيا: غياب الشفافية عن فكر الإخوان، فلا أحد يعرف شيئا عن خططهم ولا عن برامجهم للحكم، وهذا يعود غالبا لعدم وجودها أصلا، ورأينا ذلك بوضوح خلال فترة حكمهم لمصر وتونس والسودان.
ثالثا، والأهم: اهتمام اليهود، تاريخيا، بالعلوم وشغفهم المعروف بالقراءة، واهتمام الحركة الصهيونية، ومؤسسي الدولة، بضرورة تكوين المؤسسات العلمية والتعليمية والثقافية منذ اليوم الأول لتأسيس الدولة، بجانب اهتمامهم بالعقيدة الدينية وبالقوة العسكرية الرادعة، فوصلوا وتقدموا، وتجاوزونا بمراحل.
أما الفريق، الذي يفترض أنه مضاد لهم فكريا، والمتمثل بحركة الإخوان المسلمين، فقد اثبت عجزه وفشله، العلمي والسياسي والثقافي، وعلى مدى قرن تقريبا، في بناء صرح علمي واحد يمكن الإشارة له، هذا غير بغضهم لكل مواضيع الثقافة والفن والفكر والأدب.
الكاتب بهذه الطريقة الملتوية يعلق فشل الحكام العرب على شماعة الإخوان المسلمين، متجاهلا أن الدكتاتوريات الحاكمة هي أساس كل الهزائم التي مني بها العرب، وأن الفرصة لو أتيحت للإخوان حقا، لتغير وجه الحياة في المنطقة بأكملها، ولما كان للكيان الصهيوني وجود أو بقاء.