كاتب أمريكي يراهن على فشل طالبان ويزعم: "الإسلام السياسي فقد بريقه"!

الأحد - 29 آغسطس 2021

زعم  الصحافي الأمريكي ديفيد بروكس، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، أن سمعة الحركات الإسلامية "تضررت بشدة" نتيجة سعيها لفرض نموذج "ثيوقراطي" في الحكم، وأن "الإسلام السياسي" فقد بريقه، مستندا في ذلك إلى نتائج مسح أجرته مجلة The Economist في عام 2019، خلص إلى أن "الناس في جميع أنحاء العالم العربي ينقلبون ضد الأحزاب السياسية الدينية ورجال الدين الذين ساعدوا في وصولهم إلى السلطة، كما  يبدو أن الكثيرين يتخلون عن الإسلام أيضًا ".

لكن في تناقض واضح، ختم الكاتب مقاله المنشور في "ستاندرد سبيكر"، 28 أغسطس، والمعنون بـ" هذه هي الطريقة التي تذبل بها الثيوقراطية"، معلقا على هزيمة أمريكا في أفغانستان بالقول: "لقد أخطأنا عندما سعينا إلى هزيمة فكرة قوية من خلال تحقيق نصر عسكري حاسم"، مشددا على ضرورة "مواصلة الضغط للترويج للأفكار الليبرالية ودفع الأفكار الثيوقراطية للتحلل تحت وطأة عيوبها"، حسب قوله.

المقال تضمن مجموعة محاور رئيسية تتعلق بنقد أفكار تنظيم الدولة والقاعدة وطالبان، والنظام الإيراني، وحتى أفكار الجماعات المعتدلة مثل الإخوان المسلمين، في محاولة منه لإثبات أن هذه الحركات والجماعات فشلت في خلق نموذج إسلامي للحكم يحل محل النماذج العلمانية الغربية والشيوعية، وأن الحل فقط في الديمقراطية الغربية.

قال: إن الفترة من عام 1979 كانت بمثابة "انفجار للإسلام السياسي في الوعي العالمي بالثورة الإيرانية وصعود المجاهدين بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان وبرنامج الأسلمة في باكستان وشعبية الإخوان المسلمين عبر العالم العربي، وهذه الأفكار التي استحوذت على خيال الملايين كانت لها جذور فكرية عميقة ومتنوعة. أضاف: على سبيل المثال، قام مفكر منتصف القرن العشرين سيد قطب بتوجيه نقد شامل للمادية التي لا روح لها في أمريكا، وتتبعها جزئيًا إلى الفصل بين الكنيسة والدولة، وهو الخطأ الفادح ، حسب اعتقاده ، الذي فصل الروح عن الجسد. وقال إنه في العالم الإسلامي، لا ينبغي فصل الجسد والروح، بل يجب أن يعيشا متحدين في دولة الخلافة من جديد، التي تحكمها الشريعة الإسلامية".

تابع: "يمكن أن تظهر هذه الرؤية بطرق أكثر اعتدالًا ، كرجال دين يسعون لممارسة السلطة السياسية ، أو بطرق أكثر عنفًا ، مثل الجهاديين الذين يحاولون الإطاحة بالأنظمة العربية".

أراد الكاتب بهذا أن يمهد لفكرته الرئيسية وهي أن " الانسحاب الأمريكي المتواضع من أفغانستان قد يبدو بالنسبة لهم بمثابة هزيمة كارثية للديمقراطية الغربية وقفزة كبيرة نحو حلم مجتمع مسلم موحد. لكن شيئًا ما قد تغير على مدى السنوات العديدة الماضية. لقد فقدت الأفكار المغناطيسية الموجودة في قلب العديد من هذه الحركات بريقها." وأنه " عندما حاول الإسلاميون السياسيون تأسيس حكم ثيوقراطي في دول فعلية ، تضررت سمعة حركتهم بشدة، ففي واحدة من أكثر مظاهر التطرف عنفاً وراديكالية ، أصبحت خلافة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا كابوساً ملطخاً بالدماء".

وعزز ديفيد بروكس فكرته بالقول: " يرى الخبراء أن حظوظ التطرف الإسلامي تتلاشى"، مستشهدا بما كتيته نيللي لحود في العدد الحالي من مجلة فورين أفيرز بأن "العقدين الماضيين أوضحا مدى ضآلة ما يمكن أن تأمل الجماعات الجهادية في تحقيقه، وأن لديهم فرصة أفضل بكثير لتحقيق الحياة الأبدية في الجنة من جعل الولايات المتحدة تجثو على ركبتيها ".