قطارات الموت إلى أين ؟

الاثنين - 19 أبريل 2021

ثالث حادث في مصر في أقل من شهر ..
قطارات الموت إلى أين
؟

تواصل مصر  فقد أبناءها على "شريط السكة الحديد" .. وعطب بنيوي في منظومة الدولة المصريّة يدفع المواطنون المصريون وخاصة الفقراء منهم ثمنها بأرواحهم 
تكرار حوادث القطارات يؤكد مسؤولية النظام وحكوماته المتعاقبة عن الكوارث  .. وتحميل البسطاء من العاملين بالقطاع المسئولية تهرب واضح من المسئولية السياسية للنظام ووزرائه 
 فقد شهدت مصر خلال الشهر الأخير فقط فاجعة 3 حوادث للقطارات راح ضحيتها العشرات وأصيب فيها المئات .. آخرها وفاة 11 مواطن وسقوط نحو 98 جريحا في حادث "طوخ " أمس الأحد ١٨ إبريل  .. وأكثر من 32 قتيل و165 مصاب في حادثة سوهاج .. و في 15 أبريل الجاري وقع حادث قرب مدينة منيا قمح شمال القاهرة ما أسفر عن إصابة 15 شخصا
 السيسي اكتفى بتكليف "مدبولي" بتشكيل لجنة للوقوف على أسباب الحادث الذي وقع أمس الأحد ..  وطلب من فرق الهندسة في الجيش المصري التحقيق في هذا الحادث 
وزير النقل ضحى برئيس هيئة النقل "أشرف رسلان" للحفاظ على منصبه الوزاري .. وأكد في تصريحات مستفزة للمصريين : " سنحاسب جميع المسؤولين المتسببين في الحادث ولن نهرب من تحمل المسؤولية، ونعمل ليل نهار لتطوير منظومة السكك الحديدية"..  وتناسى أنه هو المسئول الأول عن الحادث  
وزير النقل كامل الوزير  قال أن اكتمال منظومة التشغيل الآلي للسكك الحديد سيكون  في عام 2024!
 هيئة السكك الحديد أكدت أن القطار كان في طريقه من القاهرة إلى مدينة المنصورة وخرج عن مساره ..  ولم توضح السلطات حتى الساعة أسباب الحادث 
صحيفة "الشروق" المصرية نقلت عن مصادر مطلعة  بأن "التحقيقات الأولية للحادث كشفت أن القطار كان يسير بسرعة كبيرة تبلغ نحو 120 كيلومترا في الساعة..  أثناء المرور على منطقة إصلاحات وعرة من المفترض أن يسير فيها بسرعة لا تتجاوز 30 كيلومترا في الساعة" .. وأن سائق القطار ومساعده لم يتلقيا أمرا رسميا بتهدئة السرعة في تلك المنطقة 
 هيئة السكك الحديد حققت خسائر بأكثر من 9 مليار جنية في الأونة الاخيرة بالرغم من رفع التذاكر بصورة مستمرة منذ مطلع فبراير الماضي.. ومؤخرا  أعلن بنك التنمية الأفريقي منح مصر قرض بقيمة 145 مليون يورو “لتمويل وتحسين سلامة وأداء نظام السكك الحديد في البلاد في إطار مشروع وطني لتحديثها” 
الغضب الشعبي يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي .. وهجوم على النظام و  كامل الوزير بعد حادث  قطار طوخ... ووسم "#قطارطوخ" و"#كاملالوزير" يتصدرا قائمة الأكثر تداولا ورفض لإصرار الوزير على الإكمال في منصبه 

فيما انتاب أذرع النظام الإعلامية حالة من التخبط في معالجة الحادث .. و"اديب" يعلق مسئولية الحادث في عنق السائق وعمال التحويلات .. و لميس الحديد تشتبك مع علاء عابد رئيس لجنة النقل ببرلمان العسكر .. و"موسي " بدا عليه التوتر والتخبط الشديدين 
 و مصطفى بكري: "‏حادث قطار طوخ، ليس صدفه قبل ساعات حدث تحول كبير لدى الكثيرين.. بعد نجاح مسلسل الإختيار في فضح مظلومية رابعه بالوقائع والأدلة الحقيقية - بعدها تم نشر فيديو لشنق الشهيد نبيل حبشي راعي كنيسة بئر العبد في سيناء - لن نستبعد مافيا الفساد والمصالح المستعدة للتحالف مع أعداء" !
والنظام أبرأ ذمته مسبقاً من دماء القطارات برفع شعار "ما باليد حيلة".. ويعلق مشاكله على شماعة الإمكانيات المحدودة .. ويتناسي رصده 360 مليار جنية لقطار العين السخنة - العاصمة الإدارية.   
تقرير صادر عن المبادرة المصرية في 2019 أكد أن تراجع الإنفاق على السكك الحديدية جزءا من سياسات أوسع للتقشف.. تأتي على حساب حق عشرات الملايين في الحياة بصور مباشرة  
مصر شهدت تاريخ أسود مع حوادث القطارات ..  وتقارير  الجهاز المركزي  للإحصاء أكدت أن عدد حوادث القطارات في مصر اتجه نحو الارتفاع منذ عام 2012 ( 447 حادث) ثم أخذ الرقم في الارتفاع إلى أن وصل عدد الحوادث إلى 1793 في عام 2017 .. وبلغ  2044 حادث في 2018..  ثم 1863 حادثة خلال عام 2019 
 ومتوسط الحوادث بمعدل حادثة لكل 6 ساعات يوميا  !