قراءة أولية حول تشكيل مجلس رئاسي يمني
الخميس - 7 أبريل 2022
في خطاب متلفز، بثه التلفزيون اليمني، صباح اليوم الخميس 7/4/2022 للرئيس عبد ربه منصور هادي، أعلن فيها إنشاء مجلس قيادة رئاسي ونقل كافة صلاحياته له.
وحسب نص القرار، فإن مجلس القيادة الرئاسي يترأسه رشاد محمد العليمي، ويتكون من سبعة أعضاء هم:
1- سلطان علي العرادة.
2- طارق محمد صالح.
3- عبد الرحمن أبو زرعة.
4- عبدالله العليمي باوزير.
5- عثمان حسين مجلي.
6- عيدروس قاسم الزبيدي.
7- فرج سالمين البحسني.
وأن التفويض لا رجعة فيه، بكامل صلاحياته وفق الدستور ،والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
وأن قرار نقل السلطة وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي جاء رغبة في إشراك القيادات الفاعلة في إدارة الدولة في هذه المرحلة الانتقالية، وتأكيدا على التزامنا بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية ووحدة أراضيه.
كما أعلن هادي أيضاً عن تشكيل "هيئة ( للتشاور والمصالحة ) تجمع مختلف المكونات لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي".
هادي يتنازل عن صلاحيته طواعية:
يرى بعض المراقبين، بأن الرئيس هادي أراد أن يختم حياته بشئ يذكره التاريخ، على غير عادة رؤساء العرب الذي لا يقصيه عن كرسي الحكم، سوى الموت أو انقلاب عسكري من المؤسسة العسكرية.
بينما يرى البعض الآخر، أن ما تم من نقل صلاحيات الرئيس هادي لمجلس رئاسي مكون من ثمانية أعضاء، إنما تم بضعوط إماراتية سعودية،- وهما الدولتان، اللتان تقودان التحالف العربي فى اليمن لدعم الشرعية- ، وذلك لإفساح المجال لمشاورات مع الحوثي، وربما استجابة لضغوط حوثيىة بإزاحة كل من ،علي محسن الأحمر،نائب الرئيس، والرئيس هادي.
لكن أيا كان الأمر، فقد خرج هادي ونائبه من المشهد اليمني نهائيا ، بعد الإعلان عن تشكيل المجلس الرئاسي، الذي سيستمر حتى يتم إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية، والإشراف على انتخابات رئاسية ونيابية.
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة، هل هناك اتفاقات سرية بين السعودية وإيران أو ربما بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء أزمة اليمن فى مقابل النفط هذا ماستكشف عنه الأيام القادمة.
نظرة إيجابية:
للوهلة الأولى يعتبر تشكيل المجلس بصورته الحالية إيجابيا لحد ما ،حيث تم ادماج كافة الشركاء المتشاكسون فى هذا المجلس فهناك صالح العرادة محافظ مأرب وهو يمثل حزب الإصلاح، وهو أكبر الأحزاب اليمنية ، وله مرجعية إسلامية، وهناك أيضاً عبدالله العليمي ، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب الرئيس، وهو محسوب على الإصلاح أيضا، وهناك عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وهناك طارق صالح ورشاد العليمي اللذان يمثلان حزب المؤتمر الشعبي العام، وهناك محافظ حضر موت فرج سالمين البحسني.
وقد نصت وثيقة تشكيل المجلس على أن قرارات المجلس تكون بالتوافق وبالأغلبية البسيطة.
وعلى الرغم من التسريبات ، التي سوقت أن عقد مؤتمر الرياض ، القصد منه بالأساس، هو إزاحة الإصلاح لكن ثبت العكس، لأن حزب الإصلاح يمثل شريحة من الشعب اليمني وجزء من الشرعية بكل مكوناتها.
ومن الإيجابيات أيضاً، وجود عيدروس الزبيدي يخفف من المطالبات، الداعية إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، ووجود طارق صالح يلغي فكرة المجلس التأسيسي، كما أن وجود فرج البحسني ، يمنح الثقة لأهل حضر موت لشعورهم بالتهميش ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى – وهي الأهم – أن المجلس الرئاسي، سيكون خطوة لتوحيد الجيش تحت قيادة واحدة .
شركاء متشاكسون:
لاشك أن ملف اليمن ملف شائك، ومعظم أفراد المجلس ، تتنوع ولا ئتهم ما بين السعودية والإمارات.
لكن لأول مرة تتوحد فصائل الشرعية المتخاصمة، تحت مظلة جديدة هى المجلس الرئاسي.
ولايخفى على أحد ،أن تشكيل المجلس الرئاسي، شكّل انقلاباً على الشرعية السابقة ،ولانذهب بعيدا إذا قلنا أنه بمثابة انقلاب ناعم على شرعية هادي، إلا أنه نجح فى انضواء الكل تحت هذه المظلة الجامعة.
حزب الإصلاح يعلن موقفه من إعلان مجلس رئاسي لإدارة السلطة في اليمن:
أعلن حزب التجمع اليمني للإصلاح، اليوم الخميس، عن موقفه حول تشكيل مجلس رئاسي لإدارة السلطة في اليمن.
وقال علي الجرادي رئيس دائرة الإعلام بالحزب، إن إعلان المجلس الرئاسي التوافقي برئاسة الدكتور رشاد العليمي ينهي الصراعات السياسية والبينية بين مكونات الشرعية.
وأضاف في تغريدة له على تويتر، أن المجلس سيجدد أيضاً الأمل بتوحيد الجهود السياسية والمكونات العسكرية لمواجهة الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية.
"كما أن الأمل أيضا من خلال المجلس بتوفير الخدمات والاستقرار وعودة السلطات لممارسة صلاحياتها من الداخل.
مأرب:
اختيار اللواء صالح العرادة محافظ مأرب ضمن تشكيلة المجلس العسكرى، سيلقى بظلال كثيفة من الشك، وهل هناك بديل على نفس المستوى، فى ظل المرحلة القادمة، خاصة وأن هجمات الحوثي، على مأرب تحطمت على صخرة المقاومة فى مأرب.
فهل سيتم اختيار محافظ لمأرب، يواصل الدفاع عن مأرب، ضد هجمات الحوثين، أم ستسقط آخر قلاع الشرعية بيد الحوثى وبذلك يكون على الدنيا السلام.
خاص - إنسان للإعلام