في ذكرى الرئيس الشهيد .. مصر(للخلف در) .. وتواطؤ دولي في ملف التحقيق في وفاته .. والتنكيل مستمر بأسرته
الخميس - 17 يونيو 2021
"بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن ضنوا علي كرام".. كانت تلك آخر كلمات الرئيس الراحل محمد مرسي ، قبل وفاته داخل قفص زجاجي بقاعة محكمة جنايات القاهرة، الذي كان شاهدا على آخر لحظات حياة أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا في 17 حزيران/ يونيو 2019 ..
كانت تلك الكلمات تقطر حباُ لهذا الوطن فكان جزاؤه القتل العمد لطي صفحة ثورة ينايرالمجيدة ومكتسباتها .
وبعد رحيل الرئيس الشهيد الذي أخلص لوطنه وأراد له أن ينتج دواءه وغذاءه وسلاحه .. فدفع حياته ثمن .. نجد مصر " للخلف در" على يد النظام العسكري .. شعب مقهور بعد أن ظفر بكامل حريته على يد رئيسه المدني المنتخب .. والفقر والجبايات باتت سياسة ممنهجة قتلت أي أمل في تحسين مستوى المعيشة .. والتردي طال كل مناحي الحياة ..بل حتى حقوق مصر المائية التاريخية تعرضت للضياع ..
وتحل اليوم الخميس، الذكرى الثانية لوفاة مرسي، التي تكتنفها شبهة جنائية، واتهامات من أسرته ومن جماعة الإخوان المسلمين للنظام العسكري الحاكم بالتسبب في مقتله بالإهمال الصحي.
ولطالما اشتكى الرئيس الشهيد أمام قضاة محاكماته من إهمال صحي له، ومحاولة لقتله في محبسه، فيما أعلنت أسرته أكثر من مرة منذ اعتقاله إثر انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، عن تعرضه للحبس الانفرادي وتراجع حالته الصحية ومعاملته السيئة.
وفي آذار/ مارس 2017، أعلنت لجنة برلمانية بريطانية مستقلة، أن مرسي محتجز في ظروف "لا تلبي المعايير المصرية والدولية"، وحذرت من أنها "قد تُعجل بوفاته".
ورغم مرور عامين كاملين، إلا أن ملف البحث والتحقيق في أسباب وملابسات وفاته لم يخرج إلى النور، رغم الإعلان عن دعوى أقامتها أسرة مرسي في المملكة المتحدة، عبر المحامي الدولي البريطاني كارل بكالي، ورغم ما أعلنته جهات حقوقية عديدة عن تبنيها الملف.
وفي أيلول/ سبتمبر 2019، طالبت أسرة الرئيس الراحل، عبر مؤتمر في نادي الصحافة بمدينة جنيف السويسرية بفتح تحقيق في ملابسات وفاة الرئيس مرسي، وخاصة مع وجود شواهد تثبت قتله، بعد تهديده أكثر من مرّة، وما تعرّض له في محبسه بعد الانقلاب العسكري
وأغلقت السلطات المصرية الملف، وقالت إن وفاة مرسي طبيعية، إثر تعرضه لنوبة قلبية ثناء جلسة محاكمته بإحدى القضايا الستة التي اتهمه بها النظام العسكري الحاكم.
وقال مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لحزب "الحرية والعدالة" المصري محمد سودان – في حديثه لعربي 21 - : " ما تم حتى الآن في ملف التحقيق دوليا وفاة الرئيس الشهيد غير كاف.. والتواطؤ الدولي حال دون محاكمة قتلة الرئيس الشرعي لمصر .. ورفعت دعوى قضائية أمام المحاكم الفرنسية العليا لطلب تشريح جثمان الرئيس دون جدوى"
فيما قال الحقوقي المصري خلف بيومي: " ملف قتل الدكتور محمد مرسي، من أهم الملفات التي يسعى النظام للتعتيم عليها... بعدم اتخاذ خطوات فعالة نحو التحقيق في أسباب الوفاة والوقوف على الضالعين فيها ومحاكمتهم .. و لن يتوقف النظام عن ذلك، لأن فتح الملف معناه محاكمة رموز النظام الحالي "
واعتبرت مديرة "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" هبة حسن : " وفاة الرئيس الراحل وصمة بتاريخ مصر وواقعها .. وعدم حصول أي اهتمام أو خطوات حقيقية للوفاة المفاجئة الي الأن دليل على تواطؤ دولي مع النظام العسكري المصري "
وعلى صعيد متصل .. النظام العسكري يواصل التنكيل بأسرة الرئيس الشهيد بعد قتله .. فتوفي نجله عبدالله في ظروف غامضة عقب وفاة أبيه .. وتحوم شكوك كبرى حول دور أجهزة السيسي في اغتيال الأب والابن .. بينما صدر أول أمس الإثنين حكما نهائيا بحق الابن الثاني المحامي "أسامة" والذي جرى اعتقاله قبل سنوات.. بسجنه "10"سنوات في قضية "فض اعتصام رابعة .
وقال مراقبون: الانتقام من عائلة الرئيس مرسي بهذا الجبروت هدف بحد ذاته ... فمرسي أغضبهم بصموده وصمود أسرته فكان جزاؤهم الانتقام والدائرة السوداء المفرغة ..
الانقلاب استبق الانتقام من أبناء الرئيس بالانتقام من أبناء إخوته.. ففي نوفمبر 2014 تم اعتقال ابن شقيقه محمد سعيد مرسي الطالب وقتئذ بجامعة الزقازيق ثم الحكم عليه بالمؤبد..
وفي ذكرى استشهاد الرئيس .. "الحلم المسروق".. كتاب يرصد أسرار وخفايا فترة حكم مرسي والمؤامرة من الجيش والدولة العميقة عليه .. وتضمن نشاط وإنجازات "مرسي" خلال فترة حكمه .
و تتضمن محتويات كتاب "الحلم المسروق" تفنيد وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود "فرية اتهام الرئيس مرسي بالضعف، والافتقار إلى الخبرة السياسية.. مستشهدا بإنجازاته ومواقفه وإجراءاته الإصلاحية خلال عام حكمه الوحيد"
كما تعرض "الكتاب" لمعارك الرئيس مرسي مع مؤسسات الدولة العميقة.. والتي خاضها منذ أيامه الأولى في القصر، وكيف تعامل مع الأحداث .. وطريقة إدارة الرئيس الراحل لعلاقاته مع القوى السياسية المختلفة ومع المحيط الإقليمي والدولي .
فيما وثق " الكتاب" أيضا واقعة وفاة "مرسي" وملابساتها والتقارير الحقوقية المحايدة التي تؤكد تعرضه لـ "مؤامرة قتل ممنهجة في محبسه الانفرادي المفتقر إلى أبسط مواصفات ومعايير السجون في المواثيق الدولية ..