في عيد الأم: آلاف السجينات السياسيات في مصر يعانين داخل الزنازين

الأحد - 21 مارس 2021

بينما تحتفل الأمهات في الحادي والعشرين من مارس/ آذار بعيد الأم، هناك آلاف السجينات السياسيات في مصر، اللواتي يقضين عيدهنّ داخل الزنازين، وهنّ يتعرّضن للتنكيل.

بالتزامن مع احتفال العديد من دول العالم بعيد الأم، في الحادي والعشرين من مارس/ آذار من كل عام، آلاف المسجونات السياسيات في مصر قضين ويقضين عيدهن خلف قضبان الزنازين والسجون على خلفية قضايا سياسية، هدفها الأول التنكيل بالمعارضين. في المقابل، هناك أبناء وأحفاد يتربّون في غياب الأمهات والجدّات، ويتجرّعون مرارة الحرمان واليتم بينما أمهاتهم على قيد الحياة خلف القضبان أو في عداد المختفين قسرياً.

ورغم عدم وجود تقديرات لعدد السجينات والأمهات في السجون المصرية على خلفية قضايا سياسية، لكن العدد الإجمالي للسجناء السياسيين في مصر يقدّر بنحو ستين ألف سجين سياسي، بينهم عدد من النساء، مثل علا يوسف القرضاوي، وهي المثال الأوضح والأبرز للتنكيل السياسي. وتبلغ علا 58 عاماً من العمر، وهي أم لثلاثة أبناء، وجدة لثلاث حفيدات، وليس لها أي انتماءات سياسية سوى أنها ابنة الشيخ يوسف القرضاوي.

إلى جانب علا، هناك أيضاً عائشة خيرت الشاطر، وهي أم لثلاثة أبناء، ألقي القبض عليها في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، في منزلها، وتمّ إخفاؤها قسراً لمدة 22 يوماً، حتى ظهرت في نيابة "أمن الدولة العليا" بتهمة التمويل والانضمام لجماعة محظورة، وتمّ إيداعها بالحبس الانفرادي في سجن القناطر للنساء ومنعها من الزيارة حتى الآن، فقط لأنها ابنة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر.

التفاصيل تختلف قليلًا مع المحامية الحقوقية هدى عبد المنعم، وهي أم وجدة، فقد ألقي القبض على عبد المنعم في اليوم نفسه الذي اعتقلت فيه ابنة الشاطر، في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بعد اقتحام منزلها بقوة من الشرطة والأمن الوطني، ومن ثم جرى اقتيادها معصوبة العينين إلى منزل والدتها، حيث قامت القوة بتفتيشه، ثم أعادتها مرة أخرى للبناية التي تسكن فيها. لكن التنكيل بهدى عبد المنعم هو لعقابها على نشاطها الحقوقي والقانوني في الدفاع عن السجناء والسجينات السياسيين في مصر على مدار سنوات ما بعد الانقلاب العسكري، في الثالث من يوليو/ تموز 2013.

وهناك أيضاً سامية شنن، التي تبلغ من العمر 60 عاماً، وتقول عنها منظمات حقوقية مصرية إنها "أقدم معتقلة في مصر". ألقي القبض عليها في 19 سبتمبر/ أيلول 2013، وتمّ إدراجها في قضية أحداث كرداسة، وحُكم عليها بالإعدام حضورياً، وتمّ نقض الحكم في 3 فبراير/ شباط 2016، وتمّت إعادة محاكمتها والحكم عليها بالسجن المؤبد.

بخلاف السجينات اللواتي يحظين بقدر من الشهرة تجعلهن في صدارة الذاكرة الحقوقية المحلية والدولية، هناك غيرهنّ المئات وربما الآلاف من السجينات لا يعلم أحد عنهنّ شيئاً.

المصدر    "العربي الجديد"