فيديو جديد لشاب يفضح عمليات التعذيب داخل أماكن الاحتجاز في مصر
الثلاثاء - 8 فبراير 2022
استمرت عمليات التعذيب في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز المصرية، في ظل غياب الرقابة القضائية عليها، حيث ظهر فيديو جديد يفضح تعذيب شاب وأسرته في قسم شرطة العجوزة.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل مقطع فيديو لشاب مصري يقول إنه تعرض لإهانات بالغة وإذلال داخل قسم شرطة العجوزة بالعاصمة القاهرة لدرجة دفعته للتفكير في إنهاء حياته، بعدما قضى يومين فقط بداخله.
وقال الشاب، خلال المقطع المتداول، إنه كان مليئا بالطاقة الإيجابية وحب الخير لكل الناس، لكنه الآن –بعد تجربته الصعبة داخل قسم الشرطة– بات نادما على كونه مصريا.
وأشار الشاب المصري إلى تفكيره في وضع حد لحياته لولا إيمانه بالله، وقال: "لقد مررت بوقت صعب، بإهانة بحاجات من المفترض أن تكون قد انتهت منذ الثورة القديمة".
وأضاف: "لقد تعرضت للظلم، أفوض أمري لله، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من ظلمني، الحمد لله لكنني لا أريد أن أعيش".
وفي مقطع آخر، يستمر الشاب بالبكاء وهو يؤكد تعرضه لإهانات لشخصه ولأهله، مؤكدا أنه يفضل الموت على أن يظل في مصر ويدفن بها، بعدما تعرضت كرامته للامتهان.
التعذيب عرض مستمر
وفي 24 يناير/كانون الثاني الماضي، تداولت صحف ومواقع إعلامية غربية مقطعا مسربا يظهر تعذيب سجناء داخل قسم شرطة السلام بالعاصمة المصرية أيضا، فيما تتصاعد استغاثاتهم.
وأظهر المقطع، آنذاك، معتقلين يستغيثون من تعذيبهم داخل مقر حجز قسم شرطة السلام، بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث التقط أحدهم مقطع فيديو سرا عبر ثقب في نافذة الزنزانة المحتجزين بها، يظهر تعليق معتقلين وأيديهم خلف ظهورهم بوضعية مؤلمة وهم عراة على أبواب الزنازين.
وبعد انتشار هذا المقطع بأيام، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن عائلات مصرية فقدت الاتصال بأقربائهم الذين ظهروا بذلك المقطع، فيما يرجح تعرضهم للإخفاء القسري من أجل معاقبتهم والضغط عليهم لاستخدام شهادات لهم بأنهم لم يتعرضوا للتعذيب على عكس ما وثقه فيديو انتشر بشكل واسع ما سبب فضيحة للسلطات المصرية، والتي ادعت إن الفيديو "مفبرك".
ويُعتقد أن عشرات المعتقلين حُرموا من التواصل مع أقاربهم، وصرّح أحد المصادر لموقع "ميدل إيست آي" بأنهم يعتقدون أن المعتقلين أُبعدوا من مركز الشرطة، وأنهم مستعدون لنفي مزاعم التعذيب الذي تعرضوا له.
وصرحت العائلات لموقع "ميدل إيست آي" بأنهم حاولوا تقديم شكوى إلى رئيس مكتب التحقيق الرائد أيمن فؤاد، "لكنه رفض مقابلتنا"، وقال إسماعيل، أحد سكان حي السلام، لموقع "موقع ميدل إيست آي" إن "مركز الشرطة تحول إلى "منطقة عسكرية" بعد نشر مقاطع الفيديو، وإن مسؤولين رفيعي المستوى من "جهاز الأمن الوطني جاؤوا إلى مركز الشرطة بعد صدور هذه التقارير".
وفي الأشهر الـ11 الأولى من عام 2021، وثق مركز النديم المصري لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب حوالي 93 حالة تعذيب في مراكز الاحتجاز للشرطة، إلى جانب 54 حالة وفاة فيها.
وأصبحت قضية التعذيب في مصر موضع جدل دولي منذ أن اتهمت لجنة برلمانية إيطالية جهاز الأمن المصري باختطاف الطالب الإيطالي جوليو ريجيني وتعذيبه وقتله في القاهرة في عام 2016، وقد أظهر تشريح الجثة أنه تعرض للتعذيب قبل وفاته.
شاهد الفيديو من هنا