فقر وانتحار وكبت للحريات.. مصر في المركز 129 على مقياس السعادة العالمي
الأحد - 20 مارس 2022
خلص تقرير "مؤشر السعادة العالمي" لعام 2022، الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، والمدعوم ببيانات "جالوب" للإحصاءات، إلى أن مصر تأتي بالمركز 129 عالميا في مستوى سعادة الشعوب، ضمن قائمة احتوت على 148 دولة.
في حين تصدرت فنلندا قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم للمرة للمرة الخامسة على التوالي، أما عن الدولة الأكثر تعاسة فقد كان اللقب من نصيب أفغانستان.
ويصنف تقرير السعادة العالمي، البلدان بناءً على عدة عوامل مثل الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد، الدعم الاجتماعي، متوسط العمر الصحي المتوقع، حرية اتخاذ خيارات الحياة، الكرم، وتصورات الفساد.
ورغم الحرب، احتلت روسيا وأوكرانيا المرتبة 80 و98 على التوالي ضمن تصنيفات تقرير السعادة العالمي لعام 2022 قبل فترة طويلة من الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير.
ويعتمد مؤشر السعادة العالمي على فكرتين رئيسيتين، السعادة أو تقييم الحياة حيث يتم قياسهما من خلال استطلاعات الرأي وتحديد العناصر الرئيسية التي تحدد الرفاهية وتقييم الحياة عبر البلدان.
ومن بين الدول التي تضمنها تقرير السعادة العالمي: فنلندا، الهند، روسيا، أوكريانيا، أفغانستان، وكذلك مصر التي جاءت في المركز الـ129.
وحصلت فنلندا على المركز الأول للدول الأكثر سعادة في العالم، بينما صنفت أفغانستان على أنها الدولة الأكثر تعاسة في العالم.
وفي سياق متصل، احتلت مصر المرتبة الأولى عربيا من ناحية معدلات الانتحار، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، متفوقة في ذلك على دول تشهد نزاعات مسلحة وحروبا أهلية، حيث شهد عام 2019 وحده انتحار 3022 شخصا.
مؤشران خطيران
وفي هذا السياق، قالت المستشارة الأسرية والتربوية منال خضر، إن "المؤشرين لا ينفكان عن بعضهما ووجود أحدهما يعني وجود الآخر، ولعل فقدان الأمل وتفكك الوحدة الأسرية، وزيادة عدد الفقراء وحالة الغلاء وضغوط الحياة اليومية على الأسر المصرية تخلق أسرا مضطربة اجتماعيا واقتصاديا".
وأفادت خلال حديثها مع "عربي21"، بأن "هناك بعض الآباء لا يستطيعون المكوث في بيوتهم هربا من مواجهة أولادهم وزوجاتهم بمتطلبات الحياة من طعام وشراب وعلاج وتعليم وكسوة وغيرها في ظل ضعف الأجور".
وتعليقا على ذلك، قال الباحث العمالي والحقوقي بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، كريم نوبي: "تعددت أسباب التعاسة والانتحار في المجتمع المصري، وعلى رأسها الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ولا نستثني النفسية، كلها أسباب تجعل أصحابها أقل سعادة وتعساء".
وأضاف: "على سبيل المثال، فإن غلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار يوما تلو الآخر لا تنشر السعادة ولا تجلب إلا التعاسة، ربما تكون الحكومة لا ترى ولا تقرأ تلك التقارير الدولية".
المصدر: عربي 21 + مواقع