غضب شعبي بعد إعلان السيسي رفع سعر الخبز: هل تشهد مصر انتفاضة جديدة؟
الأربعاء - 4 آغسطس 2021
أثار إعلان عبد الفتاح السيسي رفع سعر الخبز المدعم، ردود فعل غاضبة بين المصريين، كما تصدر وسم #إلا_رغيف_العيش قائمة التريند على منصات التواصل الاجتماعي الأكثر تداولاً في مصر بتغريد قرابة 40 الف مصري، وكالعاة سعيت لجان السيسي للتدخل بهاشتاج مضاد هو #معاك_ياريس الذي لم يحصد سوي أقل من ألفين تغريده ما يبين حجم اللجان الإلكترونية.
مباشرة بعد تصريحات السيسي، قال وزير التموين المصري علي مصيلحي لجريدة "الوطن" إن الوزارة ستبدأ فوراً في دراسة زيادة سعر رغيف الخبز المدعم بعدما طالب عبد الفتاح السيسي بذلك مؤكدا أن الدولة تعمل على إعادة صياغة فاتورة الدعم بحيث يشمل كافة الجوانب.
و حاولت وسائل إعلام ومواقع تؤيد النظام المصري تسويق قرار عبد الفتاح السيسي بزيادة سعر رغيف الخبز المدعوم على انه إنجاز جديد يصبّ في مصلحة المواطن"!! و ذكّرت البرامج الحوارية بالإنجازات التي لا يشعر بها "أعداء الوطن" و"الطابور الخامس" من وجهة نظرها
قوبل كلام السيسي بغضب شديد واستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، لكن صاحبته حملة من التطبيل والتبرير من فضائيات ومواقع إخبارية تابعة للاستخبارات.
طالب مصريون على مواقع التواصل السيسي بعدم المس بـ "سلعة الفقراء"، واعتبروا أن قرار رفع الدعم عن الخبز من شأنه أن يزيد من تأزيم وضعهم، وقد يتسبب في مشاكل اجتماعية وأمنية داخل مصر.
وتكشف المعلومات بوضوح مواصلة السيسي نشر الأرقام المتضاربة حول مخصصات الدعم، حيث ذكر أنّ رغيف الخبز المدعوم على بطاقات التموين يكلف خزانة الدولة 65 قرشاً، مقابل بيعه بـ 5 قروش فقط، علماً أنّه يقلّ بطبيعة الحال عن الوزن الرسمي المحدد بـ 90 غراماً، بعدما كان 110 وقبلها 130 في عهد الرئيس مرسي، في حين يبلغ سعر الرغيف الأكثر وزناً في المخابز غير الحكومية الهادفة للربح 50 قرشاً على أقصى تقدير.
المفارقة أن دعم رغيف الخبز 8 مليار جنيه سنويًا، بينما تكلفة القطار الكهربائي 360 مليار جنيه، أي أن تكلفة القطار وحده (بخلاف القصور الرئاسية وعجل السيسي وغيره) تعادل 45 سنه دعم!!!
لم يستطع رؤساء مصر على مر العقود مجرد الاقتراب من ملف زيادة أسعار الخبز. ويرجع السبب في ذلك إلى مدى حيوية سلعة الخبز للشعب المصري الذي يُطلِق عليه "عيش" ككلمة مشتقة من العيش أو المعيشة، وهي تعكس أن الخبز يمثّل "الحياة" للمصريين.
على مدار 33 عاماً نجا "رغيف الخبز البلدي" من قرارات رفع الدعم الحكومي التي طالت السلع الحيوية كافة في مصر، إذ لم يرتفع سعر الخبز في مصر منذ عام 1988، حين رُفع حينها إلى 5 قروش.
وكانت أشهر محاولات السلطات المصرية لرفع الدعم عن الخبز كانت عام 1977، عندما أقدم الرئيس المصري الأسبق أنور السادات على رفع سعر الخبز بنسبة 50%، مما أسفر عن الأحداث الأعنف والأكثر درامية في مصر على مدار ما يزيد على نصف قرن، منذ عام 1952 إلى ثورة يناير 2011.
الخبز هو أول مطلب نادى به المصريون في ثورة 25 يناير 2011، حين هتف الملايين من الثائرين ضد نظام الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك: "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية" ولطالما شهدت مصر عبر تاريخها انتفاضات واحتجاجات شعبية واسعة بسبب زيادة أسعاره.. فهل نشهد انتفاضة جديدة هذه المرة؟