طلبة مصريون وعرب عالقون في أوكرانيا.. بلا سيولة ويعانون نقص الأغذية

السبت - 26 فبراير 2022

مع بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، صباح الخميس، وجد طلاب عرب أنفسهم عالقين وسط الحرب؛ إذ لم يتمكنوا من مغادرة الأراضي الأوكرانية، خاصة بعد غلق المطارات، فيما أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة طالبوا فيها السلطات بإجلائهم في أقرب وقت.

ويعيش الطلاب العرب العالقون في أوكرانيا العديد من المشاكل، مع دخول البلاد في حالة طوارئ وإغلاق البنوك؛ إذ وجدوا أنفسهم بدون سيولة، بعد أن رفضت جامعات أوكرانية في وقت سابق سفرهم خارج البلاد، كما قضت أخرى بمعاقبة الطلاب إذا تركوا مقاعد الدراسة وطمأنتهم بأن الحرب لن تندلع، ما اضطر الطلاب للبقاء في البلد الأوروبي.

مناشدات طلبة عرب في أوكرانيا

ونشر طلاب عرب من مصر والجزائر والمغرب وغيرها من الدول العربية نداءات استغاثة لسلطات بلادهم لإجلائهم في أقرب وقت من أوكرانيا مع تزايد التوترات.

الطالبة المصرية سلمى علام المقيمة في أوكرانيا بغرض الدراسة، وجدت نفسها وسط حرب؛ إذ تقول الطالبة إنها لم تعش هذا التوتر في أوكرانيا في وقت سابق.

وتقيم سلمى في مدينة خاركيف، وهي ثاني أكبر مدن أوكرانيا بعد العاصمة كييف، وفي قلب العملية العسكرية الروسية، إذ تبعد عن الحدود مع موسكو نحو 35 كيلومتراً.

وقالت وسائل إعلام مصرية نقلت مناشدة سلمى إنها حاولت، رفقة زملائها المصريين المقيمين في المدينة الأوكرانية، إنهاء أوراقهم الرسمية والعودة إلى مصر في الأيام الماضية، حين كان التهديد الروسي بالغزو متصاعداً يوماً تلو الآخر، لكن طول إجراءات الإقامة فوت عليهم الفرصة، ليصطدموا من جديد بإغلاق المطارات في عدة مدن أوكرانية، بينها خاركيف لأجل غير مسمى.

ومن بين قرابة 5 آلاف طالب مصري في المدينة الأوكرانية وحدها، نجح بعضهم في العودة إلى مصر قبل غلق الأجواء في أعقاب القصف الروسي.

وقالت سلمى إن أغلب الطلاب المصريين يتمركزون في مدينة خاركيف لاعتماد المجلس الأعلى للجامعات في مصر عدة جامعات بها.

سلمى قالت إن الطلبة المصريين يعيشون أوضاعاً صعبة، حيث نفدت السلع بالكثير من المتاجر على غير العادة، وتزاحم الناس في طوابير ممتدة لساعات أمام متاجر أخرى، واحتشد العشرات أمام ماكينات صرف الأموال الآلية، واحتمى البعض بمحطات المترو خوفاً من التصعيد العسكري، وأضافت سلمى لمواقع محلية: "الناس هنا في خوف ورعب كبير بسبب اللي بيحصل".

كما أشارت سلمى إلى أن السلع والماء نفدا ولم يتمكنوا من سحب سيولة من البنوك.

الطالبة المصرية مروة محمود بدورها مقيمة في أوكرانيا لأغراض دراسة، نشرت فيدوهات توثق القصف والتفجيرات مع نداء استغاثة جاء فيه: "إحنا الطلاب المصريين في أوكرانيا، الحرب ابتدت، الضرب في كل حتة، محدش سامعنا، ومحدش سائل فينا، أرجوكم وصلوا صوتنا، إحنا في رعب والله.. عاوزين نرجع بأمان لبلدنا، أرجوكم اقبلوا البوست، ملناش أمل بعد الله سبحانه وتعالى إلا أنتم، إحنا مش عارفين نعمل إيه".

وفي المغرب، أطلق رواد تويتر حملة "أنقذوا مغاربة  أوكرانيا"؛ إذ ناشد العشرات من الطلبة المغاربة وبعض أفراد الجالية المغربية العالقين الملك محمد السادس والحكومة المغربية وسفارة الرباط بكييف الإسراع بإرسال طائرات لإجلائهم.

وأكد عدد من المتحدثين لمواقع محلية أنهم يعانون من ويلات الهجوم الروسي، ويعيشون أوضاعاً خطيرة بعد قصف عدة مناطق ومدن أوكرانية، مؤكدين أنهم مهددون بسبب غياب تام للمواد الأساسية، والسيولة النقدية، والطائرات المدنية بعد إغلاق المجال الجوي بفعل الغزو الروسي.

من جهتهم، ناشد الجزائريون الرئيس عبد المجيد تبون التدخل السريع لإجلائهم من البلد الأوروبي، الذي يشهد أكبر حرب منذ الحرب العالمية الثانية، إذ قال مقيم جزائري في أوكرانيا، يدعى وليد، في تصريح لوسائل إعلام جزائرية، إن "الدول الأوروبية وأمريكا يعدون بمساعدة الشعب الأوكراني، لكن بصفتنا مقيمين وطلبة قد نواجه صعوبات أخرى"، وأضاف الشاب وليد: "نحن نناشد السلطات الجزائرية؛ من رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية، أن تتدخل لإجلاء الكثير من الطلبة العالقين في ظل تأزم الوضع في أوكرانيا"، وتابع وليد: "نحن كطلبة لم نجد حلولاً سوى السفارة التي طلبت منا الانتظار، لا أحد يعلم ما سيحدث غداً، نعيش في المجهول".

وكشف وليد أن أفراد الجالية في أوكرانيا تحدثوا اليوم فيما بينهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي، حول الحلول التي بإمكانهم فعلها ولم يجدوا حلاً سوى الاتصال بالسفارة الجزائرية.

فيما دعت السفارة بدورها أفراد الجالية إلى الالتزام بمنازلهم، كما أشارت إلى أن الحل الوحيد للراغبين في مغادرة الأراضي الأوكرانية هو الحدود البولندية، لكن ذلك يكلف 24 ساعة، مع ازدحام الطرق والقصف الذي تتعرض له المدن.

الهجوم على أوكرانيا

تأتي مناشدات الطلاب العرب في وقت تعيش فيه أوكرانيا توترات غير مسبوقة؛ إذ تتعرض عدة مدن بها إلى قصف وانفجارات، وقضت العاصمة الأوكرانية كييف ليلة ساخنة الجمعة؛ إذ سُمع دوي سلسلة انفجارات ضخمة هزت المدينة، في وقت تعهد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالبقاء في كييف، حيث تقاتل قواته الروس الذين يتقدمون صوب العاصمة في أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

وشنَّت روسيا فيما تصفه الدول الغربية بالغزو براً وجواً وبحراً أمس الخميس بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين الحرب، وفرَّ ما يقدر بنحو 100 ألف شخص بينما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية ووردت أنباء عن مقتل العشرات.

ويقول مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون إن روسيا تهدف إلى الاستيلاء على كييف والإطاحة بالحكومة. وسيطرت روسيا أمس على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية سابقاً في شمال كييف، على امتداد أقصر طريق مؤدٍ إلى العاصمة من روسيا البيضاء، حيث نشرت موسكو قوات.

فيما قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن أوكرانيا بحاجة إلى "المزيد من الأسلحة لمواصلة القتال.. عدد الدبابات والعربات المدرعة والطائرات والمروحيات التي ألقتها روسيا على أوكرانيا لا يمكن تصوره".

المصدر: عربي بوست