ضحايا هجوم سيناء إلى 17.. و"الثوري المصري":المستفيد هو السيسي شخصياً
الأحد - 8 مايو 2022
بعد ارتفاع قتلي الجيش المصري في سيناء إلى 17، قال المجلس الثوري المصري: إن "المستفيد الوحيد في مصر من بقاء واستمرار الإرهاب هو السيسي شخصياً، وأي تحليلات عدا ذلك عديمة المعنى والمضمون".
واعتبر نشطاء أن هؤلاء الشهداء هم أيضا ضحايا ، ضحايا الفساد والفشل وعجز القيادة ، التي أنفقت 50 مليار دولار على حاملات طائرات وغواصات وطائرات لشراء شرعية باطلة ، ويعجزون عن توفير أجهزة دعم وحماية لجنود أمام عصابة ارهابية.
وقالت تقارير إعلامية إن عدد قتلي الجيش المصري في سيناء، ضمن هجوم واسع على ثكنة عسكرية قرب قناة السويس تحرس محطة رفع مياه، ارتفع الي 17 بينهم ضابط وعريف و15 جنديا، رغم إصرار المتحدث العسكري على أنهم 11 فقط.
الهجوم الذي وقع في منطقة الطاسة شمال قناة السويس طرح تساؤلات عديدة، منها: هل أقترب تنظيم الدولة من قناة السويس وبات يهددها برغم تقلص عملياته أخيرا بفعل تعاون القبائل مع الجيش؟.
ولماذا عادت الهجمات الأن بالتزامن مع دخول مصر مرحلة أزمة اقتصادية خانقة وتوقع قرارات اقتصادية قاسية قد تثير غضبا شعبيا واسعا؟ وهل الأمر له علاقة بتكتيك العسكر المستمر بشأن إلهاء الشعب حين تشتد الأزمات الداخلية لصرف الأنظار متمثلا في تفجير كناس أو هجمات في سيناء؟
غموض المتحدث العسكري
وبعدما ذكر المتحدث العسكري ان الهجوم وقع في شرق قناة السويس عاد ليقول انه غرب سيناء بسبب المخاوف من دلالات الهجوم قرب القناة وسبق وقوع هجمات مشابها في المنطقة. وكان لافتا أن المتحدث العسكري نشر حصيلة أولية ولم يذكر الرقم الحقيقي للقتلى. ونشرت منظمات في سيناء ونشطاء قوائم بأسماء 17 ضابط وجندي قتلوا في العملية وليس 11 كما قال المتحدث العسكري.
وانتقد مصريون قول المتحدث العسكري أن هذه الخسائر نتجت عن "إحباط هجوم إرهابي" غرب سيناء، وتساءلوا عن النتيجة لو لم ينجح الجيش في احباط الهجوم كما قال المتحدث العسكري.
وقد لاحظ متابعون أن المتحدث العسكري المصري عدل بيانه عن العملية لإخفاء وقوعها قرب قناة السويس لعدم نشر الذعر، حيث غير منطقة حدوث الهجوم من شرق القناة إلى غرب سيناء حتى لا يكشف عن تمدد الإرهاب ووصوله لمشارف قناة السويس.
وضمن عمليات الالهاء وصرف الأنظار عن خطورة الهجمات قرب قناة السويس الشريان الوحيد الذي يدر دخلا قيما لمصر في ظل أزمتها الاقتصادية، زعم اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية السابق أن الهجوم الأخير جاء ردا على التسريبات التي تمت في مسلسل الاختيار 3.
وذلك في اتهام ضمني كاذب لجماعة الإخوان ضمن حملة تلميع المسلسل رغم تأكيد صحيفة ايكونوميست البريطانية أنه مسلسل فاشل.
كذلك، ورغم تلميح موالين للسيسي عن مسئولية حماس، دانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء السبت، "الهجوم الإرهابي الذي استهدف الجيش المصري شرق القناة.
الإسرائيليون يرفعون أعلامهم
سؤوال آخر فرض نفسه بعد العملية: لماذا جاء الهجوم في نفس يوم احتفال الإسرائيليين في سيناء 7 مايو 2022 برفع علم دولتهم في مهرجان يسمي "خاشماليكو" على أرض سيناء؟
رفع المحتفلون الإسرائيليون الذين يتدفقون على سيناء بالآلاف مقابل رسوم عبور 400 جنية فقط (حوالي 20 دولار) عبر معبر طابا بدون تاشيرات، علم دولتهم الصهيونية فوق أرض سيناء كأنها أرضهم.
وقد أقاموا معسكراتهم واحتفالاتهم في الفترة بين 4 و7 مايو 2022، في شواطئ: دانا ومايان وعدن ومنتجع سفاري ومخيم بواقي، أما تكاليف الانتقال فلا تتعدي 100 شيكل على الجانب الإسرائيلي و400 رسوم دخول سيناء عبر معبر طابا.
فشل تدابير السيسي
وعقب الهجوم بـ 24 ساعة اجتمع عبد الفتاح السيسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون ذكر تفاصيل، برغم أنه في 30 مارس/آذار الماضي، وافق مجلس النواب (البرلمان) على قرار عبد الفتاح السيسي رقم 130 لسنة 2022، بشأن مد العمل بأحكام القرار رقم 442 لسنة 2021، والخاص بفرض بعض التدابير أو كلها، وإخلاء بعض المناطق وعزلها في شبه جزيرة سيناء لمدة ستة أشهر جديدة، اعتباراً من 3 إبريل/نيسان 2022.
وتضمنت التدابير فرض حظر التجول في مناطق محددة من شبه جزيرة سيناء، في المواعيد التي يصدر بها قرار من وزارة الدفاع، وتحديد مواعيد فتح المحال العامة وإغلاقها، وإخلاء بعض الأماكن أو المناطق، وحظر الإقامة أو التردد على أماكن معينة، وحظر استخدام وسائل اتصال معينة أو غيرها من تقنيات البحث عن الأشخاص أو المنشآت، وحظر حيازة أو إحراز الأسلحة النارية المرخص بحيازتها.
واعتبر مراقبون أن الهجوم هو الأكثر دموية منذ فترة ليست بقصيرة، ويعيد طرح الأسئلة حول مدى فعالية استراتيجية الحكومة المصرية على المدى البعيد.
كما أن الهجوم كان قريبا من قناة السويس وهي مجرى مائي عالمي واستراتيجي. والاقتراب منه مقلق لمصر والعالم، ولكن ليس من الواضح حتى الآن موقع الهجمات بالضبط.
أخيرا – بحسب المراقبين- فإن الهجمات السابقة كانت تحدث في شمال شرق سيناء، أو شمال وسط سيناء، أما الاقتراب من قناة السويس فمثير للقلق ويفتح أسئلة واسعة عن الحاضنة الاجتماعية للعناصر المسلحة.