صاروخ إيراني "فرط صوتي".. هل تدخل طهران نادي السلاح النووي؟

الأحد - 1 يناير 2023

 بعد وصول تخصيب اليورانيوم إلى 60%.. إيران تسعى لردع نووي مع إسرائيل وأمريكا

قلق سعودي إسرائيلي يدفعهما للتطبيع..  هل تسعي السعودية لامتلاك سلاح نووي؟

 

إنسان للإعلام- خاص:

فاجأت إيران العالم بالإعلان عن وصول عملية تخصيب اليورانيوم في مفاعلاتها إلى 60 بالمائة وهي نسبة قريبة جدا من عملية إنتاج سلاح نووي، وكذا إعلانها انتاج صواريخ قادرة على إيصال هذا السلاح النووي لأعدائها آخره صاروخ فرط صوتي.

يعتبر امتلاك أي دولة، قنبلة نووية، بلا قيمة ما لم تمتلك الوسائل القادرة على توصيل هذه القنبلة إلى العدو والخصم الذي استهدفت إنتاج هذه القنبلة من أجل ردعه.

لذا سارعت الدول التي صنعت قنبلة نووية بالتزامن مع هذه الخطوة لتطوير برنامجها الصاروخي بقدرات ومسافات محددة كي تتمكن من إيصال هذه القنبلة له لو أرادت، فلا عن وسائل طيران وبحرية (غواصات) أخرى لإيصال هذه الردع لمن تستهدفه.

هذه الحقيقة كانت وراء القلق الاسرائيلي والغربي من سعي إيران الحثيث لتطوير برنامجها الصاروخي وطائرتها المسيرة بما يمكنها من الوصول إلى أهداف "العدو" ممثلا في إسرائيل أو قواعد ومصالح أمريكية في الخليج خصوصا.

وذلك أكثر من قلقهم من السعي لضبط قدرات طهران على إنتاج البلوتونيوم لأنها تعلم أن إيران وصلت مرحلة تمكنها من تصنيع قنبلة نووية على الأقل، من مخزون اليورانيوم حسبما أكدت وكالة الطاقة الذرية 3 مارس 2022.

وجاءت أخبار نجاح إيران في إطلاق صاروخ فرط صوتي يمكنه التغلب على مضادات الدفاع الجوي ويحقق أهدافه التدميرية بسهولة، بحسب رويترز 10 نوفمبر 2022.

وبعدها، كشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، 22 نوفمبر 2022 أن إيران بدأت بإنتاج يورانيوم عالي التخصيب بنسبة تصل إلى 60 بالمائة، وهي النسبة القريبة من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة (90%) في مفاعلها النووي في "فوردو" بالقرب من مدينة قم، وتأكيد محطة "إس.إن.إن" التلفزيونية الإيرانية ذلك، ليزيد القلق، لأن هذا يعني أنها على بعد خطوات قليلة من صناعة قنابل ورؤوس نووية.

متي تنتج السلاح النووي؟

يؤكد مراقبون أن رفع إيران قدراتها على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة يجعلها قادرة على الانتقال بصورة أسرع نحو امتلاك يورانيوم مخصب بنسبة 90 في المائة وأكثر، وهي المعدلات المطلوبة لتصنيع قنبلة نووية لاستخدام هذا المعدن الخام لأغراض عسكرية.

ربما لهذا أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، مبكرا يوم 9 نوفمبر 2022 إن "خطط ضرب إيران جاهزة"، ولكن علينا دراسة هذه الخطوة بعناية.

وردت إيران بعدها بـ 24 ساعة مؤكده 10 نوفمبر 2022 أنها صنعت للمرة الأولى صاروخا بالستيا فرط صوتي، يمكنه التغلب على مضادات الدفاع الجوي ويحقق أهدافه التدميرية بسهولة، بحسب رويترز 10 نوفمبر 2022

وجاء الاعلان الايراني عقب فوز نتنياهو في الانتخابات وبدء تشكل أشرس وأكثر حكومة فاشية يهودية متطرفة في تاريخ الدولة الصهيونية، وتأكيد عضو حزب الليكود في الكنيست (تساحي هنجبي) أن نتنياهو سيعتمد خطط ضرب إيران في حال لم يتم التوصل لاتفاق نووي بين أمريكا وإيران، بحسب جيروزاليم بوست 9 نوفمبر 2022.

ويُعتقد أن كشف إيران المفاجئ عن تصنيع صاروخ باليستي أسرع من الصوت (هايبرسونيك) ثم اعلانها تخصيب اليورانيوم 60 بالمائة يبدو أنه رسالة هي رسالة تهديد استباقية لنتنياهو وإسرائيل من محاولة توجيه أي ضربة لإيران.

كما أنه رسالة أخري للدول التي أعلنت دعمها للثورة الايرانية الداخلية والاحتجاجات الشعبيّة خاصة أمريكا والسعودية، التي حذرتها طهران بالفعل بمخالفة اتفاقيات تعاون وتهدئة سابقة.

وربطت صحيفة وول ستريت جورنال 10 نوفمبر 2022 بين الإعلان الإيراني عن الصاروخ وبين غضب طهران وانتقاد كبار المسؤولين فيها جيران بلادهم وغيرهم من "الأعداء الأجانب" المتهمين بدعم الاحتجاجات الشعبية داخل إيران.

أقلق الإعلان الايراني المراقبون والعسكريون الغربيون والصحافة الغربية الذين اعتبروا الخطوة الايرانية "مغامرة خطيرة" وتقلب الموازين الإقليمية وتهدد إسرائيل والقواعد الأمريكية في الخليج تهديد حقيق وتفتح الباب نحو سباق تسلح دون ضوابط في المنطقة.

قالوا إن دول الخليج ليست وحدها التي ستقع تحت تهديد تعاظم الإمكانيات العسكرية الإيرانية، وإنما إسرائيل والدول التي تعادي طهران.

الكشف عن الصاروخ الباليستي فرط صوتي (أسرع من الصّوت) الذي كشف عنه الجنرال أمير علي حاجي زادة قائد حرس الثورة الإيراني والذي تبلغ سُرعته 6000 كم في الساعة، أي أكثر من سرعة الصوت بخمس مرات، ويصعب رصده بالرادارات، أو إسقاطه بالصواريخ المعروفة، ومنظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية والغربية، بالتزامن مع تعميق إيران خطط تعاونها العسكرية مع روسيا والصين وكوريا الشمالية يزيد من خطورة تعقيد الأمن الإقليمي والدولي ويقلق الغرب أكثر.

قناة "سي بي أس نيوز" الأمريكية ربطت بين الصاروخ الايراني وإعلان كوريا الشمالية 27 سبتمبر 2021 انتاج صاروخ مشابه فرط صوتي ونوهت لأن ما انتجته أمريكا من صواريخ مضادة لمحاولة صد هذه الصواريخ الباليستية الايرانية والكورية الشمالية لا تزال محل تساؤل عن جديتها.

قالت 10 نوفمبر 2022 أن أمريكا قلقه للغاية عقب إطلاق إيران وتملكها هذه الصواريخ خشية أن تتعزز تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الإيرانية، بحيث تمتد إلى إمكانية تسليم رؤوس حربية نووية.

هل ترد السعودية

بحسب مراقبين، سيجبر الكشف عن الصاروخ الإيراني الجديد وتخصيب اليورانيون المؤهل لانتاج سلاح نووي السعوديةَ على التحرك على أكثر من جبهة لإحداث توازن عسكري ونووي مع إيران.

وستجد فيه مبررا كافيا لتحدي الضغوط الأميركية التقليدية التي تحثها على تأجيل أي خطوة على هذا المستوى وترهن تحركها بوجود منظومات دفاع أميركية في المنطقة قادرة على ردع أي خطر متأتّ من إيران.

 لكن تلك الوعود والتطمينات تبددت خلال الهجمات الحوثية على منشآت النفط منذ هجوم أبقيق في سبتمبر 2019.

وبعد هذه الهجمات وما تبعها من لامبالاة أميركية أصبح السعوديون يعتقدون أن عليهم الاعتماد على إمكانياتهم الذاتية في حماية أمنهم القومي وأمن الخليج من الخطر الإيراني. ولهذا تحاول الرياض اللحاق بركب التنمية النووية الإيرانية بالإضافة إلى قدراتها الفضائية والصاروخية البالستية وامتلاكها الطائرات ذاتية القيادة من خلال اتفاقيات متنوعة مع الصين على وجه الخصوص.

كما تحركت اسرائيل لتشجيع التطبيع مع السعودية بدعوي مواجهتهما نفس الخطر الايراني.

وقد كشف موقع i24NEWS الاسرائيلي 6 ديسمبر 2022.أنه في الاجتماع الأخير مع وفد أمريكي في الرياض، نظمه معهد واشنطن، سُئل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عما سيجعل المملكة العربية السعودية تنضم إلى "اتفاقات إبراهيم" وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وطرح بن سلمان ثلاثة مطالب رئيسية، أشارت جميعها إلى واشنطن: "تأكيد التحالف الأمريكي السعودي، والالتزام بمتابعة إمدادات الأسلحة كما لو كانت السعودية دولة شبيهة بحلف شمال الأطلسي، واتفاقية ستسمح للسعوديين باستغلالها احتياطياتهم الهائلة من اليورانيوم من أجل برنامج نووي مدني مقيد"

تحرك إسرائيلي أمريكي

وكان ملفتا أن الولايات المتحدة وإسرائيل، أجريتا أول ديسمبر 2022 مناورات جوية كبيرة تحاكي هجوما مشتركا على المنشآت النووية الإيرانية وتوجيه ضربات لوجود إيران في المنطقة.

وذكرت قناة التلفزيون الإسرائيلية الرسمية، أن المناورات بدأت وانتهت دون أن تحدد البقعة الجغرافية التي أجريت في أجوائها المناورات.

وعرضت القناة مشاهد من المناورات، ظهرت فيها طائرات مقاتلة وهي تناور أثناء شنها غارات، مشيرة إلى أن الطائرات التي شاركت في المناورات تدربت على ضرب أهداف تقع على مسافات بعيدة من مكان انطلاقها.

وأضافت أن الناطق بلسان جيش الاحتلال أقدم على خطوة غير معتادة، عندما أعلن أن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" أجرت خلال المناورات تدريبا واسع الناطق اختبرت في إطاره قدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها وتقديمها إلى القوات المقاتلة.

وحسب القناة، فإن إجراء المناورات الأميركية الإسرائيلية المشتركة جاء بعدما أعلنت إيران الأسبوع الماضي عن الشروع في استخدام أجهزة طرد مركزي في تخصيب اليورانيوم داخل منشآتها النووية ورفع نسبة التخصيب إلى 60%

ولفتت إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي سافر إلي الولايات المتحدة لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في الجيش الأميركي والبنتاغون، حيث تم الاتفاق خلال هذه اللقاءات على تعزيز التعاون بين الجانبين عسكريا بهدف الحيلولة دون تحول إيران إلى دولة على حافة قدرات نووية.