"مايكروسوفت".. كيف تحولت إلى شريك انتهازي متواطئ مع الصهاينة؟
الثلاثاء - 12 آغسطس 2025
- الشركة تعاونت مع "إسرائيل" في مراقبة وتخزين كل مكالمات الفلسطينيين ومعلوماتهم الشخصية
- خزنت 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية للفلسطينيين على خوادمها لصالح جيش الاحتلال!!
"إنسان للإعلام"- وحدة الترجمة:
كشف تحقيق مشترك أجرته مجلة +972، وموقع Local Call، وصحيفة الغارديان، أن شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة مايكروسوفت طوّرت نسخة مخصصة من منصتها السحابية للوحدة 8200 "الإسرائيلية"، التي تخزن ملفات صوتية لملايين المكالمات التي أجراها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، بغية استهدافهم وقتلهم عبر برامج التعرف على الأصوات والوجوه لاحقًا، وهو ما يفسر أسباب الاستهداف اليومي بالطائرات لفلسطينيين وقتلهم.
وقالت المصادر: إن وحدة الحرب السيبرانية في الجيش "الإسرائيلي" تستخدم خوادم سحابية تابعة لشركة "مايكروسوفت" لتخزين كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية عن الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وهي المعلومات التي استُخدمت للتخطيط لضربات جوية قاتلة وتشكيل العمليات العسكرية، كما يكشف التحقيق.
ووفقًا لمقابلات مع 11 مصدرًا من "مايكروسوفت" والاستخبارات "الإسرائيلية"، بالإضافة إلى مجموعة من وثائق "مايكروسوفت" الداخلية المُسَرَّبة، التي حصلت عليها صحيفة الغارديان، نقلت الوحدة 8200 – التي تُضاهي في وظيفتها تقريبًا وكالة الأمن القومي الأمريكية – (NSA)ملفات صوتية لملايين المكالمات التي أجراها فلسطينيون في الأراضي المحتلة إلى منصة "مايكروسوفت" للحوسبة السحابية Azure، مُشغّلة بذلك ما يُرجّح أنه أحد أكبر وأكثر عمليات جمع بيانات المراقبة تطفّلًا في العالم على فئة سكانية واحدة.
شريك انتهازي متواطئ
وقد دفع هذا موظفي شركة «مايكروسوفت» إلى شن حملة، في 8 أغسطس الحالي، باسم (لا لـ "آزور" من أجل الفصل العنصري) ، أكدوا فيها أن «مايكروسوفت» ليست مجرد شركة تكنولوجيا محايدة، بل شريك انتهازي متربح ومتواطئ في الإبادة الجماعية والفصل العنصري المستمر ضد الفلسطينيين.
ودعت الحملة، التي أطلقها موظفون حاليون وسابقون في «مايكروسوفت»، إلى منع الجيش "الإسرائيلي" من استخدام منصة «آزور»، والكشف عن جميع الروابط والاتفاقيات مع "إسرائيل"، بما في ذلك الموقعة مع شركات تصنيع الأسلحة، فضلًا عن إجراء تدقيق شفاف ومستقل لجميع عقود وخدمات "مايكروسوفت" التكنولوجية، وحماية حرية الرأي والتعبير للموظفين الفلسطينيين والعرب والمسلمين وحلفائهم.
واعتبرت الحملة أنه من غير المقبول أن تستمر «مايكروسوفت» في خداع موظفيها ليستمروا في بناء هذه التكنولوجيا القاتلة، خاصة مع إعلان "إسرائيل" خططها لاحتلال غزة واستمرارها في تجويع وذبح الفلسطينيين، مشددين على أن التحقيقات الأخيرة كشفت بشكل قاطع زيف الادعاءات التي أعلنتها في بيانها الرسمي الصادر في مايو الماضي، الذي زعمت فيه جهلها باستخدام تقنيتها في إيذاء المدنيين.
وبحسب مجلة +972، وموقع Local Call، وصحيفة "الغارديان"، ساهمت خدمات «آزور» السحابية في تسهيل الغارات الجوية على غزة والضفة الغربية، فضلًا عن مساهمتها في تشكيل العمليات العسكرية وتحديد الأهداف بدقة، بخلاف عمليات تسجيل ومراقبة كافة المكالمات المدنية والعسكرية يوميًا، منذ بدأت منظومة مراقبة المكالمات نشاطها عام 2022.
تفاصيل التعاون الإجرامي
في أحد أكبر مشروعات التجسس العالمية، عاونت شركة مايكروسوفت الجيش الإسرائيلي في مراقبة وتخزين جميع المكالمات الهاتفية التي أجراها الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، حسبما كشف تقرير نشرته صحيفة «ذا جارديان» البريطانية أمس، أشار إلى التعاون الوثيق بين الشركة ووكالة المراقبة العسكرية الإسرائيلية، المعروفة باسم وحدة 8200.
وبحسب التحقيق المشترك للصحف والمجلات الثلاث، اعتمد المشروع على تقنيات «آزور» للتخزين السحابي التي تقدمها «مايكروسوفت»، حيث التقى المدير التنفيذي للشركة، ساتيا ناديلا، مع مسؤول وحدة 8200، يوسي سارييل، عام 2021 في مقر الشركة، لمنح الوحدة الإسرائيلية وصولًا إلى منطقة منفصلة ومخصصة داخل منصة «آزور» السحابية لتخزين جميع المكالمات الهاتفية من غزة والضفة، ومراقبتها وتحليلها لاستخدامها بشكل مباشر في عمليات الجيش الإسرائيلي العسكرية.
ومكّن هذا التعاون الجيش الإسرائيلي من تسجيل ومراقبة جميع المكالمات، سواء كانت من جهات مدنية أو عسكرية، وبشكل يومي، منذ بداية نشاط منظومة المراقبة عام 2022، حيث تمكنت من تسجيل ملايين المكالمات الصوتية من المدنيين والعسكريين على حد سواء.
وساهمت خدمات «آزور» السحابية في تسهيل الغارات الجوية على غزة والضفة، فضلًا عن مساهمتها في تشكيل العمليات العسكرية وتحديد الأهداف بدقة، حسبما أكدت ثلاثة مصادر مختلفة داخل الوحدة 8200، التي تدخلت بشكل مباشر لتأمين خوادم «مايكروسوفت» التي تضم المنظومة الجديدة. وقد وجهت الوحدة تعليماتها لمهندسي الشركة لتطوير نظم الأمن الخاصة بهذه الخوادم تحديدًا، ويتوقع أن تكون البيانات حاليًا مخزنة في خوادم الشركة الواقعة في هولندا وأيرلندا.
واعتمدت «8200» بشكل مباشر على المعلومات والأدلة المستخرجة من المكالمات المسجلة في خوادم «آزور» للبحث والتعرف على الأهداف المراد قصفها داخل غزة، إذ أوضح أحد المصادر أن الجيش الإسرائيلي يعتمد على هذه البيانات عند البحث عن الأهداف في المناطق السكنية الكثيفة، وذلك لتأكيد وجود الهدف بالمنطقة عبر التنصت على مكالمات المدنيين في محيطه. وقد ارتفع معدل استخدام المنظومة بعد السابع من أكتوبر 2023 مع بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.
تخزين معلومات استخباراتية
في اجتماع عُقد في مقر "مايكروسوفت" في سياتل أواخر عام 2021، حصل "يوسي سارييل"، رئيس الوحدة 8200 آنذاك، على دعم الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا، لتطوير منطقة مُخصصة ومعزولة داخل «آزور»، مما سهّل مشروع المراقبة الجماعية للجيش.
ووفقًا للمصادر، تواصل "سارييل" مع "مايكروسوفت" لأن حجم المعلومات الاستخباراتية "الإسرائيلية" عن ملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة كان واسعًا جدًا بحيث لا يمكن تخزينه على خوادم عسكرية فقط.
وبناء عليه، مكنت قدرات التخزين والقدرة الحاسوبية الهائلة لشركة "مايكروسوفت" من تحقيق ما وصفه العديد من المصادر "الإسرائيلية" بالهدف الطموح للمشروع وهو تخزين "مليون مكالمة في الساعة".
وعقب اجتماع عام 2021، بدأ فريق متخصص من مهندسي "مايكروسوفت" العمل مباشرة مع الوحدة 8200 لبناء نموذج يمكّن وحدة الاستخبارات من استخدام خدمات السحابة الخاصة بالشركة الأمريكية من داخل قواعدها، ووفقًا لمصدر استخباراتي، كان بعض موظفي "مايكروسوفت" من خريجي الوحدة 8200، مما سهّل التعاون بشكل كبير.
وتشير الوثائق المسربة -بحسب تقرير "الغارديان"- إلى أن11,500 تيرابايت من بيانات الجيش "الإسرائيلي" – أي ما يعادل حوالي 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية – كانت مخزنة على خوادم "مايكروسوفت" في هولندا بحلول يوليو 2021، بينما كانت كميات أصغر مخزنة في أيرلندا و"إسرائيل".
كما تكشف الوثائق أن قيادة "مايكروسوفت"، قبل حرب غزة الحالية، اعتبرت تعزيز علاقتها مع الوحدة 8200 فرصة تجارية مربحة، ووصفتها داخليًا بأنها "لحظة تاريخية في بناء علامة Azure التجارية"، ووصف "ناديلا" نفسه الشراكة بأنها "حاسمة" لمايكروسوفت، متعهدًا بتوفير الموارد اللازمة لدعمها.
مراقبة الجميع طوال الوقت!
يعود اهتمام "إسرائيل" بتطوير البنية التحتية للمراقبة الجماعية إلى عام 2015، عندما كان ضابط استخبارات في القيادة المركزية "الإسرائيلية" غاضبًا من موجة من هجمات الطعن المنفردة في الضفة الغربية والقدس وداخل الخط الأخضر، حيث نفذ العديد منها مراهقون فلسطينيون لم تكن أجهزة الأمن تعرفهم مسبقًا، مما صعّب إحباط هذه الهجمات بشكل كبير.
وقال الضابط، ويدعى "سارييل"، في كتاب نشره عن الذكاء الاصطناعي عام 2021، وهو العام الذي تولى فيه منصب رئيس الوحدة 8200 (واستقال العام الماضي): "وجدنا أنفسنا ننتقل... من جنازة إلى جنازة"، في إشارة إلى جنود أو مواطنين "إسرائيليين."
وكان الحل الذي اقترحه "سارييل"، وفقًا لضابط استخبارات عمل تحت إمرته في ذلك الوقت، هو البدء في "تعقب الجميع، طوال الوقت".
وعلى مدى السنوات القليلة التالية، قاد مشروعًا واسع النطاق وممولًا تمويلًا جيدًا، وسّع بشكل كبير نطاق مراقبة "إسرائيل" للفلسطينيين، ودمج قواعد بيانات استخباراتية متعددة. وقال مصدر آخر خدم في الوحدة تحت قيادة "سارييل: ""فجأة، أصبح الجمهور عدوًا لنا"
وفي كتابه، كتب "سارييل" عن حاجة وكالات الاستخبارات إلى "الانتقال إلى السحابة" للتعامل مع مشكلة تخزين الكميات الهائلة من البيانات المتزايدة.
واعتبر التعاون مع "مايكروسوفت" إنجازًا كبيرًا، خاصة أنه يتيح تخزينًا ضخمًا للملفات الصوتية، وقد وصفت مصادر متعددة حجم المشروع بأنه "لانهائي".
وفي السابق، كانت الوحدة 8200 قادرة على تخزين مكالمات عشرات الآلاف من الفلسطينيين المصنفين "مشتبهًا بهم" على خوادمها الداخلية، كما طورت الوحدة نظامًا يُسمى "الرسائل المشوشة"، يجمع الرسائل النصية للفلسطينيين ويمنح كل منها تصنيفًا يشير إلى مستوى "خطورته"، ولكن بمساعدة برنامج مايكروسوفت Azure، تمكنت الوحدة 8200 من البدء في تخزين مكالمات ملايين الفلسطينيين، مما وسّع نطاق بياناتها بشكل كبير.
وبحلول أوائل عام 2022، كان مهندسو "مايكروسوفت" والوحدة 8200 يعملون بسرعة وتعاون وثيق لتصميم نموذج خاص داخل السحابة، مصمم بعناية لتلبية احتياجات الوحدة.
وأشارت إحدى الوثائق الداخلية إلى أن "إيقاع التفاعل مع الوحدة 8200 هو يومي، من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى"
وفي إطار جهودها لنقل كميات هائلة من بيانات المراقبة إلى السحابة، كشفت الوثائق المسربة أن الوحدة 8200 كانت مستعدة لتجاوز الحدود بشأن أنواع البيانات التي ترغب في تخزينها على Azure وكان من المتوقع أن يُحفظ جزء كبير من المعلومات الاستخباراتية الخام في البداية في مراكز بيانات "مايكروسوفت" خارج إسرائيل.
إلا أن وزارتي العدل والمالية "الإسرائيليتين" أعربتا عن مخاوفهما من دعاوى قضائية محتملة ضد مزوّدي خدمات السحابة في الخارج، مما قد يُجبرهم على تسليم البيانات المخزنة إذا اشتُبه في استخدامها لانتهاك حقوق الإنسان، وحذّرت وثيقة لوزارة العدل من أن رفع دعوى قضائية محتملة سيضرّ بـ"إسرائيل" بشكل خاص.
ورغم هذه المخاوف، استمرت شراكة الوحدة 8200 مع "مايكروسوفت"، بقيادة "سارييل" نفسه.
زيادة التعاون بعد عدوان غزة
بعد أن شنت "إسرائيل" حرب الإبادة الحالية على قطاع غزة، أوضح ضابط استخبارات أن الحماس الداخلي لتخزين بيانات المراقبة الجماعية من غزة على النظام السحابي قد ازداد.
وقال الضابط: "أدرك الجيش أن هذا ضروري أيضًا في غزة، وأننا نتجه نحو سيطرة طويلة الأمد هناك، كما هو الحال في الضفة الغربية، ولن يُزال"مستودع المراقبة" هذا من Azure في أي وقت قريب.. إنه مشروع ضخم".
وأصرت عدة مصادر على أن المشروع "أنقذ أرواحًا إسرائيلية" بمنعه الهجمات الفلسطينية، وقال أحد الضباط: "تسمع أحدهم يقول: أريد أن أصبح شهيدًا، فتشعر بالاطمئنان، كضابط أمن، لأن نظامنا يلتقط هذه المعلومات".
لكن مثل هذه المراقبة الشاملة تسمح لـ"إسرائيل" بالعثور على معلومات قد تدين أي فلسطيني تقريبًا، ويمكن استخدامها لأغراض مختلفة، بما في ذلك الابتزاز، أو الاعتقال الإداري، أو تبرير القتل بأثر رجعي.
وأوضح ضابط مخابرات خدم مؤخرًا في الضفة الغربية: "يُدرج هؤلاء الأشخاص في النظام، وتتزايد البيانات المتعلقة بهم باستمرار".
وأضاف: "عندما يحتاجون إلى اعتقال شخص ما ولا يوجد سبب وجيه كافٍ لذلك، فإن مستودع المراقبة هو المكان الذي يجدون فيه العذر، ونحن الآن في وضع يكاد يكون فيه كل شخص في الأراضي المحتلة غير 'نظيف' من حيث المعلومات الاستخباراتية المتوفرة عنه".
التواطؤ في الإبادة الجماعية
هناك وثائق داخلية تعود لعام 2023، تؤكد أن "مايكروسوفت" قدّرت أن الشراكة مع الوحدة 8200 "الإسرائيلية" ستدر على الشركة مئات الملايين من الدولارات على مدى خمس سنوات.
وأشارت الوثائق إلى أن قيادة الوحدة تأمل في مضاعفة كمية البيانات المخزنة على خوادم مايكروسوفت "عشرة أضعاف" خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي حادثة حظيت بتغطية إعلامية واسعة خلال المؤتمر السنوي للشركة في مايو، قاطع أحد مهندسي مايكروسوفت كلمة رئيس الشركة وصرخ قائلًا: "ساتيا، ما رأيك أن تُظهر كيف تقتل مايكروسوفت الفلسطينيين؟ ما رأيك أن تُظهر كيف تُدار جرائم الحرب "الإسرائيلية" بواسطة Azure؟"
وعلى هذه الخلفية، تواصل 60 مستثمرًا في "مايكروسوفت"، يمتلكون مجتمعين أسهمًا بقيمة 80 مليون دولار، مع الشركة في يوليو 2024، مطالبين بمراجعة آليات المراقبة والإشراف على العملاء الذين يسيئون استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، "في مواجهة مزاعم خطيرة بالتواطؤ في الإبادة الجماعية وغيرها من الجرائم الدولية".
واستجابةً للضغوط المتزايدة، أعلنت "مايكروسوفت" أنها أجرت مراجعة لما إذا كانت مبيعاتها لوزارة الدفاع "الإسرائيلية" قد أدت إلى انتهاكات لحقوق الإنسان.
ووفقًا للبيان، زعمت مايكروسوفت أنها قدمت "دعمًا طارئًا محدودًا" للجيش "الإسرائيلي" في أعقاب 7 أكتوبر "للمساعدة في إنقاذ الرهائن".
وأكدت أنه "لا يوجد دليل حتى الآن" على أن الجيش استخدم Azure "لإيذاء المدنيين في غزة"، موضحة أن دعمها "لم ينتهك خصوصية المدنيين في غزة وحقوقهم الأخرى".
ومع ذلك، فإن الوثائق الداخلية التي تُفصّل شراكة "مايكروسوفت" مع الوحدة 8200 تقدم صورة مختلفة لاهتمام الشركة بخصوصية الفلسطينيين، إذ لم يُذكر الفلسطينيون في الوثائق.
ووفقًا لتقرير صحيفة الغارديان، أبلغت الوحدة 8200 شركة "مايكروسوفت" بنيتها نقل ما يصل إلى "70%" من بياناتها، بما في ذلك البيانات السرية والسرية للغاية، إلى منصة Azure وبينما يبدو أن الهدف النهائي للمشروع – الذي يتجاوز "تعميق الشراكة" – لم يُعلن صراحةً، أفاد مصدر استخباراتي بأن المسؤولين التنفيذيين في فرع "مايكروسوفت" في "إسرائيل"، الذين عملوا عن كثب مع أفراد الوحدة 8200 في المشروع، تلقوا مؤشرات أوضح.
الخلاصة أنه في ضوء ما كشفه التحقيق المشترك من وثائق وشهادات، يتضح أن شراكة "مايكروسوفت" مع الوحدة 8200 "الإسرائيلية" تتجاوز حدود التعاون التقني إلى التواطؤ المباشر في منظومة مراقبة شاملة تستهدف الفلسطينيين وتُسخَّر في عمليات عسكرية دامية.
هذه الحقائق، المدعومة بالأدلة المسربة، تضع الشركة العملاقة أمام اتهامات خطيرة بالضلوع في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، ما يطرح أسئلة ملحة حول أخلاقيات صناعة التكنولوجيا، ومسؤولية الشركات العابرة للقارات عن توظيف منتجاتها في جرائم حرب وإبادة جماعية.
وفي ظل تنامي الضغوط الشعبية والحقوقية، يبقى الرأي العام والمجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمحاسبة المتورطين ووقف توظيف التكنولوجيا في قتل المدنيين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر التقرير:
- مليون مكالمة في الساعة: إسرائيل تعتمد على سحابة مايكروسوفت لمراقبة الفلسطينيين على نطاق واسع، صحيفة "الغاريان"، 6 أغسطس 2025، https://2h.ae/gJcr
- مايكروسوفت تخزن معلومات استخباراتية إسرائيلية استخدمتها لمهاجمة الفلسطينيين، يوفال أبراهام، مجلة +972، 6 أغسطس 2025، https://2h.ae/uvAI
- مليون مكالمة في الساعة: كيف تستخدم إسرائيل مايكروسوفت لمراقبة الفلسطينيين؟، سجل فلسطين ( Palestine Chronicle )، 7 أغسطس 2025، https://2h.ae/Vvxt