شدة الرياح ليست مبررا: شكوك حول أسباب جنوح "إيفر جيفن" بقناة السويس
السبت - 27 مارس 2021
كتب إيشان ثارور تقريراً في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، الجمعة، تناول فيه تعطّل سفينة الشحن العملاقة في قناة السويس ما أدى إلى انسداد غير مسبوق للقناة خلال السنوات الأخيرة.
وقال إنه في عصرنا الرقمي، قد ننسى مدى هشاشة الشبكات المترابطة التي تنسج عالمنا. ولكن هناك لحظات يرتجف فيها سن العجلة التي تحرك جهاز الرفع للاقتصاد العالمي، وندرك كيف يمكن أن تنحرف الأمور فجأة. وأضاف الكاتب أن هذا هو نوع ما حدث في قناة السويس، حيث وجدت ناقلة شحن بحجم ناطحة سحاب نفسها لا تزال محاصرة. لقد خنقت بذلك شرياناً ضيقاً يشهد مرور نحو عُشر الشحنات العالمية.
وقالت شركة إنقاذ هولندية تعمل على تحرير السفينة، “إم في إيفر جيفن”، إن الأمر قد يستغرق “أسابيع” لسحبها من سقوطها على الشاطئ، وهو انسداد غير مسبوق في السنوات الأخيرة. وهناك ما لا يقل عن 150 سفينة تحاول العبور من آسيا إلى أوروبا، أو العكس، تواجه تأخيرات. فتلك الناقلات، التي تحمل كل شيء من النفط والأسمنت إلى السلع الاستهلاكية والحيوانات الحية، عالقة في ازدحام مروري يمكن أن تصل آثاره المتدرجة إلى كل ركن من أركان الكوكب.
كانت سفينة “إيفر جيفن”، التي تديرها شركة “إيفرغرين مارين” التي تتخذ من تايوان مقراً لها، متوجهة إلى هولندا يوم الثلاثاء عندما ضربت عاصفة ترابية، مما أدى إلى رياح شديدة وضعف الرؤية في ممر بطول 120 ميلاً من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط. ولا يزال من غير الواضح ما المشكلة التي حدثت بالضبط ودفعت السفينة للجنوح. فقد ألقى كل من مسؤولي هيئة قناة السويس وشركة “إيفرغرين مارين” باللوم على الرياح التي وصلت سرعتها إلى 30 ميلاً في الساعة. لكن هذا التفسير أثار بعض الشكوك، نظراً لأن السفينة تزن ما يصل إلى 220 ألف طن عند تحميلها بالكامل وتم بناؤها لتحمل هبوب رياح أقوى بكثير، بحسب "واشنطن بوست".
وقال الكاتب إنه مهما كان السبب، فقد أطلقت محنة السفينة النكات على الإنترنت والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب المشهد السيء الظاهر للسلطات المحلية التي تكافح لاستخراج مثل هذه السفينة الضخمة من القناة.