شخصيات بارزة تحيي احتفالية الذكرى الـ 94 لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين

السبت - 19 مارس 2022

  • د. مصطفى طلبة: لن نتخلى عن مبادئِنا ولن نساومَ على نهجِنا.. والجماعة ستظلُّ عَصِيَّةً على التطويعِ
  • محاولات تقسيم الجماعة لن تستمر طويلا ما دامَ هناك حرصٌ على إعلاءِ المؤسسيةِ واحترامِ الشورى
  • د. محمود حسين: لا مكانَ في الجماعة لقيادةٍ أو قراراتٍ فرديةٍ.. ولا مكانَ لمؤسساتٍ عبثيةٍ وشكليةٍ
  • الحفاظَ على الجماعةِ قويةً متماسكة يعدُّ الأداةَ الرئيسة لتحقيق المشروعِ الإسلامي وليس صحيحا أن التنظيم أهم من الغاية
  • علي حمد: تشكيل لجنة للإعداد للمئوية الثانية للجماعة ومؤتمر فكري استكمالا لمؤتمر 2019

 

نظمت شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين، الجمعة 18 مارس 2022، احتفالية بالذكرى الـ 94 لتأسيس التنظيم الذي انطلق على يد حسن البنا في 22 مارس/ آذار 1928.

تحدث أمام الاحتفالية التي أقيمت بإسطنبول عنوان "الإخوان المسلمون.. أصالة واستمرارية"، العديد من الشخصيات، بينهم الدكتور مصطفى طلبة، الممثل الرسمي للجنة القائمة بأعمال المرشد، والدكتور محمود حسين عضو مكتب الإرشاد، وعلي حمد المتحدث الإعلامي الجديد باسم الجماعة في الخارج، والدكتور محمود الزهار القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومشاركون من أقطار مختلفة منها: باكستان ولبنان و جنوب أفريقيا وتركيا وتركستان الشرقية والعراق والسودان والهند وسوريا، وممثلين رسميين عن الحزب الحاكم في تركيا، وعن قوى وأحزاب أخرى تركية .

كما تحدث ممثلون عن الجماعة الإسلامية مصر، ومسلمي  كشمير، وجماعة الدعوة والإصلاح السنية في إيران.

"لن نتخلى عن مبادئِنا ولن نساومَ على نهجِنا"

وفي كلمته، قال د. مصطفى طلبة: إن"الأصولَ والثوابتَ التي قامت عليها دعوةُ الإخوان ستظلُّ الحارسَ الأمينَ لبقائِها واستمرارِ مسيرتِها، وأنها الأساسُ الرصينُ لقوتِها"

أضاف: "إننا لن نتخلى عن مبادئِنا ولن نساومَ على نهجِنا، وأنَّ جماعةَ الإخوان ستظلُّ عَصِيَّةً على التطويعِ، ولن تكونَ أبدًا تحت هيمنةِ الكُبَرَاء ورهنَ سيطرةِ ذوي الجاهِ والنفوذِ"، متابعا: "رغمَ كلِّ المهدداتِ والمساوماتِ لن نَحيدَ- بحولِ الله وقوتِه- عن ثوابتِنا وغاياتِنا وأهدافِنا".

وأوضح أن "التطويرُ والتحديثُ، هو عمليةٌ ديناميكيةٌ مستمرةٌ، لم تتوقفْ في الجماعةِ منذ تأسيسِها،  وهي دائمًا تواكبُ المستجدات بما لا يُخِلُّ بالنهجِ والثوابتِ والأصول"، مشددا على أن محاولات تقسيم الجماعة لن تستمر طويلا "ما دامَ هناك حرصٌ على الإعلاءِ من شأنِ المؤسسيةِ واحترامِ الشورى"، مشيرا إلى أن هناك  "جهودٌ حثيثةٌ لحفظِ نظامِ الجماعةِ ولوائحِها وهياكلِها ومؤسساتِها الشوريةِ، التي عصمتها طَوالَ تاريخِها من الانحرافِ عن مسارِها أو التبعيةِ لغيرِها".

وقال:"كنا نعلمُ أنَّ محاولاتٍ خفيةً أحيانًا، ومعلنةً في أحيانٍ أخرى، تقفُ حجرَ عثرةٍ أمام وقفِ الانتهاكات التى يتعرض لها أحرارُ مصرَ، وقد بلغت عندنا القرائنُ ما يؤكد لنا أنَّ سعيَنا سيُجابَه بعوائقَ جسامٍ، ومع ذلك لم نفقدِ الأملَ، وواصلنا التحركَ من بابِ الأخذِ بالأسبابِ ولتعريفِ العالمِ بقضيتِنا العادلة"، موضحا أن "الإخوانُ المسلمون في الخارجِ،  عقدوا ومعهم أحرارُ مصرَ من كلِّ الأطيافِ، أكثرَ من ثلاثين مؤتمراً عالمياً لشرحِ ما آلت إليه الأمورُ في مصرَ من قمعٍ وكبتٍ للحريات وجرائمَ مباشرةٍ بحقِّ المعارضين"

وواصل بالقول: "لن نفرطَ في حقوقِ شهدائِنا، ولن نتنازلَ عن حريةِ أبناءِ وطنِنا من الإخوانِ وغيرِهم، إلى أن يخرجوا بإذنِ الله من سجونِهم أحراراً.. بكلِّ عزةٍ وكرامةٍ".

وموجها خطابه للإخوان ومحبيهم، قال د. طلبه: "نُطمئِنُكم بأنَّ مؤسساتِ الجماعةَ تعملُ بدأبٍ، وهياكلَها منتظمةٌ وقرارتِها شوريةٌ"

وتحدث في جزء من الكلمة للقوى الوطنية المصرية، فأكد أن "مصرُ لا تنهض بها جماعةٌ أو فصيلٌ بمفرده، ونحنُ أحوجُ ما نكونُ إلى الاصطفافِ والتلاحمِ من أجلِ خدمةِ الوطنِ وانتشالِه مما حاقَ به.. ونحنُ مستعدون للاتفاقِ على خارطةِ طريقٍ بقواسمِنا المشتركةِ لإنقاذِ شعبِنا مما يعانيه".

وخاطب النظام الحاكم في مصر قائلا: "إنَّ تصحيحَ الأوضاعِ الخاطئةِ واجبٌ وضرورةٌ، مع ما يقتضيه ذلك من أخذِ حقوقِ الشهداءِ والمعتقلين والمُضارِّين وتمكينِ الشعبِ من اختيارِ مَن يحكمُه بانتقالٍ سلسٍ للسلطةِ".

وأضاف: "لقد كان الانقلابُ على إرادةِ الشعبِ خطيئةً كبرى، إذ لم يرتكبِ المصريون- باختيارِهم الدكتور محمد مرسي رئيسًا لهم- ما يستحقون به عقابًا مؤلمًا كالذي يعيشونه الآن"!

 وأشار الى أنه "رغم ما يجرى من انتهاكاتٍ على يدِ الانقلابِ؛ حفظَ الإخوانُ مصرَنا العزيزةَ من التمزقِ والتشرذمِ، وبقيَ النسيجُ الوطنيُّ محفوظًا إلى اليومِ رَغمَ محاولاتِ فرزِ الشعبِ وتقسيمِه".

وقال: "نحنُ مستمرون في خدمةِ وطنِنا وستظلُّ أيدينا ممدودةٌ للجميعِ بعزِّ عزيزٍ، وعلى بِساطِ المصلحةِ الوطنيةِ العليا الجامعة، ودونَ التفريط في أيِّ حقوقٍ لمن أُضيروا بسببِ الانقلاب".

وفي رسالة موجهة الى دول العالم، قال د. طلبه: "إنَّ جماعتَنا جماعةٌ إسلاميةٌ إنسانيةٌ عالميةٌ منذُ نشأتِها، تمدُّ أيديها للجميعِ دونَ تفرقةٍ بين لونٍ أو عرقٍ، تبتغي إعلاءَ قيمةِ الإنسانِ وصَوْنَ حقوقِه أينما كان، وفقَ أنصعِ صورةٍ للحقوق الإنسانية أتى بها الإسلامُ، عصمَ اللهُ بها الدماءَ والأموالَ والأعراضَ، وهو ما أتت به المواثيقُ الدُّوَليةُ بعد قرونٍ.

وتساءل: "هل آنَ لكلِّ من يدعمون الأنظمةَ الدكتاتوريةَ أن يتوقفوا عن دعمهم؟!

وكان د. طلبه بدأ  كلمته بإشارة إلى الأساس الأخلاقي الذي بنيت عليه دعوة الإخوان المسلمين، بأنها دعوةٌ "جاوزت المطامعَ الشخصيةَ، وتعالت فوق المنافعِ المادية، وخلّفت وراءَها الأهواءَ والأغراض، ومضت قُدُمًا في الطريقِ التي رسمها الحقُّ تباركَ وتعالى للداعين إليه"، حسب قول الإمام المؤسس حسن البنا.

وأكد أنه "مع دخولِ جماعةِ الإخوان المسلمين عامَها الخامسِ والتسعين، ومع اشتدادِ المحنِ وتكالبِ الأعداءِ عليها تقفُ جماعتُنا على أرضٍ صلبةٍ، باقيةٌ على عهدِها، وفيةٌ لمبادئِها، محافظةٌ على نهجِها السلميِّ، في مجالِ الإصلاح والتغيير الذي يتخذُ من كلِّ وسيلةٍ مشروعة مسارًا للإصلاحِ على طريقِ النهوض بالأمةِ على الوجهِ الذي يليقُ بها".

"لا مكانَ لقيادةٍ فرديةٍ أو قراراتٍ فرديةٍ"

وقال د. محمود حسن: ، إنه "لا مكانَ لقيادةٍ فرديةٍ أو قراراتٍ فرديةٍ، ولا مكانَ لمؤسساتٍ عبثيةٍ وشكليةٍ تُبنى على غيرِ طريقةِ الإخوانِ المعتمدةِ ووَفقَ لوائحِها وأعرافِها أو بعيدًا عن هيكلِ الجماعةِ ومؤسساتِها الحقيقيةِ في الداخلِ والخارجِ."

أضاف، في كلمته خلال الاحتفالية: "إنَّ الحفاظَ على الجماعةِ قويةً متماسكة، يعدُّ الأداةَ الرئيسة لتحقيق هذا المشروعِ الإسلامي، الأمرَ الذي جعلَ الجماعةَ تضع في أولوياتها الحفاظَ على بنيانِها شاهقًا قويًا ومتماسكًا كأساسٍ للحفاظ على استمرارِ رسالتِها انطلاقًا من قيم الإسلام الحنيف"

وأكد أن "الجماعة مارستِ الشورى على امتدادِ مسيرتها وعبرَ مؤسساتها المنتخبةِ على كل المستويات باعتبارها مُلزِمة لا مُعلِمة، ولا انتقائية"

وتابع:  "ليس صحيحًا أنَّ التنظيمَ عند جماعةِ الإخوان المسلمين أصبحَ أهمَّ من الغايةِ أو أهم من الأمة، فالغايةُ هي التي توحدُ الجماعة، وتنأى بها عن الاختلافِ في القضايا الفرعيةِ، وتحصُّنُها ضدَّ آفةِ الخلافِ والفُرقةِ، والأمةُ هي العمقُ الاستراتيجيُّ للجماعةِ الذي يدعمُها، أما التنظيمُ المحكمُ فهو الذي يعصمُها من الانفراط"

وقال:" كان اجتهادُنا وحرصُنا في القراراتِ والتوجهاتِ التي صدرت عن الجماعةِ أن تكون قراراتٍ شوريةً صادرةً عن مؤسساتٍ لا أفرادٍ، إذْ لا مكانَ لقيادةٍ فرديةٍ أو قراراتٍ فرديةٍ، ولا مكانَ لمؤسساتٍ عبثيةٍ وشكليةٍ تُبنى على غيرِ طريقةِ الإخوانِ المعتمدةِ ووَفقَ لوائحِها وأعرافِها أو بعيدًا عن هيكلِ الجماعةِ ومؤسساتِها الحقيقيةِ في الداخلِ والخارجِ."

وأوضح أنه " لم يعد أمامَ الكارهين لجماعة الإخوان والكائدين لها بعد صمودِها وثباتِها خلالَ العقود الماضية إلا محاولاتُ تشويه منهجِها ورموزِها وقياداتِها والعملِ على نشرِ الخلاف بين أبنائِها بحُججٍ وادعاءاتٍ كثيرةٍ".

وقال: " واجبُ الأخِ المسلم إذا بلغَه أيُّ صورةٍ من صورِ التشكيك أن يتبين مصداقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}....و"لْنلتزمْ بآدابِ وأخلاقِ الإسلام في كلِّ أحوالِنا ولا نسمحُ بهزِّ ثوابتِنا وليكن كلٌّ منا كالشجرةِ يرميها الناسُ بالحجارةِ فتلقي لهم الثمارَ، وأن نلتزم بثوابت الإخوان التي تربينا عليها بأن نجتمعَ مع مخالفينا على ما نتفق عليه، ويعذرُ بعضُنا بعضًا فيما اختلفنا فيه وألا نجرحَ الهيئاتِ والأفرادَ وألا نتهم أحدًا في نياته"

وفي بداية الكلمة تحدث د حسين عن أن جماعة الإخوان "عازمةً بكلِّ ثقةٍ على مواصلة مسيرتها المباركة، مبتغيةً رضوان الله سبحانه وتعالى، وعاملةً بكلِّ إخلاصٍ على تحقيقِ الوَحدةِ واجتماعِ القلوب، كأصلٍ إسلاميٍّ وفريضةٍ شرعية مقدمةٍ على ما سواها، فقد أولاها الإسلامُ اهتمامًا خاصًا، وعلى هذا الأصلِ، أسَّس الإمامُ الشهيد حسنُ البنا دعوةَ الإخوانِ المسلمين ببنيانٍ محكم، وصفه الشهيدُ سيد قطب- رحمه الله- بأنه: "بناءٌ عبقري".

وقال: "إن المتأملَ في رسائلِ الإمام البنا- يرحمه الله- إلى أبناءِ الجماعة، يجدُها تركزُ على تثبيتِ معاني الصمود لديهم، والقدرةِ على تحملِ تبعات الإصلاح، مع الاعتمادِ على قدرات الأمة في المشاركة في تحقيق الإصلاحِ والتغيير، الذي يمثلُ الخطوة المتقدمةَ لانتصارِ المشروع الإسلامي"

"تدشين مشروع شبابى لإعداد قادة المستقبل"

أما علي حمد، فأعلن أن الجماعة بصدد تدشين مشروع شبابى لإعداد قادة المستقبل، بمناسبة مرور أربعة وتسعين عاما على تأسيس الجماعة، وعلى أعتاب المئوية الثانية من عمرها.

كما أعلن عن "تشكيل لجنة تقوم بالإعداد لمئوية ثانية من عمر الجماعة، تطلعا لعقد  مؤتمر جامع ثان يستكمل ما بدأه المؤتمر الفكري الأول فى عام 2019 من تقديم أوراق وطرح رؤى، تكون عوناً لمتخذي القرار فى الجماعة"، مؤكدا أن "المستقبل لا يتهيأ إلا لمن قيَّم حاضره وقوَّمه، فأتمَّ ما فيه من خير، واستدرك ما فيه من نقصان".

وقال: إن مشروع قادة المستقبل "سيكون صرحاً شبابيا لمستقبلنا الإسلامي.. نجمع فيه إلى همة الشباب نخبة الرأي والفكر والتجربة، ليكونَ الحصادُ  خيراً وبركة على أمتنا وشعبنا"، مشيراً إلى تجارب شبابية في تاريخ الإخوان المسلمين، أنتجت قادة متميزين أمثال الإمام المؤسس حسن البنا، كان  شاباً عشرينيا حين أطلق مشروع الجماعة ، والشيخ المجاهد محمد مهدي عاكف، الذي كان شابا عشرينيا أيضا تربى على يد الإمام الشهيد حسن البنا، والمرشد العام الحالي للجماعة العالم الدكتور محمد بديع، كان شابا عندما انتسب إلى هذه  الدعوة المباركة وكان- ولازال- أميناً على ثوابتها وفياً لمبادئها ورئيس جمهورية مصر الأسبق الدكتور محمد مرسي، الذي كان طالبا نابها ثم أستاذا جامعياً و باحثاً مرموقا.

وأكد أن "قطار التغيير الذى بدأ منذ أكثر من تسعين عاماً، ووصل إلى شاطئ ربيعنا الزاهر، فى عام ألفين وأحد عشر،  قد انطلق ولن يتوقف"، وأن "توقف قطار التغيير فى محطة من محطات ربيعنا الزاهر، إنما هو توقف مؤقت، ريثما يتزود النابه و ينتبه الغافل ويستفيق قليل العزم وخامل النشاط"، حسب قوله.

أضاف أن "ما حدث فى السنوات الماضية، إنما كان جولة أُولى فى رحلة التغيير، وما هو قادم بفضل الله ثم بعزائم الرجال وإخلاص العاملين، جولات ستُسعد شعبنا وتنتصر لأمتنا وتخبر شهداءنا وأسرانا الأبطال أن جهادهم ما ذهب عبثا أو ضاع هدرا".

وأكد حمد، في نهاية كلمته،  أن "الحفاظ على أمانة الشهداء ووديعة الأحرار النبلاء، كما الحفاظ على بيعتنا لمرشدنا الصامد المرابط  الأستاذ الدكتور محمد بديع فك الله أسره وإخوانه، والحفاظ على مؤسساتنا الشورية المنتخبة".

وفي 22 مارس 1928، أسس البنا مع آخرين جماعة الإخوان بمصر، وتنتشر في نحو 90 دولة، وفق بيانات سابقة للجماعة.