سياسي تونسي: زيارة سعيّد لمصر محاولة للاستقواء بالخارج على قوى الداخل

الأربعاء - 14 أبريل 2021

قال سمير بن عمر، رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من أجل الجمهوريةفي تونس:  إن زيارة الرئيس قيس سعيد إلى مصر هي عبارة عن محاولة “للاستقاء بالخارج على قوى الداخل”، متسائلا عن نتائج هذه الزيارة التي لم تشهد توقيع أي اتفاقيات مع مصر.

كما اعتبر أن محاولات سحب الثقة من رئيس البرلمان، راشد الغنوشي، لم ينهي المشاكل داخل البرلمان، متهما الحزب الدستوري الحر بإثارتها لتعطيل عمل المجلس. وأشار-من جهة أخرى- أن حكومة هشام المشيشي فشلت في إيجاد حل للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعيشها البلاد، داعيا إلى إعادة النظر في تركيبتها وسياساتها.

وقال سمير بن عمر:  إن زيارة الرئيس قيس سعيد إلى مصر “ليست في إطار التعاون بين البلدين، بل هي زيارة سياسية بامتياز بالنظر إلى جملة من المعطيات وهي أن هذه الزيارة تأتي في ظل اشتداد الصراع بين قصر قرطاج وقصري بارود والقصبة، وأيضا في ظل بناء تحالفات في المنطقة بين مختلف القوى والمحاور. هذه الزيارة لم تشهد مرافقة أي عضو من الحكومة للرئيس سعيد ما عدا وزير الخارجية، وهذا مؤشر على أن ملفات التعاون بين تونس ومصر لم تكن مطروحة ولم يتم إمضاء أي اتفاقيات ثنائية بين الدولتين، ويمكن القول إن هذه الزيارة غير واضحة الأهداف أو النتائج”.

وأضاف “كما أن خطاب الرئيس قيس سعيد -وهو أهم محطة في الزيارة- قسّم الشارع التونسي وجعل جزءا كبيرا من التونسيين ينتقدون هذا الخطاب على اعتبار أنه عبر عن تطابق وجهات النظر بين الرئيسين، والحال أن تونس الثورة لا يمكن أن تكون مواقفها متطابقة مع مواقف مصر فيما يتعلق بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وأيضا بالنسبة للموقف من الربيع العربي والديمقراطية في المنطقة، ومسألة انخراط مصر في تدمير ليبيا ونهب ثرواتها. ولذلك أعتقد أن زيارة سعيد إلى مصر هي محاولة للاستقواء بالخارج على قوى الداخل”.

من جانب آخر، قال بن عمر إن الأزمة السياسية التي تعيشها تونس تعود إلى “إصرار رئيس الجمهورية على عدم التوافق مع بقية الرئاسات وعلى توسيع صلاحياته الدستورية عبر “السطو” على صلاحيات رئيس الحكومة وتهميش البرلمان، فضلا عن رفضه الحوار مع بقية الرئاسات، والذي قد يساهم في تخفيف معاناة التونسيين، خاصة في ظل هذه أزمة كورونا التي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. فصلا عن رفضه مبادرة الحوار الوطني التي اقترحها اتحاد الشغل، ولذلك أعتقد أنه لا يمكن هذه الأزمة إلا بالحوار بين مختلف مكونات المشهد السياسي، سواء داخل مؤسسات الحكم أو خارجها”.

المصدر    "القدس العربي"