سى ان ان: المستبدون سيتضاعفون بالشرق الأوسط..والاضطرابات ستزداد سوءًا

الخميس - 2 سبتمبر 2021

توقع محمد علي شباني، الباحث بجامعة لندن المختص في الشئون الإيرانية، أن عدد المستبدين سوف يتضاعف في الشرق الأوسط، وأن الاضطرابات ستزداد سوءًا، نتيجة تخلي أمريكا عن حماية أنظمة المنطقة بعد انسحابها من أفغانستان.

وقال، ضمن تحليل كتبته تمارا قبلاوي لشبكة CNN، 1 سبتمبر 2021، وترجمه موقع "إنسان للإعلام": إن تزايد الدكتاتورية  تجلى بالفعل في بعض أجزاء العالم العربي، مثل تونس حيث استولى الرئيس قيس سعيد على السلطة الشهر الماضي، بدعوى القضاء على الفساد وسوء الإدارة، ولم يلق أي احتجاج شعبي تقريبًا.

وفي لبنان الذي مزقته الأزمة، والذي ينحدر بسرعة إلى حالة من الفوضى، يدعو الكثيرون في شوارع البلاد علنًا إلى دكتاتورية عسكرية.

أضاف شباني: "سوف نتجه أكثر نحو أيديولوجية أقل .. ما يعنيه هذا هو المزيد من التسامح مع الحكم الاستبدادي إذا كان مصحوبًا بالازدهار. ولكن إذا لم يكن مصحوبًا بالازدهار، فسنرى ما هو أسوأ في المستقبل.".

وفي التحليل الذي جاء بعنوان "عودة طالبان أغرقت الشرق الأوسط في مياه مجهولة" ، قال شباني: مع انتشار حالة عدم اليقين وإصابة الشرق الأوسط بالشلل بسبب تناقص الموارد وبسرعة فائقة ، فإن العديد من المستبدين في المنطقة سوف يتضاعفون ، والاضطرابات ستزداد سوءًا، خاصة بعد أن صدمت صور مقاتلي طالبان وهم يرتدون بزات عسكرية أمريكية و يتفقدون حظائر الطائرات الناس في جميع أنحاء العالم.

ولم يتضح بعد ما الذي ستفعله طالبان ببعض أفضل الأسلحة في العالم، وهو ما يدفع المنطقة الأوسع للجلوس على حافة المقعد،  حيث تومض تلك المشاهد السريالية على الشاشات.

وجاء في التحليل أن القمة الإقليمية في بغداد أرسلت إشارات معقدة حول مستقبل المنطقة، إذ جمعت فرقاء الشرق اللأوسط من السعودية وإيران والإمارات ومصر وتركيا وغابت عنها أمريكا.وقد باتت منطقة الخليج

"على أعتاب تحولات أمنية وعسكرية ضخمة، ربما تكون الأكبر منذ عام 1971، عندما تحملت الولايات المتحدة المسؤولية عن أمنها وحولتها إلى" خليج أمريكي "بالمعنى الاستراتيجي"، بحسب المعلق السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله.

يقول التحليل: "لقد ولت الأيام التي كانت الولايات المتحدة ترمي فيها بقوتها العسكرية لإنقاذ حلفائها الإقليميين، كما حدث في الغزو العراقي للكويت عام 1991. وتقاعس الجيش الأمريكي عن العمل بعد تعرض مصافي النفط في المملكة العربية السعودية لهجوم بطائرة بدون طيار عام 2019 أُلقي باللوم فيه على إيران التي نفت الاتهام، ويتحدث الكثيرون عن الحسابات الإقليمية الجديدة للولايات المتحدة".

وهناك مدرستان فكريتان رئيسيتان حول شرق أوسط ما بعد أمريكا، إحداها هي أن المحاور الإقليمية الحالية ستصبح أكثر تحصينا وأكثر جرأة، لذلك سيستمر عرب الخليج في الالتحام بإسرائيل لمواجهة محور إيران الذي شجعه الخروج الأمريكي. والأخرى تشير إلى أن عدم وجود شريك عسكري أمريكي موثوق به سيعجل بالجهود الدبلوماسية بين الأعداء التقليديين لتهدئة التوترات وتقليل الحاجة إلى استراتيجية دفاعية قوية.

المصدر                edition.cnn