زغبي: المصريون أسوأ حالا بعد 10 سنوات من الثورة..وتأييدهم للجيش تراجع
الثلاثاء - 6 يوليو 2021
نشر موقع "البوابة" الأردني، اليوم الثلاثاء، مقالا للأكاديمي الأمريكي من أصل لبناني، جيمس زغبي، رئيس المعهد العربي الأمريكي، جاء قيه:
"قبل عقد من الزمن، كنا في خضم ما أطلق عليه المراقبون في الغرب "الربيع العربي"، عندما افترضوا أن هذه الانتفاضات في تونس ومصر وليبيا واليمن كانت مرتبطة عضوياً، في صورة تشبه الثورات التي أسقطت الأنظمة الشيوعية تحت غطاء الاتحاد السوفيتي.
هذه الانتفاضات العربية، رغم اشتراكها في بعض الخصائص، كانت العوامل المحلية تشكلها في كل حالة.
ومن السمات المشتركة، حدوثها شبه الحصري في ما يسمى بـ "الجمهوريات العربية"، وهي البلدان التي حكمتها لعقود من الزمن أنظمة عسكرية تفتقر إلى شرعية واسعة النطاق، وأصبحت متعثرة وفاسدة على نحو متزايد.
أيضًا، بدأت كل من هذه الانتفاضات باحتجاجات غير عنيفة يقودها الشباب إلى حد كبير، ركزت على الفقر والتوظيف والرغبة في مزيد من الحرية والحقوق السياسية.
وعلى الرغم من وصفها بأنها "ثورات"، ففي تونس ورغم هشاشتها حتى الآن، كانت هناك ثورة حقيقية أدت إلى تغيير في نظام الحكم.
في مصر، لم يحدث شيء قريب من الثورة، مع احتفاظ الجيش بالسيطرة بعد الإطاحة بمبارك ثم الإخوان المسلمين في وقت لاحق.
تظهر استطلاعات الرأي التي أجريناها أنه نتيجة للقمع المتزايد، تراجعت موافقة المصريين على الجيش بأكثر من 35 نقطة، ويقول المصريون الآن إنهم أسوأ حالًا مما كانوا عليه من قبل، ولديهم أمل أقل في المستقبل.
كانت تجارب سوريا وليبيا واليمن مختلفة، مع تجزئة المجتمعات حسب الطائفة والقبيلة والمنطقة، مع خلع الأنظمة القديمة، أدى تدخل القوى الإقليمية إلى صراعات أهلية دموية طويلة الأمد.
حتى مع هذا السجل المتقلب، لا تزال هناك انتفاضات جديدة، بما في ذلك الاحتجاجات الجماهيرية المستمرة في السودان والجزائر ولبنان والعراق في السنوات الأخيرة، والتي انفجرت لأسباب مماثلة: نقص الوظائف والخدمات المطلوبة ، وسوء الإدارة ، واليأس.
بعد عشر سنوات من الانتفاضات الأولى، أفسح "الاستقرار" الهش الذي كان يميز الأنظمة القديمة لـ "الجمهوريات العربية" الطريق إلى الفوضى في الغالب، ولكن يجب أن تعلم الأنظمة أن القمع لا يمكن أن يحل محل الحكم غير المستجيب لمطالب الناس. يجب أن يستجيب القادة للمخاوف المشروعة للمتظاهرين وأن يقدموا لهم أملًا حقيقيًا في التغيير.
المصدر "البوابة" الأردني