روسيا- أوكرانيا: الجوع يهدد دولا .. ومصر صندوق بارود ينتظر الاشتعال
الاثنين - 21 فبراير 2022
قالت صحيفة التلغراف البريطانية، في تقرير تحت عنوان "الغزو الروسي يهدد بدفع عائلات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الجوع الشديد": إن المخاوف من غزو روسي لأوكرانيا "تسببت في تقلب أسعار المواد الغذائية، وتخاطر بدفع عائلات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الجوع الشديد".
وأشار التقرير إلى إلى أن "روسيا تعد أكبر مصدر للقمح في العالم، بينما برزت أوكرانيا بشكل ملحوظ بين مصدري الحبوب على مدار العقد الماضي"، مؤكدا أن "أسعار المواد الغذائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات، حيث وصلت إلى مستويات مماثلة لتلك التي كانت موجودة خلال فترة ما يعرف بـ"الربيع العربي"، وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية.
وأضاف: إن شعار "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" كان هتافا أساسيا للمتظاهرين المصريين خلال انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، و"مع ارتفاع أسعار القمح، من المتوقع إضافة 763 مليون دولار إلى فاتورة دعم الخبز الضخمة بالفعل البالغة 3.2 مليار دولار في مصر هذا العام. وقد أعلن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي يوم الأربعاء عن خطط لأول زيادة في أسعار رغيف الخبز منذ عام 1988، لكنه قال إن الحكومة تهدف إلى القيام بذلك بدون إيذاء المصريين الفقراء"، لذلك فإن "الخبز في مصر مدعوم بشدة وسعره مسألة حساسة للغاية".
ونقل التقرير عن تيموثي لانغ، الأستاذ الفخري المتخصص في سياسة الغذاء، قوله: إن "مصر صندوق بارود ينتظر الاشتعال.. إنه وضع خطير للغاية ويتم اختباره بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية". "نحن الآن في عصر تتقلب فيه أسعار المواد الغذائية. على عكس ما قبل 50-90 عاما عندما كان لدينا مخزون حقيقي. أمننا الغذائي يأتي الآن من الأسواق المالية، وهذا يعني أن التقلبات السياسية يمكن أن تدفع بأعداد كبيرة من الناس بسرعة إلى حالة انعدام الأمن الغذائي".
وأشار التقرير إلى أن "منطقة البحر الأسود هي المنطقة الأكثر أهمية في العالم لصادرات الحبوب".
وأضاف: "هذا العام، من المتوقع أن تمثل أوكرانيا 12 في المئة من صادرات القمح العالمية، و16 في المئة للذرة، و18 في المائة للشعير، و19 في المائة من بذور اللفت. ويتجه 40 في المئة من شحناتها السنوية من الذرة والقمح إلى الشرق الأوسط أو أفريقيا".
وأضاف البروفيسور لانغ: "لم يعد بإمكاننا افتراض أن الطعام بعيد إلى حد ما عن الآثار السياسية للصراع".
ونقل التقرير عن عبير عطيفة، المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي: "لقد شهدنا تقلبات في السوق حتى في الأيام القليلة الماضية، بسبب مخاوف من احتمال حدوث صراع. لقد بدأ سعر الحبوب يتأثر".
وأضافت عطيفة: "أسعار المواد الغذائية مرتفعة بالفعل. نحن قلقون من أن يصبح الناس في الشرق الأوسط وأفريقيا أكثر عرضة للخطر إذا تعطلت الإمدادات".
وقالت عطيفة: إن "العالم لا يستطيع تحمل صراع آخر من صنع الإنسان". وأوضحت "الصراع يؤدي إلى الجوع، والحرب ستؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي. إننا نواجه بالفعل أعلى مستوياته على الإطلاق في ما يتعلق بالاحتياجات الإنسانية - ما عليك سوى إلقاء نظرة على أفغانستان وجنوب السودان واليمن".
وقالت: "لا يمكننا التعامل مع أزمة إنسانية أخرى".
المصدر: بى بى سى عربي